شوريس شاندا... رؤيا الفجر حولته من عبادة الأصنام إلى دين الحق وتوحيد رب الأنام

تصغير
تكبير
| إعداد عبدالله المتولي |

إن الهداية تأتي من قبل الله عز وجل للعبد في زمان ومكان لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: (... فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم) ابراهيم: 4، فاذا كان الله عز وجل بشر سيدنا زكريا - عليه السلام - بـ «يحيى - عليه السلام- نبيا، وذلك بعد ان بلغ من الكبر عتيا، فإن الله قد اراد لهذا الرجل الهداية بعد ان بلغ من العمر ارذله، وتجسدت له في شكل رؤيا رآها في منامه.

جاءته الهداية على غير موعد، ورأى النور بعد ان عاش في ظلام الشرك اجيالا، وبعد عن الصراط المستقيم اياما وشهورا وسنين، هل كان يتوقع هذا بعد ان اشتعل الرأس شيبا، ومضى به القطار سريعا ليصل إلى المحطة النهائية في حياته، انها ارادة الله عز وجل التي أحيت هذا الانسان بعد مماته.



المهتدي محمد علي شيخ كبير تعدى الستين عاما من عمره، قضاها بين عبادة الاصنام التي لا تنفع ولا تضر، تنقل بين هذا الصنم وذاك، لعلها تكون سندا ومعينا له، ولكن هذا الحجر الذي يعبده لا يستطيع ان ينقذ نفسه اذا سقط من عل، او جاءته ريح، فمال إلى اليمين او اليسار، فكيف به يرتقي بالانسان ويأخذ بيديه إلى طريق السعادة، وهل هي حقا سوف تحقق له السعادة، بالتأكيد لا، ولكنها كانت الحجة القديمة قدم البشرية، قال تعالى: (... اتنهانا ان نعبد ما يعد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب) هود: 62.

تأتي إليه بشرى الاسلام من قبل الله عز وجل على شكل «رؤيا» يراها في منامه، اذ يرى رجلن يأتيانه، يرتديان ثيابا بيض، وجهها كالقمر، يقولان له: «هيا إلى رحمة الله، إلى دين الحق، إلى الاسلام)، ويستيقظ من نومه على صوت المؤذن، وهو ينادي للصلاة: «الله اكبر...».

ولما كان المهتدي يتميز بحسن الخلق، والصداقة والحب لن يعرفه ومن لا يعرفه، ذهب إلى مؤذن المسجد القريب من منزله، وهو من ابناء وطنه، ومن المقربين اليه بالرغم من الاختلاف في العقيدة، وحكى له ما رآه، وما حدث معه حينئذ شاهد السرور على وجه صديقه الامام المسلم، وقال له: ان الله اراد بك خيرا وجلسا سويا فترة طويلة شرح له خلالها، الاسلام ومبادئه وتعاليمه السمحة، وكيف انه دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها واشار عليه ان يذهبا سويا إلى لجنة التعريف بالاسلام، حيث الدعاة المؤهلين ليقوموا بتوصيل هدى الاسلام اليه، ومناقشة ما يدور في خلده من افكار حول دياناته والاسلام، وكانا لهما ما ارادا.

وفي اللجنه هداه الله إلى الطريق القويم، وذهبت عنه ظلمات الشرك، واضفى عليه نور التوحيد مسحة طيبة كأنها ازاحت عنه تلك الظلمات، واخرج من صدره قول الله عز وجل: (إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا وما انا من المشركين) الانعام: 79 ، وراء الداعية، معلنة بداية الهدى ونهاية الضلال.

بعد ان من الله عليه بالهداية وعرف ان الاسلام هو الدين الذي ارسله الله رحمة للعالمين، اراد ان تنال تلك الرحمة الاقربين اوا فدعا ابناءه إلى الاسلام، موضحا لهم ما فيه من خير ليس لهم فقط، بل لبني الانسان عموما، وكما كانت قصته في بدايتها، كانت نهايتها ايضا، قال تعالى: «... ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين» هود 42، وبقلب يعصره الالم، والحسرة على عصيان ابنائه له يدعو الله عز وجل بالهداية لهم، عسى الله ان يهديهم.

وعن سر اعجابك بالدين الاسلامي، قال:

اولا: التوحيد، فالعبادة الحقيقية تكمن في عبادة الله وحده لا شريك له، ودلالته: «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

ثانيا: المساواة في الاسلام شيء عظيم، فلا فرق بين غني او فقير الا بالتقوى والعمل الصالح... قال تعالى: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران: 85.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي