المصري المتوفى في صندوق هرب من ديونه وقضاياه... إلى الموت


ما هي الا ساعات حتى كشف رجال مباحث الفروانية والادلة الجنائية لغز جثة المصري التي عثروا عليها اول من امس داخل صندوق في شاحنة لنقل البضائع ليكتشفوا معها محاولة هروب جديدة من قضايا مالية مطلوب فيها المصري المتوفى وليضعوا ايديهم على قصة مثيرة وراء وفاته!
قصة هارب من الديون إلى الموت مصري في العقد الرابع من عمره يدعى (م. أ) يعمل مندوبا في شركة أغذية، كثرت عليه الديون، واصبح مطاردا من دائنيه ومطلوبا على ذمة قضايا عدة انتهت بطرده من العمل وطلب ضبطه واحضاره فأراد الهروب إلى بلاده بحيث لا يراه احد من رجال المنافذ البرية والبحرية... بل وحتى الجوية ... فقاده تفكيره إلى حيلة لم يفكر فيها بشر حيث ذهب الى صديق له يدعى (ن. أ) يعمل مندوبا وأخبره بسوء حالته وان الدائنين يطاردونه كل ساعة ومعرض للحبس والابعاد ولا توجد وسيلة للتخلص من كل هذا سوى الانتحار او مساعدته في الهرب إلى مصر بطريقة مبتكرة تتمثل في شحنه داخل صندوق على متن شاحنة متجهة إلى مصر، وطلب منه مساعدته فاقتنع الصديق بروايته واشترى صندوقا بداخله فتحة ووضعه فيه ثم سلمه الى شركة النقليات التي ستقوم بنقله إلى مصر يوم الاربعاء الماضي.
تعرضعت الشاحنة لعطل وتم اصلاحها واثناء تجهيزها للانطلاق بما تحمل اشتم سائقها والعاملون في شركة النقل رائحة كريهة تنبعث من داخل الشاحنة تتبعوا آثارها حتى قادتهم إلى صندوق في وسطها قاموا بفتحه ليجدوا داخله جثة وافد مصري ظن الجميع منذ اللحظة الاولى وجود شبهة جنائية وراء وفاته... لكن لم تمض ساعات حتى كشف اللغز من قبل رجال مباحث الفروانية والادلة الجنائية لاسيما بعد ان وجدوا كمية ليست بالقليلة من التمور وقناني الماء لزوم رحلة التخفي إلى جانب الجثة وهاتف نقال يعود للمصري المتوفى... طالع رجال المباحث الرسائل المسجلة على هاتفه وآخر المكالمات التي اجراها، فوجدوا من ضمن الرسائل رسالة يخبر فيها صاحب الجثة اصدقاءه في مصر انه سيعود عن طريق البر بطريقة مبتكرة.
بدأت الخيوط تتضح واصبحت مسألة وقت للكشف عن ملابسات الجريمة... مكالمة لم يرد عليها بالكشف عن رقمها اتضح انها تعود للمصري الذي يعمل مندوبا، فتم احضاره وباستجوابه كشف اللغز وظهرت الحقيقة.
وذكرت المصادر الامنية ان «يقظة وحس رجال الفروانية الامني بقيادة مديرهم العميد مزيد الحربي، ومدير عام المباحث الجنائية العميد عبدالحميد العوضي، ومدير مباحث الفروانية العقيد الشيخ مازن الجراح ومساعده الرائد نايف الحساوي وقائد منطقة الفروانية العقيد نهار ضاري سارعت في كشف غموض الحادث»، مشيرة إلى انه «تم التصريح بدفن جثة الوافد المصري بعد التأكد من عدم وجود شبهة جنائية وراء موته والقاء القبض على زميله (ن. أ) واحالته على النيابة بتهمة التستر على متهم».