تحقيق / إنهم يغوصون في الزبالة!
لا شك ان الكثيرين يلاحظون عند الخروج والدخول إلى منازلهم كثرة افراد العمالة التي تبحث في صناديق القمامة وفي بعض الاحيان نجدهم خارج المنزل يبحثون فيما نرميه من مخلفات.
استغرب من ذلك لانه يمثل مصدرا من مصادر التلوث وسببا رئيسيا للأمراض وهي تمثل عبئا على الدولة بسبب طرق التخلص منها فلماذا عمالة التنظيف يبحثون دوما حول هذه الصناديق؟
وقد ربطت ببالي قصة سيدة صينية في الولايات المتحدة قامت بجمع الأموال نتيجة بحثها المستمر بالقمامة وتجميعها للعلب وبيعها لدرجة انها استطاعت ان تدفع تكاليف دراسة ابنائها ووفرت لهم المعيشة الجيدة وذلك بفضل ما يرمى بها ولكننا هل فعلا نملك ثروة بالمخلفات التي نرميها ونحن لا نعلم عنها؟!
لعل هناك عدة خطط تستخدم في بعض الدول وتسمى عملية ادارة المخلفات وهي تعتبر من القواعد الذهبية التي تطبق هناك وتدور حول أربعة امور اهمها التقليل ويقصد بذلك تقليل المواد الخام المستخدمة الامر الذي يؤدي بدوره لتقليل حجم المخلفات وايضا هناك اعادة استخدام المخلفات مثل إعادة تعبئة الزجاجات بعد تعقيمها وبعض المنتجات الكثيرة التي يتم تنظيفها وتعقيمها وتوجد ايضا اعادة استخدام المخلفات لانتاج منتجات اخرى اقل جودة من المنتج الاصلي واخيرا استخدام طريقة الاسترجاع الحراري للتخلص من المخلفات الخطرة صلبة او سائلة عن طريق حرقها تحت ظروف تشغيل معينة... كل هذه الطرق متميزة ومستخدمة بالعديد من الدول وخاصة اميركا واليابان.
فرز الفضلات
العديد من الدول قامت بوضع قوانين صارمة من ناحية البيئة فاعتبرت فرز الفضلات التي ترمى نوعا من حماية للبيئة فوضعت نظاما دقيقا لذلك للاستفادة من المهملات وتحويلها إلى ثروة توفر اموالا كثيرة وتتم المحافظة على المواد الخام. وبعض الدول كألمانيا انشأ صناعة كاملة معتمدة على اعادة تصنيع النفايات واقامة حملات توعية لتعليم الناس كيفية فرز ما يرمونه من مخلفات، فالورقية يخصص لها صندوق معين والزجاجية صندوق آخر، وكل نوع يخصص له ما يرمى به... لذلك اصبحت الشعوب الغربية لا تعاني مشكلة من هذا الجانب ولكن ربما نحن كعرب لا نبدي اهتماما لهذه الامور الا عند حدوث الكوارث ونأتي لتدارك الموقف في اللحظات الأخيرة.
ايضا من الامور التي طبقت في الغرب استخدام الاكياس الورقية بدلا من البلاستيكية التي تعتبر من الملوثات وصعب التخلص منها. فهل نتخيل ان الاكياس الورقية المستخدمة في اغلب الدول الاوروبية ستغزو الجمعيات التعاونية مستقبلا لا اعتقد ان المجتمع سيرفض وجودها خاصة ان الاغلبية يقف إلى جانب المحافظة على البيئة الا ان المعترضين دوما هم كبار السن لانهم تعودوا على نمط واحد لا يرغبون بتغييره.
بالنسبة للفضلات التي نرميها هل دققنا بها ماذا تحتوي؟... طبعا هذا آخر شيء نفكر فيه، وان حصل نكون قد فقدنا شيئا ثمينا وقع سهوا عن طريق الخطأ فيتم البحث بمحتويات الزبالة، لنجد ما فقدناه وهذا نادرا ما يحدث ولكن عندما ندقق جيدا بما نرميه فسنجد الكثير من المخلفات التي بالامكان الاستفادة منها واهمها الزجاجية وهي كثيرة جدا، والمخفات الورقية وهي اكثر... ايضا البلاستيكية والمعادن وتأتي بالصدارة، والمواد العضوية، وكل هذه الاشياء تعتبر ثروة لا نعلم بوجودها وحتى لو علمنا لن نهتم، ولكن لماذا لا نقود بما يقوم به الغرب تجاه عملية الفرز، فمثلا يتم فصل المخلفات الزجاجية والمعادن عن باقي المخلفات، هل يعتبر مجهودا صعبا؟ كل ما نحتاج اليه هو صناديق ذات الوان او علامات توضع عليها ونقوم بتوعية الخدم والاطفال، قد نواجه بعض الاخطاء بالبداية الا اننا سنسير حسب ما تعلمنا وتعودنا عليه بعدها.
إعادة التدوير
تلعب اعادة التدوير دورا مهما في حماية البيئة والحفاظ عليها من خلال المحافظة عليها بصيانة الموارد وتقليل الاستهلاك وتقليل انسياب واستهلاك الطاقة وحماية الاراضي الزراعية واماكن رمي المخلفات وحماية البيئة من المواد والانبعاثات السامة لذلك هناك فوائد عديدة للبيئة من اعادة الاستفادة من المخلفات.
ولعل من ا هم النفايات التي يمكن اعادة تدويرها هي:
- الورق: ورق الصحف، كتب المدارس، الكرتون وغيرها.
- الزجاج: المرطبانات والقوارير وقطع الزجاج المكسر وغيرها.
- الألمنيوم: علب المشروبات الغازية.
- البلاستيك: قوارير الماء، الأكياس البلاستيكية وأغطية الزراعة البلاستيكية
- معادن أخرى: المعلبات وهياكل السيارات والبطاريات.
- مواد أخرى: اطارات السيارات المستعملة ومخلفات مواد البناء والأثاث والملابس المستعملة.
لعل هناك العديد من المخاطر غير المباشرة على الصحة العامة والبيئة من أهمها تكاثر الحشرات والقوارض وهي ناقلة للأمراض كذلك انتشار الروائح الكريهة الناتجة عن التخمر والتعفن والاحتراق وخاصة المواد العضوية وانتشار الحيوانات الضالة مثل القطط التي تعبث بالنفايات ونشرها للأمراض وايضا تلوث التربة والمياه بالمواد الكيماوية الراشحة من المخلفات وتلوث الهواء نتيجة احتراق النفايات وتصاعد الدخان الكثيف بالجو... فهذه اسباب قلة لمخاطر الفضلات والمخلفات على البيئة إلا انها تؤثر ايضا على صحة الانسان فتسبب العديد من الامراض في الجهاز التنفسي وامراض العيون والجلد نتيجة انتشار الجراثيم.
للأطفال والكبار
لعل أي شعار يتعلق بـ (حماية البيئة) يكفي ان يكون البداية لتشجيع اعادة التدوير لانها عملية تسهم بتقليل الكميات التي يتم التخلص منها بطرق الحرق وانتاج غازات سامة، ولكن لو ان الجميع اهتم قليلا بفرز المخلفات ووضع كل نوع بمكانه الصحيح لاستطعنا ان نساهم بعملية التدوير لهذه المخلفات.
كذلك يقع على الإعلام المرئي والمقروء دور مهم لنشر الوعي البيئي واهمية اعادة تصنيع المخلفات من التي ترمى بالصناديق. وهناك دور المدارس عبر المناهج والاذاعة المدرسية والندوات التي تعقد بها من اجل تشجيع الطلبة وأولياء الامور على عملية تنظيف البيئة باعادة التدوير والابتعاد عن الملوثات التي تضر بالمجتمع.
يمكن ايضا ان تنظم بكل مدرسة حلقات توعية بعملية التدوير واشراك الطلبة بجلب المخلفات المدرسية للسنة الدراسية السابقة من كتب وكراسات واقلام مستهلكة وتوضع بصناديق مخصصة لذلك وعمل مهرجانات بيوم يخصص للبيئة واعادة التدوير ووضع علامة عربية التصميم ترمز لتجمع بيئي عربي كذلك.
ويمكن توعية الناس من خلال الشركات والمؤسسات التي تهتم باعادة التدوير وبالامكان توفير الصناديق الملونة على المنازل من قبلهم من توزيع كتيبات توعوية للافراد بهدف التشجيع على المحافظة على البيئة ومحاولة التقليل من المخاطر البيئية من ملوثات النفايات وتوزيع هدايا رمزية على كل من يسهم بحماية البيئة من خلال اعادة التدوير كنوع من التشجيع.
وبالامكان الاستفادة من تجارب بعض الدول الاجنبية فاعادة التدوير اصبح الان مهارة وتقنية فنية وابداعية وصار هناك تنافس لديهم باقامة معارض خاصة لعرض الكثير من التحف والاشياء والمقتنيات بعد اعادة تشكيلها او تدويرها حتى اصبح حديث الناس واخذت اهتماما من الاعلام.
ومن اشهر المعارض المتعلقة بهذا الموضوع هو المعرض الذي اقامته (مؤسسة اعادة التدوير) في سيئول حيث كان عملا ابداعيا بكل المقاييس وتضمن الكثير من المعروضات ذات الجمالية العالية والقيمة الفنية فقد كنا ننظر لها في العادة كمهملات او نفايات مثل علب الالمنيوم الفارغة واليافطات المستعملة او الصور الرثة القديمة او الآلات والمعدات التالفة من أجهزة تلفزيون وثلاجات وغسالات ومصابيح وغيرها من الاجهزة غير الصالحة وتعتبر قمامة بنظرنا الا انها تحولت على ايدي فنانين مهرة إلى تحف ومقتنيات رائعة ومدهشة بهذه المعارض التي تعتبر مكانا لابتداع الافكار والتصورات الجديدة بواسطة اناس امتلكوا حس الابداع ومهارة الخيالات التي يمكن انجازها لذلك نحن بحاجة لهذه الابداعات بعالمنا العربي.
صندوق قمامة يتحدث!
تخيل وأنت تمشي باحد الاسواق وترمي احد العلب الفارغة باحد صناديق القمامة لتسمع صوتا جميلا يقول: (لك شكرا جزيلا) أو (لا تنسى بتكرار عودتك مرة أخرى لرمي النفايات) وعبارات كثيرة ايجابية... هنا ماذا قد يحدث لك... طبعا تعتقد ان هناك كاميرا خفية او ان هناك شيئا بالامر وتستغرب من ذلك الا ان ذلك بالحقيقة هي فكرة جديدة في برلين حيث تعمل هذه الصناديق بالطاقة الشمسية وخلال الليل بدلا من ان تتكلم فهي تضيء حتى لا تسبب ذعرا وتكون ذات شكل هادئ ولعلها فكرة رائعة تجري الاختبارات عليها لرؤية تأثيرها على المساهمة في الحفاظ على نظافة البيئة وفعلا تستحق التجربة ولعلي سوف اطبقها بمنزلي لانني ارى انها سهلة التطبيق وغير مكلفة، ولو يبيعون صناديق خاصة بالمنازل تحمل نفس الفكرة فسوف تريح الامهات من ملاحقة الابناء بتنظيف غرفهم، وأماكن تواجدهم بأي مكان بالمنزل وبامكانهن تغيير العبارات بين فترة واخرى حتى لا يشعر افراد المنزل بالملل، لعلني اضع عبارة صوتية بصندوق القمامة الخاص بمنزلي «عفية شهودة ساعدتي ماما وريحتيني» او اضع «بدر يا ولدي الزبالة انترست تشوفلك زبالة ثانية».
او اضع «لا تنسي اغسل يدك بعد رمي النفاية» واحط عبارة لصندوق القمامة خارج المنزل «لو سمحت لا تفتش زبالتنا» او «لا يسوي غرغر واجد» وبصراحة عندي عبارات كثيرة منها مضحكة ومنها تشجيعية وسوف ابدأ بتطبيقها مستقبلا لعلني آخذ براءة اختراع «الزبالة المتحدثة» باللهجة العربية.
غوص بالزبالة
كثر هم العمالة الوافدة الذين يرتدون الملابس الخاصة بالتنظيف ولكن اراهم متسولون او يبحثون بالشوارع عن اماكن النفايات يبحثون عن شىء ما وتجدهم لا يهتمون لنظرات الناس وربما البعض اعتاد على وجودهم وكثرتهم، فهم الى جانب عملهم بالتنظيف لديهم وظائف مساندة وربما بسبب عدم كفاية رواتبهم من قبل الشركات المتعاقدة معهم فجدهم يجوبون الشوارع، ومنهم من اخذ مهنة التسول طريقة سهلة لتعاطف الناس معهم، ومنهم من قام بالبحث عن المخلفات التي يتم اعادة تصنيعها مرة اخرى، فتجد هؤلاء العمالة يتسارعون للبحث عن اي نوع يستطيع بيعه من مثل المخلفات الزجاجية او المعدنية او الورقية فكل نوع له سعره.
رغبت بالتحدث الى احد العمالة الذين يبحثون عن هذه المخلفات واغلبهم يشعرون بالخوف ولكن عندما تبدأ باعطائهم صدقة فإنهم يتحدثون مستغربين ومعتقدين ان هناك امرا ما لدرجة انني كنت اتحدث مع احدهم ثم فجأة رأيته يهرب بلمح البصر خائفا ولا اعرف السبب سألت احدهم لماذا تقوم بالبحث عن علب البيبسي لأنني رزيته يقوم بجمع بعض العلب فقال لي إنني اجمعها من اجل المال الذي يوفر لي طعاما، فسألته الى من يبيعها؟ فارتبك واصبح يتحدث بلغة غير مفهومة ويقول لي انه لا يعرف اللغة العربية وكأنها نوع من الهروب وما ان استخرجت الكاميرا لاصوره وجدته يبتعد خوفا.
آخر يقول لي «شنو مشكلة؟ في مشكل هذا قوطي وكرتون في زبالة انا يأخذ؟ ماما شنو مشكلة؟».
طبعا فقدت الامل لملاحقتي لهم رغم كثرتهم إلا ان خوفهم هو سبب عدم راحتهم بالحديث في بعض الاحيان معنا.
صناديق الصحف والمجلات
تضع بعض الجمعيات الصناديق المخصصة للمخلفات الورقية واحيانا لا توجد صناديق باحدى المناطق وذلك على حسب ادارات الجمعية كذلك تضعها بعض الهيئات كنوع من المحافظة على عدم الاساءة لرموز ومقدسات دينية مثل الاوراق التي تحتوي على اسم الله سبحانه او رسوله الكريم، من الاحاديث الدينية بدلا من رميها مع الاوساخ وهي فعلا طريقة صحيحة إلا ان البعض لا يبدي اهتماما فتجده يرمي النفايات داخل الصناديق الخاصة بالصحف والمجلات والكتب فهل هذا عمل صحيح؟ واين رقابة الجهات المعنية ولماذا في بعض الاحيان لا يتم التدقيق بما يرمى داخل هذه الصناديق او يتم تنظيفها بين فترة واخرى فعندما نأتي لرمي الصحف نشعر بالاشمئزاز من الروائح المنبعثة من صناديق الصحف فهل يعقل هذا لقد اردنا ان نحافظ على عدم اقتراب الصحف من الاوساخ، فنجدها موجودة بالاماكن المخصصة لها، اذا فلنقم بوضع صناديق خاصة بمنازلنا افضل او لتقوم بعض المؤسسات بالمرور على المنازل لتجمع منها المخلفات الورقية ولا نقوم بالذهاب بعيدا عن منازلنا لنبحث بين الصناديق ونرى الانسب منها لرمي الاوراق، ايضا نجد هناك اهمال الطلبة لبعض الكتب المدرسية فنجد العمال ينظفون وراء الطلبة نهاية كل سنة دراسية حيث تقوم الاغلبية برمي الاوراق والكتب والدفاتر بين ممرات الصفوف وكأنها رسالة عن مدى الكره لهذه الكتب التي لا ذنب لها إلا انها احتوت على المادة الدراسية فعبروا عن سعادتهم بانتهاء العام الدراسي برمي جميع كتبهم فاصبحت ظاهرة اعتاد عليها كل من يعمل في المدارس، لذلك هي فرصة ايضا بتجميع هذه الاوراق والكتب واعادة تصنيعها مرة اخرى وبها نوفر من قيمة الكتب الدراسية التي تدفع الدولة عليها الكثير من الاموال ولا يشعر احد بالخسائر الملقاة على عاتق الدولة من جراء توفير كتب جديدة للطلبة في كل عام دراسي جديد لذلك فاننا نرى ان على الادارة المدرسية ان تحتفظ بالكتب التي يرميها الطلبة وان توضع باماكن لاعادة التدوير للاستفادة منها باشياء مفيدة مرة اخرى.
كذلك فصل المهملات امر يجب تعلمه مستقبلا حتى لا تختلط الاوساخ مع المخلفات الورقية كما يحدث ببعض الصناديق المخصصة للصحف حيث لا توجد توعية نحو هذه الامور، لذلك لابد ان نقوم بعملية سهلة منظمة.
تلال من القمامة
في الغرب وضعوا صناديق قمامة كبيرة في اماكن معينة ذات الوان مختلفة فهناك اربعة الوان رئيسية فالصندوق الازرق هو الاسهل وهو لتلقي الاوراق العادية والمقوى اما الصندوق الاصفر فهو للعبوات البلاستيكية والمعدنية ويزداد الامر تعقيدا مع الصندوق الاخضر فهو للفضلات العضوية وهذا يعني المواد الغذائية غير المطبوخة احيانا والمطبوخة ايضا وهناك ورقة تعلق على صندوق تحتوي على بعض التعليمات مثل: ممنوع استخدام اكياس بلاستيكية في هذا الصندوق الاخضر، اما الصندوق الاسود فتذهب اليه بقية المخلفات.
> ما المشاريع التي سوف تفيدنا من وراء اعادة التدوير؟
- ان هناك الكثير من الصناعات القائمة على اعادة تصنيع المخلفات التي تجمع من النفايات وهي كثيرة جدا وتعتبر صناعة لبعض الدول ومورد مهم ينتج عوائد مادية كبيرة ونحن بالكويت لا نهتم بهذا الامر لاننا ننظر الى النفايات على أنها شيء يصيبنا بالامراض وتعتبر من الملوثات وان كانت هناك صناعات قائمة على ذلك فهي ليست بالضخمة كباقي الدول التي تعتبرها عاملا مهما ومتطورا لديهم، ولعل ما ادهشني هو مخرجات اعادة التدوير وهي كثيرة جدا منها واقامة صناعات لبعض المنتجات وهي:
- مشروع انتاج كرتون من مخلفات الورق
- مشروع انتاج مسحوق الزجاج من المخلفات الزجاجية
- مشروع انتاج اطباق البيض والفاكهة من المخلفات الورقية
- مشروع صناعة الاكياس الورقية
- مشروع منتجات بلاستيكية
انه عالم غريب حول صندوق القمامة
في الغرب ايضا نجد هناك فئة من الناس تبحث دوما في صناديق القمامة وتعددت حاجاتهم وانقسموا لعدة فئات منهم من يقوم بجمع المخلفات الورقية والزجاجية والمعدنية ليقوم ببيعها لتجار اعادة التدوير وايضا نجد الفئة الفقيرة من المشردين الذين يبحثون عن طعام او شراب فاسد او ما يسدون به جوعهم، ايضا نجد آخرين يقبعون منتظرين خروج مخلفات الاغنياء والمشاهير من الفنانين والتي يتم البحث فيها بدقة لحلمهم بايجاد شيء ثمين بصندوق القمامة، وبعضهم يقوم ببيع ما وجده منهم ويصرح بذلك من دون خجل، فعلا عالم مليء بالغرائب ولو جاء الباحثون الغربيون في قمامة الناس الى الكويت ربما اصبحوا اغنياء لاننا نقوم برمي اشياء كثيرة جدا (طب وتخير من الخيرات) فلا داعي للتسوق يكفي زيارة بعض صناديق القمامة لبعض المناطق في الكويت، فسوف يعدو لدياره محملا بالاثاث والالعاب والكتب القديمة والتحف والسجاد كل هذا واكثر سيجده بالزبالة الكويتية العامرة، ولكن هل سنتقبل نحن كمجتمع تعود على الرفاهية ان يقوم بفرز ما يرميه بصندوق القمامة والى الانتباه الى ما قد نرميه ويكون ذات فائدة قد لا نرغب بالاستفادة منها ولكن نرى ان البعض يرغب بالاستفادة منها وليس نحن من يجب ان يقوم بفرز المخلفات ولكن بالامكان تعليم العمالة المنزلية فعل ذلك والمشاركة لو بالجزء البسيط من العملية.
ان للناس رأيا حول اعادة تدوير النفايات وهل سيكون لهم دور فعال حول حماية البيئة من خلال فرز النفايات ولعل الفكرة جديدة على مجتمعاتنا إلا ان عملية تقبلهم لذلك عائد للتوعية والثقافة التي يتميز بها كل شخص وكلما كان الانسان على علم باهمية الامر كلما كان هناك دافع قوي للتنفيذ ويتضح ذلك من آرائهم:
• تنفيذ فكرة فرز المخلفات بالمنزل، هل هي مقبولة لافراد المجتمع؟
يقول محمد اشرف: طبعا مقبولة مادام لايوجد ضرر بذلك واعتقد ان ذلك يعود بالفائدة للدولة والبيئة وهي التي يجب ان نسعى لحمايتها من اي تلوث بالبيئة وقد لاحظنا ان اغلب الدول المتقدمة تقوم بفرز مخالفاتها وتسعى جاهدة لتشجيع ذلك ولكن نجد عكس ذلك بالدول العربية وعدم الاهتمام بها اعلاميا والكسل لدى البعض بتنفيذ ذلك.
• لو وضعت غرامة على الاشخاص الذين يقومون برمي النفايات بالصناديق المخصصة للصحف والمجلات هل هذا سيكون بداية لتطبيق وجود باقي الصناديق للمخلفات الزجاجية والمعدنية ايضا؟
- لا اعتقد ان ذلك سيدفع بوجود صناديق مخصصة لباقي المخلفات لان من قام بوضع صناديق خاصة للمخلفات الورقية هي لجان خيرية غرضها الاجر والثواب من خلال عدم القاء الاوراق التي كتب فيها اسماء الله والرسول الكريم لذلك وضعوها رغبة بعدم رميها مع باقي الاوساخ والتي لا يجوز ان تختلط بها ولكن ان بدأوا بها ببعض المناطق فسيبدأ الناس بالاهتمام بالموضوع وربما ستطالب باقي المناطق بمثيلاتها كنوع من حماية البيئة وايضا من خلال دعوة الناس بالوسائل الاعلامية حتى نلفت لاهمية الامر.
• هل تعتقد لو وضعت هذه الصناديق بألوان معينة وبارشادات خاصة هل سيلتفت الناس لها؟ وان كانت بمناطق غير مناطق سكنهم هل يذهبون لها لرمي النفايات التي سيعاد تدويرها؟
- عبدالسلام محمد: نعم ستلفت الانتباه خاصة التي تصمم بصورة مميزة توضح انها من اجل ان ترمى بها النفايات وكذلك لابد من اختيار الوان معينة حتى ينتبه لها الناس ويستفسروا عن سبب وجودها وسوف تكون هناك ردود فعل مختلفة إلا أنني اتوقع ان الاغلبية سيتفاعلون مع ذلك من باب المساندة لعملية حماية البيئة ولكن نحتاج لوقت من الزمن حتى يبدأ بعضهم بحمل نفاياتهم التي سيستفاد منها ووضعها بصناديق مخصصة لها.
• لو طبقت حملات مساندة لحماية البيئة عن طريق اعادة التدوير فهل ستكون هناك ردة فعل للناس؟
- نعم في الاعلام احد الوسائل الفعالة التي ستخدم اي حملة وخاصة البيئة ولقد لاحظنا دورها الفعال نحو ترشيد الماء والكهرباء لذلك سيكون هناك تفاعل معها لو اصبحت متعلقة بالبيئة ولكن لابد من ايصال الصورة الصحيحة للمجتمع كي يقتنع بالعلاقة بين اعادة التدوير وفرز النفايات وبين دورها بحماية البيئة.
• الاكياس الورقية بدلا من البلاستيكية هل هي فكرة ناجحة كي تطبق بالجمعيات والمحلات التجارية؟
- ام خالد الشمري: لا اعلم ولمن اشاهدها فكرة ناجحة بالدول الاوروبية واعتقد انها ستنجح بالخليج وللعلم ان هناك محلات تجارية فخمة تستخدم اكياسا ورقية وقد تقبلها الناس ولكن لابد ان تنفذ بالجمعيات بالاخص لان الاستخدام الاكبر للاكياس البلاستيك يكون في هذه الجمعيات ولعل تطبيقه في البداية سيكون صعب العدم تحمل الاكياس الورقية للأوزان الثقيلة إلا انها ستكون مفيدة جدا للانسان والبيئة.
• هناك جهات عدة مسؤولة نحو البيئة افضل وعالم بلا تلوث، فمن هي هذه الجهات؟
- خالد حسين: لعل جهات عدة ينصب عليها هذا الدور وكل واحدة منها تؤدي دورها بصورة معينة فالاعلام له دور بارز جدا وكبير من خلال توضيح اهمية حماية البيئة وفرز المخلفات وكذلك الشركات المختصة باعادة التدوير وذكائها بدفع الناس بتنظيم مخلفاتهم وكيفية الاستفادة منها ايضا للجمعيات التعاونية دور من خلال الاهتمام بوضع الصناديق والبدء بالبادرة الاولى منهم بوضعها واخيرا الافراد من خلال توجيهات الجهات المختلفة له ومدى تأثره بذلك وحبه لتطبيق ما هو مفيد له ولمجتمعه وبيئته.
• كيف نشجع الاطفال على عملية فرز المخلفات وحماية البيئة؟
- طبعا للاسرة والمدرسة والاعلام الدور الكبير بغرس اي قيمة مهمة وعادات وسلوكيات صحيحة لدى الاطفال ومن هذه الامور حب البيئة وعدم تلويثها من خلال الاهتمام بفرز المخلفات وتشجيعهم على الذهاب بانفسهم لرمي النفايات وكذلك رؤيتهم لغيرهم وخاصة الكبار ينفذون ذلك سيجعل لديهم الدافع لتقليدهم واقامة المهرجانات المتعلقة بذلك ودعوتهم بصورة رقيقة وفكاهية من خلال الشخصيات الكرتونية تدفعهم لتنفيذ ما هو صحيح وايجابي لمصلحة بيئة نظيفة.
كنوز ضائعة
كثيرة هي المشاريع التي تنفذ ويكون جمع النفايات اساسا لقيامها ونحن نملك كنزا او ثروة لا تستفيد منها الدولة ربما نستهزأ بذلك ونشعر بالاشمئزاز نحو ذكر كلمات متعلقة بالقمامة لان ذلك يربط باذهاننا الاوساخ والقاذورات التي تحملها هذه الصناديق وكأننا نحن الذين سنفرق هذه الصناديق وليس هناك عمالة متخصصة بذلك ولكن نحتاج الى كوادر كويتية تقوم بالاشراف على مشاريع كهذه ويقومون بادراتها كي يثبتوا جدارتهم بمجال غائب ولاينظر له وهي فرصة لبداية مشاريع جديدة بالكويت.