70 ألف مصل في قيام الليلة الرابعة من العشر الأواخر في المسجد الكبير
70 ألف مصلي في المسجد الكبير سجدوا خشوعا لله
أحيّا الليلة الرابعة من العشر الأواخر من رمضان المبارك مساء أول من أمس 70 الف مصل في المسجد الكبير بنسمات ونفحات إيمانية وروحانية توافقا مع ليلة الجمعة المباركة.
احتشدت جموع المصلين في المسجد الكبير حيث أعدت ادارته العدة لاستقبالهم وتوفير أفضل سبل الرعاية والخدمة المتميزة حتى يتمكنوا من اداء صلاة القيام في سكينة وخشوع وأمّ المصلين في الركعات الأربع الأولى القارئ الشيخ ماجد العنزي الذي قرأ فيها آيات من الذكر الحكيم بداية من الآية (78) من سورة الاسراء، وحتى الآية (21) من سورة الكهف.
وفي الركعات الأربع الثانية أمّ المصلين القارئ الشيخ مشاري العفاسي الذي شنف آذان المصلين بقراءة عطرة من الآية (22) من سورة الكهف الى الآية (15) من سورة مريم.
وقد تخلل ركعات صلاة القيام الخاطرة الايمانية اليومية التي يلقيها الشيخ نبيل العوضي الذي تحدث فيها عن العظات والعبر المستخلصة من سورة الكهف. ومنها قصة صاحب الجنتين وكيف قاده الغنى الى الكفر والطغيان ثم كان عاقبته البوار والخسران.
وقصة موسى والخضر عليهما السلام مشيراً الى تواضع الأنبياء في طلب العلم ولم تمنعه مكانته كونه نبياً من أولي العزم من ان يطلب العلم على يد غيره رغم أنه كليم الله ويوحى اليه ثم تطرق الى قضية الملك الصالح ذي القرنين الذي ضرب مثالاً طيباً للملك العادل الذي ملك الأرض كلها ورغم ذلك حرص على تطبيق العدل والالتزام بمنهج الله.
وضمن برنامج بشارات رمضانية الذي تنظمه ادارة التنمية الاسرية في العشر الأواخر وتحت شعار «أي الصائمين خير» ألقت الداعية سعاد بوحمرا محاضرة عنوانها «عندما يصوم اللسان».
ومن جانبه، صرح مدير ادارة المسجد الكبير عبدالله الشاهين «ان ادارة المسجد تحرص على توفير الرعاية المتميزة وجميع الخدمات التي تساهم في توفير الجو الايماني والروحاني لرواد المسجد الكبير» مبيناً ان الادارة رصدت كل الامكانات بما فيها حشد كبير من المتطوعين والمتطوعات فضلاً عن تجهيزات للساحات المحيطة بالمسجد من الجهتين الشمالية والجنوبية لاستيعاب الحشود الضخمة المتوافدة على المسجد لاحياء الليالي العشر والتماس ليلة القدر وفضلها، كما تم تجهيز خيمة اضافية كبيرة بجوار مكتبة البابطين تستوعب أكثر من ثلاثة آلاف مصل».
وأكد على ان ادارة المسجد الكبير قد أعدت العدة واستعدت بكامل الطاقات المتوافرة والمطلوبة لمواجهة الحشود الكبيرة التي ستتوافد على المسجد لاحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان لالتماس ليلة القدر.
وطالب الشاهين رواد المسجد بألا ينشغلوا بغير الصلاة ويتركوا ما عدا ذلك للجان العاملة والمنظمة لفعاليات العشر الأواخر.
وختم تصريحاته بتوجيه التهنئة الى صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين وللشعب الكويتي وللأمة الاسلامية بمناسبة العشر الأواخر من رمضان داعياً الله العلي القدير أن يعيدها علينا وعلى الأمة الاسلامية بالخير واليمن والبركات.
ومن جانبه، تحدث الداعية الاسلامي المعروف وإمام وخطيب مسجد البسام في الجهراء الشيخ بدر الحجرف، عن حال المسلم مع الدنيا وقال: «للاسف ان بعض الناس يتجاهل الغاية التي خلق من أجلها ويحرص على الدنيا أكثر من حرصه على الآخرة»، مذكراً بالنعم التي أنعم الله بها على الإنسان وأسماها نعمتي العقل والايمان.
وحث الحجرف على ضرورة التمسك بالعقيدة السليمة وتصحيح المفاهيم الدينية حرصاً على صورة الاسلام الناصعة، مؤكداً أن ذلك لا يكون الا بالالتزام المسلم لمنهج ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما حث الحجرف جموع المسلمين على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في أخلاقه الذي كان كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «كان قرآناً يمشي على الأرض» وضرب أعظم الأمثلة في البر والصلة والعطف والرحمة والاسوة الخيرية لكل البشر.
وتساءل الحجرف: «كم من مسلم يقوم الليل ولا يصل رحمه، ولا يحسن الى جاره أو يحفظ غيبة اخوانه مستشهداً بكم القضايا الموجودة في ردهات المحاكم بسبب عدم الالتزام بالاسلام كسلوك ومنهج حياة».
واضاف: «ان هذه الأمة سادت يوم طبق الاوائل الاسلام تطبيقاً صحيحاً فرفعوا راية الدين وتميزوا وأبدعوا في جميع مجالات الحياة ودانت لهم الدنيا».
ومن جهته، اوضح رئيس فريق الطوارئ الطبية ناصر النجار «ان الادارة وفرت مستشفيين متنقلين أحدهما للرجال والآخر للنساء وفيهما جميع المستلزمات الطبية للحالات الطارئة».
وقال: «يقدم الطاقم الطبي المكون من 25 طبيباً وممرضاً وفنياً الخدمات التمريضية للحالات الطارئة التي قد تحدث بسبب الزحام او الظروف الصحية لرواد المسجد، فضلاً عن توفير أكثر من 15 سيارة اسعاف تصل الى عشرين سيارة في ليلة السابع والعشرين تكون جاهزة لأي حالة طارئة».
وأضاف: «ان الفريق الطبي المشارك يُنتقى من اقسام الحوادث بالمستشفيات ليكونوا متمرسين على الحالات الطبية الطارئة ويمكنهم التعامل مع اي حالة مهما كانت ظروفها الصحية»، ونصح النجار رواد المسجد الكبير من اصحاب الامراض خاصة مرضى السكر أو الربو والقلب بحمل كروتهم الصحية معهم واصطحاب أدويتهم الخاصة لتسهيل مهمة الفريق الطبي في سرعة انجاز التعامل مع حالتهم الصحية.
كما نصح الحضور بضرورة الالتزام بالتعليمات المرصودة خاصة من علامات المخارج والمداخل من والى المسجد وترك الممرات المعدة للطوارئ خالية لتسهيل مهمات الطوارئ.
وتمثل العشر الأواخر من رمضان مكانة مهمة ووضعا خاصا للمسلمين نظراً لما فيها من ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم والتي ضاعف الله تعالى أجر العمل فيها، فالعمل فيها خير من العمل في الف شهر.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفي بهذه الايام ويوليها اهتماماً كبيراً، ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من ايام شهر رمضان كما أنه صلى الله عليه وسلم كان يحث أهله ويوقظهن ليشاركنه هذا الخير العظيم وهو مثال عملي للتعاون على البر والتقوى، وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل وأيقظ أهله وشد المئزر». أخرجه البخاري ومسلم،
وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وأمامنا المضمار ولم يبق الا التسابق على الطاعات والخيرات.