ياصاحب العباءة الكبيرة ... طلبناك


يسافر الشيخ سعد العبدالله غداً إلى الولايات المتحدة لاستكمال الفحوصات، وتسافر الكويت معه بآمالها وهمومها وفرحها وحزنها، علّ الذي سكنته الديرة في حلّه وترحاله يستجيب لنصائح الأطباء، ويقتنع أن الراحة ضرورية لانطلاقة أقوى بعزم وثبات.
من يعرف سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن قرب، يدرك أنه ما غادر الكويت يوماً حتى في سفره، فهو الملتصق أبداً في وجدانها، عينه على تحديات الخارج وغدر جار الشمال، وقلبه على تحديات الداخل من تنمية وتطور وتجربة ديموقراطية واستقرار وتوحد.
قضاياه هي نفسها قضايا الكويت، ترجمها حركة لا تهدأ من دون حساب للزمن والتعب والإجهاد. خبِرَ الحياة السياسية والاجتماعية حتى تمرّس بها، واتسعت عباءته للجميع. لا يضيق بنقد مهما كان قاسياً، ولا يتردد في المواجهة مهما كانت صعبة، خصوصاً إذا تعلقت بالمصير والكيان، ولا يترك بيتاً كويتياً إلا ويشعره بأنه أحد أفراده، بعفويته ومحبته وسؤاله الدائم وعتابه الأبوي... ولكن الأوان آن لكلمة حب.
يا صاحب العباءة الكبيرة... طلبناك:
أعطيت ولم تقصّر، واجهت ومازلت، وعدت فأوفيت، ومن حق الوفاء علينا أن نطالبك بالاستماع إلى نصيحة الأطباء هذه المرة، وترك قرار عودتك لهم، رغم تمنياتنا الدائمة بأن نراك بيننا في كل وقت، ورغم ثقتنا التامة بأن طاقة العطاء لديك معين لا ينضب.
سعد العبدالله ليس ملك نفسه، فالعباءات الكبيرة لا تحتضن إلا قامات شامخة، وهامات مرفوعة... ومن حقنا مطالبتك بالراحة، متضرعين إلى الله أن يمنّ عليك بموفور الصحة والعافية.
لن نقول إلى اللقاء، لأنه مستمر دائماً. فالله معك والكويت كذلك.
رئيس التحرير