ملامح / مسوخ الصحافة
نعلّم الطلبة في الجامعة وبالتحديد في مقررات الفلسفة، الجرأة في الأخلاق، والجسارة في التحليل الأخلاقي. وهو القانون الأخلاقي الذي وضعه وقال به رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ادراك الخطأ، محاربته... بأقوى الوسائل تدرجا لأضعفها. المهم محاربته. وهنا، القول والدعوة لمحاربته المقصود بها ادراكه ضمنا، أي العلم بوجود الخطأ، ادراكه، واتخاذ القرار بقعل شيء بشأنه. هذه هي الشرعية في ديننا الجميل وفي بديهيات الأخلاق. حين نترك هذا المنطق الذي يحترم الانسان ووجوده وننزل لقبح الواقع، ماذا نجد.
الاصرار على الخطأ، المجاهرة فيه، بل والتبجح للدفاع عنه، وصرف الأموال المشبوهة للاعلاء منه. نتكلم هنا عن بعض الأٌقلام في الصحافة لدينا وفي كل مكان. حين كنت طالبة في بريطانيا كنت أرى المتاعب الاجتماعية والسياسية التي تنتج عن الصحف الصفراء هناك وهي تجارة يقبل عليها الناس بِنَهم، ولعلنا نقول انها كانت السبب خلف الكثير من الأزمات السياسية منها المساهمة بالتسبب في موت الأميرة ديانا، التي كان يتبعها بجنون مصورو تلك الصحف، وغيرها من أحداث جسيمة كطلاق الأزواج.
عندنا الوضع مأساوي، هناك فاسدون مأجورون، هل يمكننا تخيل أسوأ من هذا. لكن شعبنا ذكي ومنفتح وواع ويعرفهم واحدا واحدا، ويحتقرهم سرا، وفي التجمعات علنا ولايلتفت لكتاباتهم لأنها تصدر عن نفوس بلا ذمم وبلا مبادئ. الكويتيون يعرفون ان هؤلاء طفيليات يعيشون على هامش البلاد، يظهرون من آن لآخر حين يتم استدعاؤهم للكتابة في موضوعات تصب في مصالح وخانات معينة. وهكذا يتم وضع مبالغ في حساباتهم المتخمة بالقذارة. وحين تنتهي مهمتهم يعودون إلى المستنقعات.
مسوخ يتأبطون الورق وفضة الورق تنبذهم
في الليل يسكرون وفي النهار يكتبون
يسبغون الاحترام صفة بالية
وتبقى بقعة عُهر تبوح بحقيقتهم
آه ياوطن تحمي هؤلاء؟
لا ياكويت أبي... قولي لا واصرخي
وارفعي ساعدك البهي واضربي
امحي هؤلاء وانسفي أصنامهم.
أكياسهم ممتلئة، كروشهم منتفخة
عيونهم بارزة، وأجسادهم ينزّ منها العهر
وعقولهم ينفخ فيها العته.
لا ياكويت لاتدفني رأسك في رمل الصمت
اصرخي... قولي لا
وابقي فوق، في عليائك
يبقون أسفل قدميك وأنتِ الملكة.
*الأبيات من ديوان «فقط... اخرسي» يصدر العام المقبل.
[email protected]