قصة قصيرة / السعادة.... عادت

تصغير
تكبير
| نوره العنزي |

وقفت تتأمله... الشوق سيل جارف يتفجر حنينا من عينيها أنفاسها عبيرا معطرا بحب الحياة تأنقت فازدادت بهاء وجمالا أرادت أن تطل عليه لتبدد سكونه صخبا بمرحها وضحكاتها الشقية – أحب أن أرى لذة الشوق لملاقاتي ينابيع تنبثق من أعماقه فترتوي روحه العطشى وتخضر أيامه أملا وحبا لحياته التي تتجدد عذوبة مع أنفاسه.

مدت رأسها ارتعبت تغير لونها... فتبددت حرارة اللقاء. بينما هو يجلس مطرق الرأس حمم الحزن تلهب عينيه... الحسرة تحرق قلبه والكآبة تغلف روحه المتعبة عبراته نعي لها صدى فينتحب كل ما فيه على فراقها – حبيبتي طال غيابك عودي لا طاقة لي للبعد والفراق أيامي دونك لا لون ولا طعم. لم تعره انتباها قررت الفرار قائلة - لا مكان لي في صحراء قاحلة مجدبة ونفس محطمة صرخت: اخرج من سجنك... ابحث عني! فانتبه حاول إمساكها هربت بسرعة عجيبة شذى عطرها جعله يهيم في الكون باحثا عنها يواصل ليله مع نهاره دون كلل وملل فسلك طرقا لم يكن عرفها... هام في الفيافي... غاص في البحار... سبح مع تيار الأنهار... سقط من الشلال... وجاب العالم مبحرا... ماشيا ودوما راكضا فأصبح صلب العود عزيز النفس طيب اللسان باطنه وظاهره تبعا للرحمن وفجأة وقفت أمامه وجها لوجه تمد يديها أذهلته المفاجأة فتكلل محياه حبورا ونورا. أما الكون يترنم بأنشودة السعادة... فيتغنى معه فترتفع روحه إلى السماء ممسكة بأشعة الشمس فيعانق علياء النجوم ويطبع قبلة على وجه القمر ويحلق مع النسور على ذرى الجبال المكللة بالثلوج فتبرد حرارة آلام البعد... الفراق ووحشة الأسفار. تقترب منه متبخترة بحلل وجواهر الجنان المتفضل بها الحنان المنان. انقض عليها فاحتضنها بشدة وخوفا من هربها أودعها قلبه للأبد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي