بل هو خادم الحرمين الشريفين «طالما تمنيت أن وفقني رب العزة والجلال إلى أسعد الأسماء إلى قلبي عندما أتشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين» فهد بن عبدالعزيز

تصغير
تكبير
اعتدنا على الهوجات الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية، حتى صارت لازمة محفوظة ومفتوحة في أدبيات الإعلام ذي الهوى وغير الدقيق، أو المغرض وصاحب النوايا المبيتة. ومثل هذا صار يتم بمناسبة ومن دون مناسبة، والسبب -كما هو واضح- يُجزِم بأن الخصوصية السعودية هي المحرِضة على هذا الثبات في موقف بعض الوسائل الإعلامية من المملكة، ابتداء من دورها السياسي الكبير وانتهاء بالحكمة المتوازنة والمتوارثة للقيادة السعودية وثقلها المهم، مروراً بثرواتها النفطية ومكانتها الاقتصادية المتنامية، وتجربتها الوحدوية الثرية الراسخة، والتحول النهضوي المتحقق في المجالات شتى. وقبل كل ذلك طبعا، هو مكانة المملكة المعنوية والروحية بوصفها حامية وحاضنة الديار التي تهفو إليها الأفئدة وتهوى القلوب، الأمر الذي يفرض عليها -وهي المشرّفة بالحرمين- أن تحمل المسؤولية العظمى تجاه أولى القبلتين في القدس الشريف، حيث لا مساومة أو تهاون في مسألة استعادة الحقوق وردها لأصحابها. وهذا الحال للدولة الراعية -خدمة وإجلالا لبيت الله العتيق وبيت رسوله المصطفى- هو المستهدف أساسا وقبل أي شيء آخر، وذلك كي ما تظل «الحالة الإسلامية» كما يسمونها في دوائر الدعاية الغربية، معلقة في أهواء التطرف والمفاهيم الخاطئة، وصولا الى حالة النبذ العارمة لكل ما يمت بصلة إلى الإسلام والمسلمين. ولا نستطيع أن نفهم غير هذا، ونحن نلمس هذا الاستقصاد المبرمج للمملكة العربية السعودية في بعض وسائل الإعلام الغربية، ونحدد في طليعتها هيئة الإذاعة البريطانية «B.B.C» والتي تحجم وبصورة قاطعة عن ذكر الصفة الرسمية والمعروفة للملك فهد بن عبدالعزيز كونه يحتل منصباً معلناً وهو «خادم الحرمين الشريفين». فالرجل خادم الحرمين الشريفين -تشرفاً وتقرباً الى الله- انطلاقا من تعاليم دينه الحنيف ومن مسؤوليته عن رعاية الحرمين اللذين يحتلان المكانة الأولى في ضمير مليار ومئتي مليون مسلم، فضلا عن أنه أضاف اسمه لسجل الخالدين العظام في التاريخ الإسلامي، عندما قاد أكبر توسعة لكلا الحرمين -فصار الحج أو الاعتمار- فرصة متاحة تظللها كل أجواء الراحة والطمأنينة والسعة. وهو خادم الحرمين الشريفين لأن هذا حقه كقائد له رؤيته وموقفه الشخصي والمبدئي، وهو كذلك لأن اتخاذ صفة أو مسمى الحكم هو قرار سيادي خاص بكل دولة أو أمة، بما لا يستقيم معه أن يكون ذلك سببا للتنغيص أو الاستنكاد من أي أحد حتى ولو كان جهة مستعدية وصاحبة موقف مسبق من القائد أو بلاده. إنه لأمر عجيب فعلا، إذ أن المتابعة الحثيثة لمعظم وسائل الإعلام الغربية وخصوصا «B.B.C» هذه، تظهر استبعاداً مبرمجاً ومدروساً لاستخدام لقب الملك فهد الرسمي، إذ يكتفي بالتنويه إلى أنه «العاهل السعودي الملك فهد». لقد اخترنا هذه الجزئية البسيطة لنبين أن الحملة التي نشب في هذا اليوم أو تاليه ضد السعودية، هي هوى متعمد وفهم راسخ لدى مثل هذه الدوائر الإعلامية المستهودة، وهو أمر يجب أن تتحصن تجاهه الأمة بأسرها. فالمستهدف هنا ليس شخص «العاهل السعودي الملك فهد» أو بلاده، وإنما الموروث الروحي والعقائدي كله. أما خادم الحرمين الشريفين، فسوف يظل رمزاً لحالة شموخ للسعودية، ومن ورائها الأمة، وهي أمة لاشك أنها ستكون سعيدة ومتطلعة لصداقة الآخرين وتعاونهم، شريطة ألا يظنوا لوهلة واحدة أنها ستخرج من جلدها الذي أراده الله أمة وسطا وأعلى درجات الشرف فيها خدمة حرميها الشريفين بل وجميع حرماتها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي