عودة الحاضر دائما


يعود الشيخ سعد العبدالله الى الكويت اليوم. وهو لم يكن يوما غائبا. لكن المرض امتحان من الله تعالى، يمتحن به عباده ليخرج المؤمن من المحنة أكثر إيماناً فيعرف، كما يعرف اليوم الشيخ سعد، مدى حب الناس له والتصاقهم به واعترافهم بكل ما فعل من أجل الوطن.
يعود الشيخ سعد. وهو، منذ اضطره المرض الى غياب قسري، حضر في قلوب الكويتيين أكثر من أي وقت مضى. وامتزج في تضرعاتهم وفي أمانيهم ليعود معافى ويعاود، ما تعوده منه أهل الكويت، دور الأب الراعي والأخ الحاني، ودور الصخرة الصلدة عليها تتكسر أحلام الغزاة، ومنها صمود كان، ويبقى، لانه من بقاء الكويت وبقاء أهلها.
طوال سبعة أشهر قضاها الشيخ سعد في رحلة العلاج أظهر أهل الكويت ما كان متوقعا منهم، صادق الحب، ومشاعر العاطفة، ولهفة قل مثيلها بين حاكم وشعب. لكن العواطف لا تأتي من فراغ بل تصوغها التجربة والمعاشرة والاختبارات والتحديات. فسعد العبدالله الانسان قبل كل شيء يستحق هذا الدفق من الحب. فهو فقرة مهمة من تاريخ الكويت بعد الاستقلال. وفصل كامل من كتابها إبان الاحتلال وبعد التحرير. وإذا كان أعطى من دون حدود قبل الغزو فإنه توج عطاءه بقيادته للحكومة أثناء المحنة وتمكنه من إدارة العمل من كل جوانبه باقتدار وحكمة حتى تحقق النصر وعادت الكويت.
يعود الشيخ سعد اليوم. ولا أحد يجهل حجم التحديات التي تواجه هذا الوطن وأهمها وأخطرها نيات جار الشمال الذي لم يرتدع نهائيا بعد والذي لا يزال يحلم في «أم المعارك». والكويت، مع الشيخ سعد، يجب أن تبقى متنبهة وحاضرة لردع المعتدي من جهة واستكمال مسيرة التنمية وتصحيحها من جهة أخرى. ولا شك أن الفترة التي قضاها الشيخ سعد غائبا عن الكويت أتاحت له الفرصة للتفكير بهدوء، وبعيدا عن ضغط العمل اليومي في مستقبل الكويت وفي الظروف المحيطة بها، الأمر الذي سيعطي سموه بالتأكيد رؤية أفضل لأسلوب إدارة العمل الحكومي في المرحلة المقبلة، وهي تحفل بالصعاب على الصعد كافة.
أهلا بالشيخ سعد بين أهله. غيابه كان اختبار حب. وحضوره باقة ورد تهدى الى أبناء البلاد. فتهانينا للشيخ سعد بعودته، بل تهانينا لأهل الكويت ب في قلوب الكويتيين، بل في وجدان البلاد دائما وأبداً.
رئيس التحرير