باب الحارة

تصغير
تكبير
سهيل الحويك

كثيرون تابعوا خلال شهر رمضان المبارك المسلسل السوري «باب الحارة 2» الذي تمكن من الاستحواذ على القدر الاكبر من المشاهدين في المنطقة.


«باب الحارة» كان في حراسة خفير عجوز تعرض بابه لـ «خروقات» عدة من قبل غرباء عن الحارة، فضلا عن ان سكان الحارة نفسها كانوا يعبرون ذاك الباب في منتصف الليالي دون حسيب او رقيب.

فلم الاستعانة بحارس طالما ان لـ «باب الحارة» قفلاً؟ ولم كان ذاك العجوز يقضي الليالي مع «استكانة» الشاي اياها وهو يدرك ان للباب قفلاً قادرا على اراحته من همّ «الخروقات» المسائية؟

المهم ان ذاك الرجل كان مولجاً بالحراسة والسهر على الامن، ولكن أي امن وسطوة الانتداب الاجنبي «كابسة» على نفوس البشر؟

الاتحاد الدولي لكرة القدم بات اليوم أشبه بتلك الحارة المخروقة امنياً.

الفارق الوحيد يتمثل في ان حارس «باب الحارة» لا يملك سلطة على احد سوى على جدار الهواء الفاصل بين «خارج الحارة» و«داخل الحارة»، وهو لا يتجرأ بطبيعة الحال على مساءلة الزعيم (العقيد ابو شهاب) عن اي شيء.

اما «حارس باب الاتحاد الدولي لكرة القدم»، السويسري جوزيف بلاتر، فهو الحارس وصاحب السلطة والعقيد والزعيم.

انه حتى موظف الجمارك على «المَنفَذ الوحيد» من والى الحارة، هو الضابط الامني، هو الآمر، هو الناهي، هو كل شيء، هو الاتحاد نفسه.

بلاتر كان ضد فكرة منح انكلترا حق استضافة مونديال 2018، وتوقعنا ان يعدل في رأيه ما أن تطأ قدماه لندن، وهذا ما حصل تماما قبل ايام.

ذهب الى استراليا ليقول ان الحكم حرم منتخبها من الفوز على ايطاليا في مونديال 2006، ثم ذهب الى ايطاليا ليقول انها استحقت الفوز على استراليا.

يعتبر من سويسرا ان البرازيل قد تفقد حق استضافة مونديال 2014 قبل ان يؤكد ما ان يصل الى ريو دي جانيرو ان لا احد قادرا على حرمان البرازيل من هذا الحق.

هذه هي حارة «العم بلاتر» التي تحتاج بالتأكيد الى من يقف في وجه حارسها، تحتاج الى زعيم بقوة «ابو شهاب»، ورجل بحكمة «ابو عصام» وشاب بشهامة «معتز».



Souheilh11@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي