ناصر المحمد... أكمل


التعامل المسؤول لسمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد مع حريق مستشفى الجهراء أطفأ حرائق أخرى أريد لها ان تندلع نتيجة تسيّد الانفعال والمزايدات والتصعيد للساحة السياسية الكويتية. فالرجل الذي كان أول الواصلين الى مكان الحادث متابعا مدققا، كان في الوقت نفسه اول المبادرين بتحمل المسؤولية السياسية من خلال الحرص السريع على بلسمة جراح المصابين ومعرفة الاسباب وتحديد المسؤوليات من جهة... وقبول «الاستقالة الشجاعة» للوزيرة الدكتورة معصومة المبارك من جهة اخرى.
مواقف الشيخ ناصر المحمد تؤسس لعهد جديد من الممارسة السياسية، وهو ما اشرنا اليه سابقا من ان المخرج للتأزيم الحاصل يكون بأن تصحح كل سلطة نفسها عبر آلياتها الخاصة منعا لدخول أي قضية سوق المزايدات الرخيصة التي باتت مكشوفة الاهداف. فالحريق كان يمكن ان يمتد سياسيا الى مساحات اخرى... مساحات مكشوفة لكل انواع التجاذبات والتدخلات والاستغلال الظرفي من دون أي مراعاة لقدسية الموت وحرمة الألم.
تحمل سمو الرئيس المسؤولية السياسية باقتدار. قطع الطريق على المواقف الهادفة الى التصعيد تحت أي ظرف وأي اعتبار. اوقف «خطط الليل» التي بدأت تحاك من «المحبين» و«المقربين» الذين وجدوا في الحريق وقودا جديدا لماكينة الدس والتحريض ووضع العصي في عجلة الاصلاح... يبقى ان يقتدي الآخرون وفي مختلف مواقعهم بهذا النهج الواقعي الواضح في الممارسة السياسية فيبدأوا مراجعة نقدية شاملة داخل بيوتهم، يليها إصلاح وتصحيح.
من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ، والشجاعة كل الشجاعة ان نقف عند كل تفاصيل الخطأ لمعالجتها بدل التبرؤ منه، خصوصا ان احدا لن يسلم اذا تعرض اي جزء من البيت الكويتي الكبير لسوء او خلل، اما اذا اعتقد بعضهم غير ذلك... فهناك الطامة الكبرى.
سمو الرئيس، اكمل مسيرتك الاصلاحية وان تخللتها الحواجز والعقبات، وتابع حركتك التصحيحية للبيت الحكومي وان تعرض للمزيد من القصف الكلامي والانتقادات الحادة، وافتح قلبك دائما للنقد الحريص على البناء لا الهدم، ولا تلتفت لمن يحاول تثبيط همتك وتشويه عملك لانك لم توافق على تغطية فساده وسرقاته، واستمر في مد يد التعاون للجميع لأنه نهجك الذي لا حياد عنه... وهو النهج الذي لن تحلق الكويت من دونه إلى أي افق.
جاسم بودي