الرئيس اللبناني العربي اللاطائفي

تصغير
تكبير
الشجرة المثمرة تصمد وتجني الأجيال ثمارها ثمة رجال تكمن ملامحهم السياسية في سلم قيمهم وخصالهم الشخصية ونشأتهم البيئية والاقتناعات التي مارسوها وحملوها الى سدة المسؤولية. والرئيس اللبناني اميل لحود، الذي لا يتصدر شاشات التلفزة ولا يملك مديرية عامة للجداريات ولم يشكل «صندوقا أسود» لشراء الاقلام، واحد من أولئك القادة الذين انصفهم الحاضر وسيفاخر بهم تاريخ بلادهم. والذي أتيح له معرفة الجانب الانساني من اميل لحود الشخص، يعرف معنى التجرد والصدق ونظافة الكف والشفافية والتضحية ونكران الذات والديموقراطية والصلابة. اميل لحود، اللبناني، العربي اللاطائفي، هو كل ذلك، طالبوا به قائدا للجيش يوم كان الجيش جيوشا ولم يطلب شيئا لنفسه، وطالبوا به رئيسا شعبيا ولم يطلب من احد تأييده. وكاد اميل لحود، قائد الجيش، أن يخلع نياشينه يوم أصدر له العهد السابق قرارا بضرب حراس الارض من المقاومين في الجنوب... «فتشوا عن سواي»، قال لهم. ويوم كان قائدا أدار ظهره للمسؤولين الذين حاولوا تحويل مجلس الدفاع الاعلى مجلسا ملّيا للطوائف والمذاهب والأزلام، فانتصر خــياره الــوطني. وعندما انتخب لحود رئيسا كانت الاوراق الـ 811 انعكاسا للارادة الشعبية، من دون أن يزور دمشق أو يتملق واشنطن أو يقدم أوراق اعتماد عند أحد. لم تغيره الرئاسة و«بيته الجمهوري» في قصر بعبدا فتح للناس والطلاب ولأصدقاء لبنان، ونجح مع رفيقه رئيس الحكومة سليم الحص في اعادة الاعتبار إلى بيروت عاصمة للعرب. قبل أن يأتي لحود إلينا، ذهب العرب الى لبنان، وفيه ومعه تركوا جانبا الخلافات الصعبة وتناقضاتهم ومشكلات الحدود بينهم، فاستردت بيروت العرب. يروي الرئيس اللبناني على مسامع زائريه حكايا مؤلمة عن السياسات التي نحرت لبنان ورهنت اقتصاده وقايضت على أمنه ونكست ثوابته والبدهيات. غير أن الرئيس الذي يأتينا، هو من قماشة الرجال التاريخيين الذين يؤسسون لمستقبل على قياس احلام الاجيال الطالعة، نقيا من دون مكائد أو عقد. ومن غير الصعب أن يستنتج المرء الفرق بين لحود ومعارضيه، فالرجل جاء ليزرع شجرة تجني الاجيال ثمارها، اما معارضوه فكل همهم قطف ثمار أشجار زرعتها أجيال سابقة والاستئثار بها. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي