«الراي»

تصغير
تكبير
اروع انواع المخاطبة حين تكلم جمهور الصحيفة كأنك تكلم نفسك، فهم جزء منك وانت جزء منهم ولا يمكنك اتخاذ قرار في التجدد والتجديد من دون الاستجابة لرغباتهم والاستجابة لتطلعاتهم.
قبل اكثر من عشرة اعوام، قررت الاستثمار في الصناعة الاعلامية وكان الامر مستغربا من كثيرين حولي وبينهم مقربون جدا، خصوصا انني سأخوض غمار التحدي من دون اي اهداف خاصة سوى تأسيس صحيفة على  قواعد علمية حيادية غير منحازة شعارها: «الرأي لصاحبه والخبر للقارئ».
هذا الشعار البسيط في شكله العميق جدا في مضمونه، كان المعادلة التي حكمت مسيرة صحيفتنا وميزتنا بنجاح ما كان ليتم لولا توفيق من الله اولا، وفريق العمل الذي كنت مجرد جزء منه وعمل (وما زال) باقتدار وامانة ومسؤولية ثانيا، وتفاعل القراء واحتضانهم لهذه التجربة ثالثا ورابعا وعاشرا. القراء هم سر الاستمرار والتقدم والتطور، لبينا ما امكن طموحاتهم ومطالبهم فاعطونا الريادة لاعوام، وشعرنا ان الاستطلاعات والدراسات التي صنفتنا في المركز الاول انما فعلت ذلك بعد انكشاف السر... سر المعادلة بين الصحيفة وقرائها التي سمحت بقناة تواصل حولتنا فعلا عائلة واحدة.
نجاحنا في الصحيفة دفعنا الى التوسع في الصناعة الاعلامية لان التجدد ايضا عنوان للبقاء. اسسنا اول تلفزيون خاص مستقل في الكويت والمنطقة باسم «الراي»، وعلى قاعدة التفاعل نفسها مع المشاهدين تمكنا بفضل الله من التقدم سريعا نحو الريادة رغم حداثة التجربة رافعين شعار «الراي رأيك» لتكون القناة ايضا جزءا من كل بيت.
اليوم وبعد نضوج التجربة، منطق الامور يفرض التجدد، وكما كنا دائما نستشير شركاءنا الاساسيين، (القراء والمشاهدين) في كل ما يهمهم ويحقق رغباتهم، انتهينا قبل ايام من احد اوسع الدراسات المتخصصة التي اجريناها وخلصت الى وجوب بناء صرح اعلامي ضخم يضم الصحيفة والتلفزيون الى جانب مشاريع اخرى قريبا في الاطار نفسه. وهذا الامر يقتضي صيغة جديدة مشتركة تربط في الشكل بين المؤسسات المختلفة (اخراجيا وتقنيا) وتحافظ في المضمون على سر المعادلة التي ربطت القراء والمشاهدين بالصحيفة والتلفزيون.
في التغيير الشكلي قاربنا بين شعاري التلفزيون والصحيفة فصارت «الراي» و«الراي»، وفي المضمون بدأنا خطوات تطويرية تدريجية، وفي المشاريع الاخرى وضعنا المخططات على نار حامية لاستكمال اسس الصرح الاعلامي التي بدأناها خطوة – خطوة قبل اكثر من عشر سنوات ولن تتوقف مسيرتها بإذن الله طالما كان المشاهدون والقراء هم اصحابها الحقيقيون الحريصون على ان تبقى «الراي» العام وكل عام  جريدة الكويت الاولى.
جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي