المهتدي سليمان شيخ: نقاش مع زميل العمل حول ثوابت الأديان أوصله إلى طريق الهداية

تصغير
تكبير
| إعداد عبدالله متولي |

قصة مهتدي اليوم، انطبقت عليه الآية القرآنية التي يقول فيها الحق تبارك وتعالى: (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون) الزخرف:22، ثم ستنطبق عليه آية أخرى سنذكرها فيما بعد، فما هي قصته؟

يقول: عندما كــــنت صغــــيراً كــــنت أذهـــــــــب كل يــــــوم أحد مع أبـــــي إلى (....)، وكـــــنا نتــــراص في صفــــــــوف ، نردد خلف الــــكــــاهن ما يــــــقــــول: ثم ننصرف، واستمر الحال هكذا إلى أن كبرت، وبدأت أدرك ما حولي من أمور، وبدأت تثار في داخلي عدة تساؤلات، هل أتبع ديني لمجرد أن أبي يدين بنفس الديانة؟، وما هي أسس ايماني؟، وما أصل هذه العقيدة التي أؤمن بها؟، وكيف يغفر إنسان لآخر فيما لا يملكه؟، ومن أين له أن يعلم مدى حجم الذنب الذي ارتكبته تجاه الآخرين؟، وهل يغفر لي هذا الذنب الذي أذنبته الآن، أم الذي قبل ذلك، أما ما سوف أحدثه بعد ذلك؟، ومن يغفر له ذنبه إذا أذنب وهو الذي يغفر الذنوب للناس؟، وبالرغم مما دار في خلدي من هذه الاسئلة، الا ان هناك الكثير من الاسئلة الأخرى التي مازالت في نفسي، وتمزقها ولا أستطيع أن أبوح بها.



ولما كنت على أحد المذاهب، فكرت أن أنتقل الي مذهب آخر لعلي أجد فيه الاجابة على كل تساؤلاتي، وهكذا دارت بي الدوائر بين المذاهب المختلفة، وأخيراً قررت أن أقابل كاهن الـ (...)، وأقوم بطرح أسئلتي عليه.

وفعلاً ذهبت له، وبين هذا السؤال وذاك تاهت الاجابة على تساؤلاتي، ولم أجد الاجوبة الصحيحة والصريحة.

وفكرت في السفر للعمل بالخارج، وكان وجهتي الى الشرق، وتحديداً دولة الكــــويت، وهنــــاك مرت الايام الأولى بين العمل والتفكير في الغربة والاوطان، واستقر بي الحال بأحد الأعمال الدائمة.

وفي العمل عرفني زميل لي مسلم على لجنة التعريف بالإسلام بعد أن دار حوار بيننا عن الاديان، والمقارنة بين ديني ودين الاسلام، واشترطت عليه أن يجاوبني من سأقابله على تساؤلاتي لأنني عانيت كثيراً.

وذهبت الى اللجنة، وهنــــاك كانت الابتـــســـــامة شعاراً للعاملين بها،  ومن ثم قـــــابلـــــت دعاة اللجــــنة الذين لم يدخـــــروا جهداً في الاجابة على كل ســـــؤال، ســـــواء كـــــنت أريد أن أطرحه او لم أطرحـــه، وهنا قرأ لي الداعية قــــول الــــله عـــــز وجــــــل: (أفلا يتــــــدبــــرون الـــقرآن ولـــــو كـــــان مـــــــن عند غير الله لوجـــــدوا فيه اخــــتلافاً كــــثـــيراً) النساء:82، حقاً (1400) عام ولم يتبدل أو يتغير القرآن، بل حفظه الله، ثم قرأ الآية الأخرى، قال تعالى: (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون) الأنبياء:22، وقام بترجمة المعنى لي، وأضاف اليه الدليل والبرهان،  وفي اللجنة أعلنت اسلامي وأشهدت الجميع بأنني رضيت بالله رباً، وأني أسلمت وجهي لله رب العالمين.

لقد كانت رحلتي مع الهداية طويلة، أخذت مني سنيناً عديدة، لم أعرف خلالها الاستقرار النفسي، والآن فأنا سعيد بين أنوار الهداية والتوحيد، أدعو الله أن يوفقني في دعوة كل إنسان غير مسلم لينعم بما نعمت به، فالإسلام رحمة للعالمين، وعلينا أن نوصل تلك الرحمة لكل إنسان.

ويشيد المهتدي سليمان بشعار اللجنة (.. رحمة للعالمين)، ويعتبر نفسه أكثر من أي انسان أحس تلك الرحمة والشعور بها، وكيف أن الله أسبغ عليه منها ظاهراً وباطناً.

وبقي في قصة المهتدي سليمان  قول الله عز وجل: (قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين) الأنعام:71.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي