بين الخليفة وصاحبه

تصغير
تكبير
عبدالله نشمي

نعيش في زمن قل فيه الناصحون من الناس وكثرت فيه المصالح، وتلك الحياة المدنية التي فها الناس في صراع من أجل المال وارتفاع العمران ويكون الجامع فيها المصلحة التي تربط الاشخاص بعضهم البعض فاذا كانت هناك مصلحة مشتركة كانت الرابط بين هؤلاء الناس وأصبحوا في التقاء دائم على مدارالايام ومتى انقضت تلك المصالح تفرق الناس وأصبحوا كل في واد لايدري بعضهم عن بعض حتى ولو كانوا أقرباء مع الأسف يحدث ذلك الأمر حتى تمر الشهور وربما السنوات يلتقي بعضهم البعض عن طريق المصادفة فيتعجب الواحد من الآخر كيف كان اللقاء بعد طول فراق بين الاثنين.

الناصحون هم القلة الذين يتحركون في نصح اخوانهم لانهم يهمهم أمرهم وفي التوجيه والنصح خير للجميع فكيف اذا كان النصح بين عالمين جليلين زاهدين تلك كانت رسائل النصح بين الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز الذي كان اميرا للمؤمنين حدثنا اصرم الخراساني قال كتب عمر بن عبدالعزيز الى الحسن عظني فكتب اليه ا لحسن اما بعد، يا أمير المؤمنين فكن المثل للكبير ابنا وللصغير ابا وعاقب كل واحد منهم بذنبه على قدر جسمه وكتب اليه الحسن مرة يقول له اعلم ان الهول لعظيم ومفضعات الامور أمامك لم ينقطع منها بعد وانه لا بد والله من مشاهدة ذلك ومعاينته اما السلامة والنجاة واما العطب اي الاحتراق وعن أبوعـــبـــدالله الصوفي قال كتب عمر بن عبدالعزيز الى الحسن عظني وأوجز فكتب اليه أما بعد فان رأس ما هو مصلحك ومصلح به على يديك الزهد بالدنيا وانما الزهد باليقين واليقين بالتفكر والتفكر بالاعتبار فاذا تفكرت في الدنيا لم تجدها أهلا أن تبيع بها نفسك انما الدنيا دار بلاء ومنزل غفلة وحدثنا الجنيد قال سمعت سريا يقول كتب الحسن الى عمر بن عبدالعزيز فلو كان لك عمر نوح وملك سليمان ويقين ابراهيم وحكمة لقــمان فان امامك هول الموت ومن ورائه داران ان اخطأت هذه صرت الى هذه قال فبكى عمر بكاءا شديدا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي