الشيخ نادر النوري: نطمح دائماً إلى المزيد من التبرعات حتى نستطيع تلبية احتياجات المعوزين والفقراء والمنكوبين


يجدر بنا ونحن في شهر الخير والعطاء «شهر البر والإحسان» ان نقدم نموذجاً لأحد حملة مشاعل العمل الخيري، وقطباً من أقطابه على مستوى العالم الإسلامي. انه الشيخ نادر عبدالعزيز محمد النوري، الأمين العام لجمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية.
أحد رجالات العمل الخيري الكويتي الذين افنوا حياتهم في خدمة الإسلام والمسلمين. وسخروا طاقاتهم وجهودهم لرفع المعاناة عن المنكوبين، وإغاثة الملهوفين، وتضميد جراح المرضى والمصابين.
عندما تتحدث عن الشيخ نادر النوري فإنك أمام رحلة طويلة من العطاء امتدت لثلاثين عاماً قضاها في الحقلين الدعوي والخيري. تعرفه الندوات والمؤتمرات والتجمعات الدعوية محلية كانت او دولية، كما تعرفه بقاع ضربها زلزال، ومناطق دمرها فيضان، وأناس شردهم اعصار.
يعرف له العلماء والدعاة فضله وقدره في حقل الدعوة الإسلامية ويتقدم صفوف رجالات العمل الخيري والتطوعي. فقد ساهم بشكل فعال في انشاء العديد من اللجان الخيرية في الكويت وخارجها، فهو عضو مؤسس في معظم الجمعيات الخيرية وأمين عام جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية ورئيس لجنة التعريف بالإسلام ورئيس لجنة فلسطين الخيرية ورئيس لجنة الشروق الشبابية، ولد عام 1954م، وحصل على بكالوريوس تجارة ونال شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية... تولى منصب مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالنيابة خلال فترة التسعينات... عضو مؤسس في اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة... وعضو في مجلس اليوم العالمي للمتطوعين. وخطيب متطوع في وزارة الأوقاف منذ ربع قرن... وعضو مجلس أمناء في مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم (بريطانيا). وعضو في مجلس الكلية الإسلامية الأوروبية في شيتاشيتون (فرنسا) والأهم على الاطلاق انه كان مديرا لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ ومتابعة المشاريع الخارجية لدولة الكويت في جميع انحاء العالم. ثلاثون عاماً هي عمر الشيخ نادر النوري في حقل الدعوة والعمل الخيري الذي انطلق من دولة الكويت التي ملأت الآفاق بمساعداتها وتبرعات أهلها المحسنين، ومازالت الرحلة مستمرة... وقد كان لنا مع صاحبها هذا الحوار:
بدأ الشيخ نادر النوري حديثه بتوجيه التهنئة إلى الشعب الكويتي وإلى الأمتين العربية والإسلامية والمحسنين الكرام بالشهر الفضيل اعاده الله علينا جميعاً بالخير والبركات واثنى على المحسنين من أهل الكويت الأخيار واصحاب الايادي البيضاء الذين اسهموا بتبرعاتهم السخية خلال عام 2006 في المساهمة بمساعدة الجمعية على تنفيذ استراتيجيتها لمواجهة الثالوث الخطير الفقر والمرض والجهل من خلال بناء المراكز الإسلامية، المدارس الإسلامية، دور الأيتام، دور القرآن الكريم، المراكز الصحية، المساجد، الآبار.
فلقد قامت الجمعية بتنفيذ مشاريع عد خلال عام 2006 ومنها 307 مساجد، 550 بئراً، 20 مركزاً إسلامياً، 12 مدرسة إسلامية، 16 دارا للأيتام، 7 دور للقرآن الكريم، 3 مستوصفات وقد غطت هذه المشاريع جزءاً من احتياجات الدول الإسلامية وكل مشروع من هذه المشاريع كأنه علم كويتي يرفرف في هذه البلاد التي اقيم فيها المشروع، ولله الحمد والمنة فبفضل هذه المشاريع من تبرعات المحسنين من أهل بلدنا الطيب المعطاء انتشر الإسلام ومثال ذلك انه بمجرد ان بدأ بناء المساجد في بوركينافاسو واقبل غير المسلمين على الإسلام والاقبال في تزايد مستمروذلك من خلال ما يصلنا من تقارير من الجهات المنفذة او ما نلمسه اثناء زياراتنا للدول المختلفة.
وتابع النوري: هل تعلم ان حفر بئر في افريقيا بمبلغ 250 د.ك كان سبباً في اشهار اسلام الكثيرين بمجرد علمهم بأن هذا البئر من تبرعات المسلمين؟
• إذن على أي أساس يتم تنفيذ المشاريع؟
- نحن اصحاب خبرة طويلة في تنفيذ المشاريع الخارجية ولدينا نظام صارم ودقيق ابتداء من فتح الملف للجهات المنفذة حتى الانتهاء من التنفيذ كالتالي:
- يجب ان يحتوي ملف الجهة المنفذة على ترخيص مزاولة النشاط.
- يجب ان يكون هذا الترخيص موثقاً من وزارة الخارجية بالدولة التي تنتمي اليها الجهة المنفذة.
- يتم التصديق على الترخيص من سفارة الكويت.
- أي مشروع مقدم من الجهة يجب ان يحتوي على مخطط هندسي ودراسة جدوى والموقع وعدد المستفيدين.
- تتم متابعة تنفيذ هذه المشاريع من خلال التقارير المصورة لمراحل تنفيذ المشروع.
- نقوم باخطار المتبرعين بموعد افتتاح مشاريعهم ودعوتهم لحضور حفل الافتتاح.
- اقوم بنفسي وكذلك المدير العام والمراقبون وهم ولله الحمد من رجال الكويت الأخيار بعمل زيارات ميدانية للمشاريع واحضار التقارير وارسالها للمتبرعين.
... ان مشاريع جمعية الشيخ عبدالله النوري قد ملات السمع والبصر في كل دول العالم (مصر، اليمن، لبنان، سورية، الأردن، العراق، الهند، بنغلاديش، باكستان، الفيليبين، بوركينافاسو، ساحل العاج، كمبوديا، فيتنام، طاجيكستان، قرقيزيا، الصومال، السنغال، غانا، ساحل العاج، موريتانيا، توجو، مالي، البرازيل، المكسيك، كندا) وغيرها من الدول التي لم يحضرني ذكرها الآن.
مشاريع واحتياجات
• وماذا عن الخطط المستقبلية؟
- نسعى إلى تلبية احتياجات الدول الإسلامية من خلال المشاريع التي يتقدمون بها لنا ولن نستطيع تلبية هذه الاحتياجات الا من خلال تبرعات أهل بلدنا الطيب المعطاء ولدينا مشاريع عد في دول كثيرة بحاجة ماسة إلى تمويل منها على سبيل المثال موريتانا، كمبوديا، الهند، النيبال، بنغلاديش، بنين، غانا، توجو، بوركينا فاسو، مالي، مصر، السودان ولبنان.
انتهينا من ترميم مقر الجمعية بالقادسية بما يتناسب مع حجم العمل الذي تضاعف بفضل ثقة أهل بلدنا الطيب في جمعيتنا وقد تم الترميم من تبرعات المحسنين من أهل الكويت الأخيار.
بدأنا في تنفيذ برنامج تطبيق الجودة الادارية وسوف نحصل على شهادة الايزو في الجودة الإدارية حتى نواكب التطور الذي حدث في تكنولوجيا المعلومات والإدارة. سوف نبدأ في بناء الأرض الممنوحة لنا من الدولة في محافظة الجهراء على مساحة 2000 متر مربع لتلبية احتياجات أهل هذه المنطقة دعوياً واجتماعياً.
تعاون وتواصل
• هل هناك تنسيق وتعاون بين الجمعية والجهات الحكومية؟
- هناك ولله الحمد تواصل وتعاون مستمر مع الجهات الحكومية لما فيه خير بلدنا والعمل التطوعي جزء من الدولة للمساهمة والمساعدة في التنمية الشاملة سواء داخل الكويت او خارجها، فالشريعة الإسلامية تدعو الإنسان لبذل الجهد والوقت والمال والنفس متطوعاً بكل ما يستطيعه من طاقة ليسهم في اعمار الكون والاستخلاف في الأرض قال تعالى (الذين ان مكناهم في الأرض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
فمجالات العمل التطوعي في الشريعة الإسلامية كثيرة ومنها:
- التطوع للانفاق في سبيل الله.
- التطوع لارشاد الناس وتعليمهم ووعظهم ودعوتهم إلى الخير.
- التطوع لقضاء حاجات الناس.
- التطوع لإعمار الكوة والاستخلاف فيه.
من هذا المنطلق كان ولايزال العمل الخيري سمة خاصة وعلامة بارزة لهذا البلد الطيب المعطاء، وكان ولايزال من أهل هذا البلد من الرجال والنساء من يحتضن العمل الخيري ويدعمه بالجهد والمال وهذا هو دأبهم على الدوام.
اننا الآن في شهر رمضان المبارك واصحاب الايادي البيضاء مستعدون لهذا الشهر في تقديم تبرعاتهم وزكاتهم إلى المحتاجين والقراء ونحن دائماً في جمعية الشيخ عبدالله النوري بشكل خاص وفي مجال العمل التطوعي بشكل عام نطمح دائماً إلى المزيد حتى نستطيع ان نلبي القدر الأكبر من حاجات المعوذين والمنكوبين والفقراء وأملنا في الله كبير ثم في أهل بلدنا الطيب المعطاء الذين لولاهم بعد الله لما استطعنا تحقيق او انجاز اي من مشاريعنا الخيرية التي تنتشر داخلياً وخارجياً بفضل الله ثم بعطاء أهل الخير.
دعم الإرهاب
• ما رأيكم في اتهام الغرب للمؤسسات الخيرية الكويتية بدعم الإرهاب؟
- ان الغرب لم يفهم منهج العمل الخيري، فهناك فرق بين العمل الخيري والإرهاب. ونحن مطالبون كمسؤولين ودعاة وكل شخص في موقعه مكلف بشرح وجهة نظرنا واقناعهم بفكرتنا من جبر القلوب المنكسرة والعيون الدامعة وايجاد مأوى للمشردين من البشر لافتاً إلى وجود فارق كبير بين البناء والهدم وبين من يحيي الأمال ومن يقتل الأنفس، ومتى ادرك الغرب رسالة العمل الخيري فسوف يشارك معنا في رفع المعاناة عن المحتاجين وبالتالي تنزاح الغشاوة عن افكارهم وابصارهم.
• ما ابرز المشاريع التي نفذتها الجمعية؟
- لدينا مشاريع عد بارزة ولكن على سبيل المثال وليس الحصر.
- مشروع الجامعة المسجد الأخضر في تركيا.
- مشروع الجامعة الإسلامية في اندونيسيا.
- مشروع الإسلامية في بوركينافاسو
- مشروع كلية الشريعة في الهند.
- مشروع المركز الإسلامي في كمبوديا
- مشروع انشاء 3 مراكز تعليمية في اليمن.
- مشروع مستشفى المزيني في مصر.
- مراكز اسلامية في الهند.
التجرد والتطوع
• ما الذي يجب ان يتحلى به العاملون في مجال العمل الخيري؟
- أولاً (التجرد) وهو ان يعمل الإنسان ابتغاء مرضاة الله وثوابه ولا يكون جندي غرض ومنفعة ولكن جندي فكرة وعقيدة.
أما التطوع فهو سمة المؤمن التي يجب ان يحافظ عليها طوال حياته وقد كانت ابرز خصائص النبوة حينما قالت خديجة رضي الله عنها للرسول الأمين (صلى الله عليه وسلم) والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
• هل أثر العمل الخيري دوليا وإسلامياً في سمعة الكويت بالايجاب؟
- بالطبع فالكويت لم تعرف الا بهذه السمة الظاهرة والوفود التي تهل على الكويت في كل عام دليل على ان هذا البلد واحة للخير في العالم كله حيث يؤمها ويتوجه اليها كل عام الآلاف من كل انحاء العالم للتعاون على البر والتقوى وطلب مساعدة الخيرين من أهلها.
وختم الشيخ نادر النوري حديثه معنا بقوله:
أتمنى لكل إنسان ان يضع بصمات في هذه الدنيا التي هي كخيال طيف او سحابة صيف، لأنها ستنتهي ولن يبقى الا ثمرة العمل الصالح، وأحث شباب الكويت على السير على آثار الآباء والأخيار الذين ضرب بهم المثل في العطاء والانفاق وبذل المال في سبيل اعانة المسلمين.