كتاب / سعود الفرج يكتب عن «شعراء مبدعون من الجزيرة والخليج»
«شعراء مبدعون من الجزيرة والخليج «مجلد متميز ظهر في طبعته الأولى لمؤلفه سعود عبدالكريم علي الفرج في جزئيه الأول والثاني. يقول المؤلف في تقديمه للمجلد: عرفت الجزيرة ا لعربية منذ القدم بانتاجها الأدبي المتميز وقد ظل هذا الانتاج متواصلا حتى عصور الانحطاط الذي عم معظم ارجائها أسوة ببقية أقطار الوطن العربي الكبير غير أنها عادت من جديد ونفضت عنها غبار ذلك المجهود متأثرة بحركة التجديد التي شهدتها بعض الأقطار العربية كمصر والشام والعراق، وبدأت بها نهضة أدبية واسعة تمثلت في ظهور عدد كبير من الشعراء والأدباء الذين أصبح على الإنسان من الصعوبة بمكان حصرهم لعدة أسباب أهمها عدم وجود تواصل أدبي بين مناطقها المختلفة وعدم توافر مراجع كافية يستعين بها الباحث على تحقيق الهدف المنشود. ورغم ظهور مؤلفات تخص بعض المناطق الا ان المناطق الاخرى بقيت في معزل عن ذلك. وحتى المؤلفات التي ظهرت في تلك المناطق لم تف بالغرض المطلوب، ولم تستطع حصر شعرائها، إما لعدم الإلمام بهم او لظهور آخرين بعد طبع تلك المؤلفات. لذا يقف المرء في حيرة من امره. وقد رأيت ان اجمع شتات ما ظهر من تراجم عدد من شعراء مناطق الجزيرة العربية والخليج العربي ممن استطعت بجهدي المتواضع الحصول على معلومات كافية ومفيدة عنهم والهدف من كتابة هذا الكتاب هو تجديد وإحياء ذكر عدد من شعراء الجزيرة العربية والخليج الذين اتاحت الفرصة لي الكتابة عنهم في الصحافة المحلية سواء كانوا احياء او أمواتاً. كما يهدف هذا الكتاب إلى اطلاع القارئ على نماذج مختلفة لشعر بعض الشعراء، وخصوصاً الذين لم يقم بعضهم حتى كتابة هذه السطور بطبع دواوينهم، أو لم يتسن للقارئ الحصول على دواوين من نشروا دواوينهم الشعرية لندرتها او نفادها، وأرجو ان أكون قد وفقت في هذه المسيرة.
لذا عقدت العزم على السير رغم الصعوبات الكبيرة التي كانت تعترض طريقي منذ تبلورت فكرة اعداد هذا الكتاب. ولم يأت هذا العمل من فراغ وإنما جاء نتيجة لجهود استمرت ثمان سنوات قضيتها في البحث والتنقيب لجمع المعلومات. وأترك الحكم بعد ذلك للقارئ الكريم. وقد اتبعت خلال عملي هذا عدة خطوات منها الكتابة والمراسلة والاتصال المباشر بعدد من الشعراء والجلوس معهم وأخذ المعلومات المهمة مباشرة من اصحابها خاصة سيرهم الذاتية. كما قمت بزيارات إلى عدة مناطق من المملكة للبحث عن بعض الدواوين والاستعانة بآراء الآخرين في هذا المجال وتطلب مني هذا الجهد أيضاً القيام بزيارات متعددة إلى بعض الدول الشقيقة المجاورة من أجل الحصول على دواوين شعرية لبعض الشعراء واكمال بعض الحلقات المفقودة في ترجمات سابقة لهم عند الغير.
وسيلاحظ القارئ على كتابي هذا انه تراجم لشعراء من مختلف المدارس الشعرية. كما ان الشعر الحر قد أخذ نصيبه في هذا الكتاب لأنه ليس شعراً غريباً على لغتنا العربية كما يحسبه البعض فقد جاء قبله شعر الموشحات الأندلسية وشعر البند في العهد التركي. وقد حاولت تنويع المختارات والنصوص من شعر الشعراء الذين ينظمون النوعين العمودي والتفعيلة، وسعيت بقدر الإمكان إلى الاستعانة بآراء أدباء ونقاد ومحللين سابقين كما اعتمدت على تثبيت النصوص من مصادرها والهوامش في حواشيها، وتم توثيق أكثر المعلومات مباشرة من اصحابها الذين استطعت الوصول اليهم. وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى استطاع هذا الجهد المتواضع ان يرى النور، أما الذي يميز كتابي هذا عما سبقه من الكتب في هذا المجال حسب اطلاعي فهو شموله على تراجم لشعراء من شتى مناطق الجزيرة العربية والحاق قصائد كاملة لكل شاعر في نهاية كل بحث خاص به. وبعض هذه البحوث تم نشرها في صحف محلية وبعضها ظل قابعاً في ادراج مكتبتي الخاصة، غير أنني اعترف هنا بأنني كنت أشعر بالتهيب كلما عزمت على البدء في تحقيق فكرة طبع هذا الكتاب. الا ان الرغبة قد اشتدت لدي لإصدارها في كتاب قد يضم في يوم من الأيام إلى المراجع التي تؤرخ للشعر العربي الحديث في الجزيرة العربية.