الدين الشامل والشخصية المتوازن (7)


ذكرت في المقال السابق ان الله ذكر في القرآن الكريم حادثة رسم فيها المنهج في اصلاح ما يطرأ على جسد الامة من وهن وضعف. الا وهي حادثة احد، وما ادراك ما احد! هل سأل احد نفسه يوماً ما الحكمة في ان قضى الله ان يغلب المسلمون في معركة هي الثانية من المواجهات بين المشركين والمسلمين، وليس على الارض يومئذ على التوحيد غيرهم، ومع ذلك هُزموا! انه الدرس العظيم الذي اراده الله لهذه الامة.
امامنا الآن واقعة انهزم فيها المسلمون واسمها (احد) لننظر في اسباب الهزيمة على ضوء ما قررت سابقاً، وهو ضرورة الانطــــلاق مــــن الـــنظرة الشمولية.
هل لتركهم الجهاد؟لا، فقد جاهدوا اعظم جهاد. ام لعدم اقامة امر الخلافة اذا ؟ لا، لقد كان فيهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) الـــذي كل الخــلفاء بعده له تبع.
الى تساؤلات كثيرة... اذا كيف هزموا وفيهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والجند هم خير جند طلعت عليهم الشمس، وليس على الارض مؤمن إلا هم.
لنرى كيف اصلح الله هذا الخلل في هذه الحادثة، ولنأخذه نموذجاً يحتذى في معالجة جميع قضايانا.
قال الله تعالى في اهل احد: (اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم).
فالخلل اذا من عند انفسهم في تركهم امتثال امر النبي (صلى الله عليه وسلم) في عدم ترك اماكنهم، فكانت النتيجة الهزيمة.
والــــيوم يــــستغرب الكثير كيف نهـــزم! بــل اقــــول لو لم نهزم على ما نحن عليه، لكان العجـــب عـــندئذ اولى.
وأقول لمن يستغرب هزيمتنا اليوم وتكالب الاعداء علينا، لو كان فينا امثال هؤلاء الذين كانوا في احد، وعندنا من تعظيم امر الله ما عندهم، ربما جاز لك ان تعجب، لكن ولو كان كذلك لهزمنا ايضا، فما بالك ونحن اليوم كما ترى!!
إمام في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية