قصص من الحياة / الدخول إلى المتاهة (20 - 23) طلبات المعزب

تصغير
تكبير
عبدالرزاق العميري

يتابع صاحبنا سرد حكايته فيقول:

تكررت زياراتي للشقة المشبوهة وقد تعرفت على الجميع هناك واصبحت في تهريب الاجهزة الى السجن... ولكنني لا أتعامل بالممنوعات... وهذا شرطي الوحيد...



اشتريت سيارة جديدة... وموبايل جديد... واصبحت انساناً آخر كل شيء في حياتي اصبح جديداً...

كما كلفت من قبل الزعيم بمهام جديدة وتوسع عملنا، فأنا لا أحمل الممنوعات ولكنني أحصل مبالغها من الأهالي فقد كان الزعيم يرسلني الى منازل أهالي النزلاء لاستلم منهم مبالغ... وذلك مقابل ما يتعاطاه أبناؤهم النزلاء في السجن.... وكم استمعت لهم وهم يدعون على أبنائهم... ذات مرة... كنت واقفاً خارج منزل أحدهم... وكان ولدهم النزيل يتحدث معهم على الهاتف ودار بينهم الحوار التالي:

والدة النزيل: يا وليدي وين تودي الفلوس ما يصير كل يوم عشرين أو ثلاثين ديناراً؟

النزيل: يمه انتي ما تدرين انا محتاج هذه الفلوس... احنا مسوين قطية في السجن.

الأم: قبل يومين قلت لي بنحط حق التكييف.. ياوليدي احنا ما عندنا فلوس نعطيك كل يوم... احنا قاعدين نسدد ديونك... قروضك... فلوس المحامي... والله ياوليدي أبوك قاعد يشقى ومو ملحق..

النزيل: يمه الله يخليك يمه انا محتاج هذي الفلوس وايد... وايد.. (طبعاً هو بحاجة الى جرعة) والمروج ينتظر كلمة استلمت من المحصل، فإذا قالها وفر للنزيل جرعته... واذا قال لم استلم... فلن يأخذ الابن جرعته... وقد يتطور الأمر احياناً الى تهديد ووعيد من النزيل لاسرته...

ورأيتها تنتظر الاب عند باب المنزل فتقول له ابننا يطلب نقوداً فيقول لها: ما عندي... والله ما عندي... خلصت فلوسي عليه ما خلا علينا شيء...

فقالت: ايوالله ما خلا علينا شيء.... الى ان قالت: الله يأخذه عذبني وعذب أبوه... الله يأخذه ويفكني منه... تعبت منه تعبت..

وانا واقف اسمع منها وارى بأم عيني معاناتها واشعر بمدى ضالتي وحقارتي أمام هؤلاء المساكين...

كنت دائم الشكوى لبعض الاصدقاء من رواد الشقة...

وتفاقمت مصيبتي عندما لجأت الى تعاطي المخدرات... حشيش... الى الهيرويين... وكما توقع الزعيم وكما خطط..

الى أين سيصل صاحبنا... نلتقي غداً ان شاء الله.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي