تحليل/ «ميريل لينش»: شركات النمو الكبرى أكثر أمانا للاستثمار في النمو العالمي


اكدت «ميريل لينش» ان «افتراض ضعف الدولار الاميركي كان حجر الأساس في استراجيتنا لردح من الزمن. فمؤشر الدولار لامس اخيرا القعر الذي بلغه منذ 40 سنة ازاء العملات الرئيسية. مع ذلك، لم يبدِ صنّاع السياسة النقدية والمالية في واشنطن الا اهتماماً ضئيلاً بمكانة الورقة الخضراء كعملة احتياطية. ففي ضوء استمرار ضعف الدولار ولا مبالاة واشنطن، رأينا من المناسب ان نراجع بعضاً من استراتيجياتنا المتعلقة بالدولار».
واوضحت «في وقت سابق من العام الحالي، حبّذنا الاستثمار بقوة في شركات النمو الضخمة، وذلك جزئياً لأن شركات النمو الكبيرة هي الأكثر افادة من الازدهار في الخارج. فالدولار المتدني يجعل بضائع الولايات المتحدة اكثر تنافساً كما ان انخفاض الدولار يرفع الارباح المتأتية من الخارج للشركات الاميركية المتعددة الجنسية. ثمة 33 في المئة من أرباح شركات النمو الضخمة تأتي من خارج الولايات المتحدة في مقابل 23 في المئة فقط من ارباح الشركات الكبرى التقليدية، ويقابلها نسبة أقل بقدر كبير من الشركات الصغرى. يضاف الى ذلك، ان تقييمات الشركات الاميركية المتعددة الجنسية قد تقلّصت خلال السنوات القليلة الماضية، وفي الوقت نفسه، توسّعت تقييمات الاسواق الناشئة بطريقة ملموسة. وبتعبير آخر قد تكون. شركات النمو الكبرى طريقاً أكثر أماناً للاستثمار في النمو العالمي»
ام بالنسبة للذهب، فقالت «ميريل لينش» «أوصينا، في السنوات القليلة الأخيرة، أن يوظف المستثمرون نسبة صغيرة من محافظهم في الذهب او أسهم الشركات المنتجة للذهب او كليهما، لأن الذهب ينحو الى التحرك باتجاه يعاكس الدولار. فالذهب كما غيره من السلع أصبح مؤخرا قصة مضاربة أكثر منه قصة أساسيات. فرغم الأخطار المقترنة بمضاربة من هذا النوع، نستمر في رأينا بأن توظيف نسبة صغيرة من الذهب او أسهم الذهب او كليهما هو أمر مناسب. لسنا في غرام بالمعدن الثمين، لكننا نهدف الى التنويع ضمن محفظة استثمارية شاملة».
واوضحت «ميريل لينش» انه «ثمة مستثمرون كثر توافدوا الى الأسواق غير الأميركية وخصوصا الى الأسواق الناشئة في السنوات الأخيرة. لكن في اعتقادنا ان في الأسواق المتطورة قيماً أفضل. فالمستثمرون يفكرون في كثير من الأحيان بالتنويع الجغرافي عندما يكون الموضوع الكسب من ارتفاع الأسهم، لكنهم نادراً ما ينظرون الى مداخيل الأسهم. هناك عدد كبير من صناديق الأسواق الناشئة ولكن القليل نسبياً من صناديق الدخل المتأتي من الأسهم العالمية. تلك الندرة توحي لنا ان هناك فرصاً أفضل في قطاع الأسهم ذات الدخل العالمية».
تجنّب أسهم شركات الاستهلاك
رجحت «ميريل لينش» ان «يكون المستهلك في الولايات المتحدة الخاسر من ضعف الدولار. فمن المهم ان نتذكر ان الأسباب الرئيسية لضغط ضعف الدولار على الأسواق هو ان تغدو البضائع غير الاميركية غالية على المستهلكين في الولايات المتحدة. ان أسعار بضائع الاستهلاك المستوردة هي في ارتفاع ويرجح ان تنخفض بذلك قوة المستهلكين الشرائية. ويمكن ان يكون هذا الأمر صحيحاً خاصة اذا سمحت الصين لعملتها بالارتفاع».
القيم في السندات عالية الجودة
قالت «ميريل لينش» ان «توقعات التضخم في صعود وفروقات Tips بين مختلف الاستحقاقات قد ارتفعت بقوة في البضعة أسابيع الأخيرة. وهذا يبرر تقصير مدد السندات في الحقائب الاستثمارية. قد يكون أداء السندات ذات الجودة المنخفضة جيداً لبعض الوقت، ولكن القيم تبقى في السندات ذات الجودة العالية. ان أكثر بلدان العالم ترى بازدياد ان الأصول المسعّرة بالدولار تخلو من الجاذبية. ويرجح ان يكون لهذا المنحنى تداعيات خطيرة على الاقتصاد الاميركي اذا لم تفعل السلطات النقدية في واشنطن شيئاً. لكن في الجانب المضيء نرى ان هذه الاستراتيجيات توفر فرصة بما يمكن ان يكون بيئة ضبابية لأسواق المال في الولايات المتحدة».
لا حصانة كاملة لبائعي التجزئة
هناك اثنان من بائعي المفرق خفّضا توقعات الأرباح. ويبدو ان الخبر قد فاجأ المستثمرين. فكيف حصل ذلك؟
اكدت «ميريل لينش» انه «لقد قلنا مرات عديدة اننا حائرون في ان يظهر المستثمرون في قطاعات خارج السكن محصنين بوجه الركود الناجم عن فقاعة السكن. ان هذا صحيح في نظر المستثمرين في القطاعات الاستهلاكية والقطاعات الترسملية وحتى في القطاعات غير الأميركية. ان قطاعات الدورات المبكرة (مثل بناء المساكن) تعتبر مبكرة لأنها تحفز النمو في الاقتصاد. هذا الأمر يسمى «المضاعف». فردة الفعل المفاجئة على تكهنات الأرباح المنخفضة من قبل شركات المفرّق الرئيسية تشير الى اعتقاد الناس ان فقاعة السكن هي حدث منعزل وليس له تأثير مضاعف على اقتصادات الولايات المتحدة والعالم. من الواضح، ان هذا ليس صحيحاً».
واضافت «كان تكهن شركات المفرق مفاجأة وذلك يعني ان عدداً كبيراً من المستثمرين لا يزالون يعتبرون صناعات تحسين المنازل وتأثيثها والتبضع العام صناعات «نمو». واذ تتغلغل مفاعيل تباطؤ المساكن في الاقتصاد العالمي، نعتقد ان المستثمرين قد يكونون جدا مستغربين، كم من الصناعات والبلدان ليست محصنة ضد حدوث ثقوب في الفقاعة السكنية».
* Treasury Income Protected Securities TIPS
هي صكوك او سندات تصدرها خزانة الولايات المتحدة توفر صيانة ضد التضخم. فهي تدفع فائدة كل ستة أشهر وتعيد رأس المال عند الاستحقاق. اما الفرق بينها وبين غيرها فهو ان القسائم ورأس المال تزداد اوتوماتيكياً للتعويض عن التضخم الذي يقاس بمؤشر أسعار الاستهلاك CPI.