الشطي: تضافر جهود الأهل والمجتمع والإعلام يساهم في مكافحة مشكلة الإدمان والمخدرات

u0627u0644u0645u062du0627u0636u0631u0648u0646 u0641u064a u0627u0644u0646u062fu0648u0629
المحاضرون في الندوة
تصغير
تكبير
| كتب عماد خضر |

أكد مدير التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور أحمد الشطي «اهمية دور الاعلام واجهزته المختلفة في معالجة مشكلة المخدرات في الكويت ولابد الا تكون الجرعة المعلوماتية الموجهة مسهلة، وموضحة لكيفية الوصول لهذه المخدرات، ولكن يجب ان تكون جرعة متوازنة ومدروسة بحرفية». جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الشطي خلال الندوة الجماهيرية «مدرسة رمضان كرادع دائم للوقاية من المخدرات»، التي اقامتها الامانة العامة للاتحاد العربي للوقاية من الادمان اول من أمس في سوق شرق وحاضر فيها كل من الدكتور احمد الشطي والدكتور عادل الزايد بحضور امين عام الاتحاد العربي للوقاية من الادمان الدكتور خالد الصالح وحصة الشاهين نيابة عن الشيخة حصة سعد العبدالله الرئيسة الشرفية للاتحاد العربي للوقاية من الادمان.

وقال الشطي: «نريد ان يكون هناك تداول لقضية المخدرات في وسائل الاعلام ولكن بشكل يحذر من مخاطر خوض تجربتها»، فنحن نعيش الثورة الاعلامية في الفضائيات والقنوات الاعلامية المختلفة ونشاهد في معظم المسلسلات الدرامية المعروضة تدخين النساء للارجيلة وافراد يتجارون في المخدرات رغبة في الربح السريع، بالاضافة إلى الفتيات اللاتي يتناولن الحبوب المهدئة وحبوب الهلوسة وكلها مظاهر سلبية نتمنى تغييرها».



واضاف ان «التدخين مفتاح الشر وهو الخطوة الأولى للادمان وان السيجارة اولها دلع وآخرها ولع حيث يبدأ المدمن بتدخين سيجارة ثم يدخل في تجربة الادمان المريرة بتناول مختلف انواع المسكرات من حشيش وهيرويين وغيره من المخدرات المدمرة»، مشيرا إلى ان «فئة المراهقين من الجنسين هي الفئة المستهدفة من قبل تجار ومروجي المخدرات ولذلك يجب ان نركز عليهم ونحاول الوصول اليهم في أماكن تجمعهم سواء في المدارس او المولات او في اماكن العمل المختلفة».

واوضح انه «لابد من تضافر جميع جهود الافراد والاسر والجهات المختلفة في المجتمع والاستفادة من تجارب المدمنين لمكافحة مشكلة المخدرات لان محاربة المخدرات لا تقتصر على العاملين في مجال مكافحتها فقط ولابد من استغلال شهر رمضان الكريم والذي نعزز فيه منظومة قيمنا وقوى ارادتنا ونتحصن فيه بجرعات ايمانية مكثفة بالعمل للوصول لشبابنا وشاباتنا وعلاجهم وحمايتهم من المخدرات وتداعياتها».

واشار الشطي إلى «ضرورة العمل بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) «صوموا تصحوا» والتأكيد على الوازع الديني ومنظومة القيم في هذه الايام المباركة لحماية ابنائنا والوصول اليهم، ولابد الا ننظر للمدمن على انه مجرم ولكنه انسان يحتاج للمساعدة زج به إلى الادمان لوجود صحبة السوء او لتوافر الاموال او السفر للخارج لفترات طويلة ومن ثم لابد من مساعدته وتأصيل ثقافة مساعدة من يحتاج المساعدة».

وبين ان «مشكلة المخدرات ليست مشكلة معزولة ومن الخطأ الحديث عنها باعتبارها من القضايا المستجدة ولكنها قضية قديمة»، مؤكدا على «دور الاسرة في حماية ابنائها من خطر المخدرات خصوصا الاب والذي يجب ان يكون قدوة لابنائه»، لافتا إلى ان «الدراسات توضح ان الشخصية المتدينة من الابناء تستطيع حماية نفسها من مختلف الاضطرابات وتستجيب بشكل ملحوظ لعمليات التأهيل».

ونوه بان «شهر رمضان الكريم يعد فرصة جيدة اذا توافرت البيئة الحاضنة للابناء ثم تحفيز دور الاسرة لحمايتهم ومراقبتهم ومتابعتهم دون التعدي على حرياتهم وشخصياتهم خصوصا في مرحلة المراهقة، ففي هذه المرحلة تعبر المراهقة عن رجولة الشاب او انوثة الفتاة ومن ثم يجب التعامل معهم بحرص»، مؤكدا «على دور التربويين علي مستوى المدارس والجامعات خصوصا خلال ايام الشهر الفضيل لان دورهم يعد هو المبادرة الاساسية لحماية ابنائنا من خطر المخدرات».

كما شدد الشطي على «دور وجهود  سلطات الأمن ووزارة الداخلية بتحفيزها لضبط تجار المخدرات، هذه الآفة التي اصبحت هاجسا مغلقا ولابد الا ندفن رؤسنا في التراب ونسلم بعدم وجود حلول لمشكلة المخدرات».

من جانبه، قال رئيس مركز بيت التمويل الكويتي لعلاج الادمان الدكتور عادل الزايد ان «بعض العراقيل الادارية عطلت تخصيص خط ساخن لتلقي استفسارات المدمنين عبره حيث تم تكليف احدى شركات الهواتف النقالة بتخصيص الخط ولكنه توقف ونتمنى من يدعمنا في انهاء هذه المشكلة»، مشيرا إلى انه «من المستحيل عمل احصائية محددة عند مدمني المخدرات في الكويت لما لهذه القضية من صعوبة وحساسية من جهة المدمن»، ومؤكدا ان «هناك دقة وتشديدا كبيرين من قبل الجهات المختصة في صرف عقار «الفاليوم» الذي يعتبره البعض مادة مخدرة».

واضاف «تعتبر مستشفى الرازي هو اكبر مستشفى في الكويت في صرف عقار «الفاليوم» وليس المستشفى النفسي كما كان الاعتقاد من قبل»، لافتا إلى انه «لا يجب التركيز على معنى كلمة الادمان بانه الاعتماد على تعاطي مادة معينة، ولكن لابد من التركيز على معنى الادمان من وجهة النظر النفسية لكي نستثمر هذا التعريف في عمليات العلاج حيث يعني الادمان من النظرة النفسية سلب ارادة الانسان بحيث تكون هذه الارادة تحت سيطرة شيء آخر ومن ثم يتسع مفهوم الادمان فيكون هناك ادمان للتلفزيون، مثلا وادمان الانترنت او ادمان للقمار او ادمان لشراء المنتجات».

واوضح الزايد ان «منح المدمن لقب مريض في الوقت الحالي ودخوله لمرحلة العلاج يؤدي للاسف لاستسهال هذا المدمن لعملية الادمان باعتباره انها مرضا يستحق العلاج منه ومن ثم لا يساعد نفسه على الخروج من مرض الادمان لانه يسير بمنطق «أنا مدمن مريض احتاج من يساعدني»، مشيرا إلى ان «المدمن يستحيل ان يكون ضحية سواء للأسرة او المجتمع او الاصدقاء لأن تعاطي المخدرات حرام ومن يتعاطاها فهو مدمن ومرتكب لكبيرة من الكبائر وبالتالي فان المدمن سمح بارادته ان يكون ضحية».

ولفت إلى ان «لقب مريض يستحقه المدمن في حالة واحدة وذلك عند رغبته الاصيلة في العلاج فلقب المريض ليس من حق كل من يدخل إلى عالم الادمان ولكنه لقب يمنحه الطبيب المختص للمدمن الراغب في تلقي العلاج ويصبح لقب مدمن مجرما تماما عندما لا يكون المدمن راغبا في العلاج»، مشددا على «ضرورة تضافر مجهودات العلاج والعقاب للمدمن المريض والمدمن المجرم».

وأشار إلى «ميله إلى عدم بلاغ اسم المتعاطي للمخدرات للجهات القانونية «النيابة، والمباحث» اذا حضر المتعاطي بنفسه لاماكن تلقي العلاج ورغب في العلاج ولكن اذا لم يحضر ولم يرغب في العلاج فلا يجب ان نطلق عليه مريضا بل مجرما ولابد من تعامل الجهات القانونية معه»، موضحا ان «حالات الادمان تشفي بفضل الله وتنعم بالصحة والعافية يوميا وبشكل مبشر».

وقال الزايد ان «اشاعة علاج المدمنين في الكويت بحقن مادة اخرى مخدرة بديلة كذبة كبرى ولا تحدث في الكويت ولا يتم اعطاء المريض كارتا احمر للمستشفى النفسي الذي يعالج فيه»، مبينا ان «اجنحة المستشفى النفسي مفتوحة لجميع المتعاطين شريطة ان يدخل المتعاطي برغبته ولكن اذا خرج قبل اتمام علاجه فلن يدخل مرة اخرى إلا بعد مضي فترة 6 أشهر كاملة»، مؤكدا انهم «لا يستطيعون زرع الارادة في متعاطي المخدرات ليقبلوا على العلاج ولكنهم يذللون الطريق لهم».

ومن ناحية أخرى، قال امين عام الاتحاد العربي للوقاية من الادمان الدكتور خالد احمد الصالح ان «الندوة الجماهيرية التي ترعاها الشيخة حصة سعد العبدالله السالم الصباح تحت  عنوان «مدرسة رمضان كرادع دائم للوقاية من المخدرات» والتي تقام للعام الثاني على التوالي وتهدف لاقتناص فرصة شهر رمضان شهر العبادة والالتزام، لتوعية جيل الشباب من الوقوع في براثن تعاطي المخدرات وادمانها وفرصة كذلك للمتعاطين لمحاسبة النفس والعمل على التخلص من هذه الآفة القاتلة، موضحا ان «تاريخ عمل الاتحاد يزخر باقامة الانشطة العلمية المتعددة والتي شملت اقامة المؤتمرات والندوات واقامة دورات تدريبية متخصصة للاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للتعامل مع الشباب المتعاطين للمخدرات وكيفية اكتشافهم، إلى جانب عمل دراسات استراتيجية لوضع خطط لمكافحة المخدرات في الدول العربية الاعضاء بالاتحاد وكذلك طباعة كتب التوعية من المخدرات والتي اقمت الامانة العامة باعدادها وطباعتها وتوزيعها داخل وخارج دولة الكويت».

واضاف ان «الامانة العامة للاتحاد حرصت على التواصل مع الدول الاعضاء والتنسيق في ما بينها في اقامة هذه الانشطة وادت هذه الجهود المخلصة إلى تبني جامعة الدول العربية لانشطة الاتحاد العربية في مجاد الوقاية من المخدرات ضمن ادارتها وهذا خير دليل على أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد في التصدي لمشكلة المخدرات على مستوى الوطن العربي حيث انه أول جهة اهلية يتم تبنيها في الجامعة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي