العهد وولي عهد

تصغير
تكبير
ليس الشخص في حاجة الى مديح ان كان ظله العالي مخيّماً، ولا في حاجة الى قصائد وبث لواعج او خطب مناسبات، إنما هي مسألة وفاء ومواقف أولاً وأخيراً. تحضر في الذاكرة، ونحن ما زلنا في فرحة التحرير، تلك الجلسة في القمة الشهيرة، التي انعقدت في القاهرة في 01/8/0991 والبلد تحت الاحتلال ومشاعر الضياع والإحباط تندب مُلكاً ضاع. وقف شخص بقامة الرجال التاريخيين. تحدث وأدهَش. كلام الواثق في الحق، صلابة المؤمن بالأرض. لم تثنه دعوات خبيثة للتريث، ولا هزته مناورات لئيمة لتضييع الموضوع والهدف من الاجتماع. ولم تخنه ذاكرة المجرب المحنك. فدخل في التفاصيل، وسجل في سجلات العالم آنذاك حقنا في أرضنا شعباً وتاريخاً وذاكرة. لا أحد لكل الأوقات. لكنه حتماً للوقت العصيب، وفي المصاب الجلل. تفتقده فتجده، طوداً شامخاً وارادة متينة، وقلباً حانياً. تحار في أمره. أهي الفطرة تجعله يلتقط الومض، أم البداهة لا تعرف الخطأ، أم التجربة عجنت المعدن الأصيل؟ تختصره تلك الجلسة التاريخية. حازماً، صلباً، لا يلين ولا يتهاون في الحق، ومتألماً يتذكر (بشتاً) أنقذ في أيلول الأسود من حاول تأبيد ليل الكويت والكلام عن «كشمير» وقت كان الطاغية جاثماً على أرضنا وصدورنا ودمائنا. وتعرفه محافل كثيرة له فيها مواقف حقنت دماء العرب ومدت يداً كريمة لمن استحق ولمن لم يستحق. هي ليست صدفة أن يتجــــمع العالم لإنقاذ بلد ضاع. وليســـــت المصلحة وحدها تحـــــرك الجيوش والنفوس. بل إرادة وإدارة ودراية انتزعــــــت القرار من أعلى منبـــــر للحق وتجسدت في شخص انتزع الإعجاب واستحق الولاء والوفاء وتمنيات الشفاء... والعهد. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي