عقدان وبيعة دائمة

تصغير
تكبير
مع مرور عقدين على تولي صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد مقاليد الحكم، يقف الكويتيون بتقدير كبير أمام سيرة رجل ومسيرة دولة. وليس المجال لتكرار المدائح، بل هي الأفعال تتكلم عن نفسها، والوقائع أشد بلاغة. فمنذ تعاطي سموه الشأن العام في العام 9491 برزت سمات القيادة. ومن أول منصب وزاري تولاه في 2691 بدا واضحاً أنه رجل الحاضر والمستقبل. قد تضيق سلسلة مقالات عن تعداد إنجازات سموه. لكن تجب الإشارة إلى أنه باني الدولة الكويتية الحديثة بأبعادها المادية والمعنوية والروحية. فكان وراء الاستثمارات الخارجية واحتياط الأجيال القادمة وتحديث البنية الاقتصادية التي هي ركيزة لقوة الكويت لكنه أدرك أن أهمية الكويت ليست في اقتصادها فقط، ولا في ثرواتها، إنما تكمن أيضاً في روحها. فاستلهم من وحي ديننا ومن هدى الصالحين ليساهم في نشر الدعوة والخير على السواء. فكانت له منذ تولي الحكم في 13/21/7791 الأيادي البيض في معظم الأصقاع، مساعدات عينية ومشاريع تخفف الآلام أو تدفع ضائقة الفقر والتخلف. وفي موازاة ذلك لم يتردد في إنشاء اللجنة الاستشارية العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في البلاد، وهي تعمل بهدوء وحكمة في رعاية سموه وبما يتوافق مع تطور البلاد وحاجات أبنائها. لا تسجل إنجازات الشيخ جابر على الصعيد الداخلي فقط. إذ تذكره الأسرة الدولية نصيراً للحقوق الأساسية وصديقاً فاعلاً للجميع، وتعتبره الأمة الإسلامية واسطة خير، وتعترف له الأمة العربية بجهود حثيثة لتوحيد الكلمة، ويشهد له الخليج بالمبادرات الأخوية الوحدوية. لذا لم تكن صدفة أن ينبري العالم لمساندة الكويت حين غزاها جار الشمال، ولم يكن غريباً أن تتولى الأسرة الدولية مهمة دحر الغزو وهزيمة المحتلين. بويع الشيخ جابر قبل عقدين حاكماً على البلاد، لكن مبايعته الكبرى أتت وقت الشدة، وحين احتاجت الأمة الى رمزها تتوحد حوله لتخرج من عثرتها. وكانت مبايعته الكبرى حين احتل صدام الكويت فلم يجد كويتياً واحداً يتعامل معه، واكتملت البيعة بالعودة الظافرة بقيادته ليزيل آثار العدوان مع كل المخلصين الكويتيين. وهو بإدارته الحكيمة لشؤون البلاد وحرصه على كل فرد من أفراد الشعب يبايع يومياً قائداً وراعياً وأباً ورمزاً للعزة والمنعة والاستمرار. رئيس التحرير
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي