الدليل الفقهي

تصغير
تكبير

السؤال: ما حكم الإشارة بالسبابة في التشهد؟ وكيف تكون الإشارة؟ ومتى تكون؟


الجواب: اتفق جمهور العلماء من حيث الجملة على استحباب أن يشير المصلي بأصبعه في التشهد، ولم يخالف في اصل الاشارة الا بعض الحنفية، ولكنه خلاف الصحيح من مذهبهم.


والأحاديث الدالة على استحباب الاشارة متعددة، فمنها:


- عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قعد يدعو، وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه السبابة، ووضع ابهامه على اصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته» أخرجه مسلم.


- عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة، وضع يديه على ركبتيه، ورفع اصبعه اليمنى التي تلي الابهام فدعا بها، ويدُه اليسرى على ركبته اليسرى باسطها عليها» أخرجه مسلم. والظاهر من هذه الأحاديث وغيرها: ان الاشارة تكون برفع السبابة، وظاهر الحديثين السابقين وغيرهما من الأحاديث التي ذكرت فيها الاشارة: انه ليس هناك مع الاشارة تحريك، اذ لو كان ذلك لذكر معه، فإن الاشارة والرفع وحدهما لا يُفهمان التحريك، ومن أجل ذلك، ذهب جمهور العلماء الى عدم التحريك. لكن ذهب بعض العلماء على استحباب التحريك، كما هو المعتمد عند المالكية، وهو قول للشافعية وللحنابلة اختاره ابن القيم رحمه الله، واستدلوا لذلك بما رواه وائل بن حجر رضي الله عنه قال: قلت لأنظرن الى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي؟ فنظرت اليه: فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه، ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، فلما أراد أن يركع رفع يدية مثلها. قال: ووضع يديه على ركبتيه، ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها، ثم سجد فجعل كفيه بحذاء اذنيه، ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى، وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى، ثم قبض اثنتين من أصابعه، وحلّق حلقة، ثم رفع اصبعه فرأيته يحركها يدعو بها» أخرجه النسائي وأحمد، وصححه ابن خزيمة والنووي. فلو قال قائل بالجمع بين التحريك وعدمه: بأن الاصل الاشارة دون تحريك، كما هو ظاهر أكثر الأحاديث الواردة في ذلك، وانه يستحب - أحياناً التحريك، لهذا الحديث، لكان قولاً وجيهاً فيه الجمع بين جميع ما ورد، ولا سيما ان حديث وائل هذا، انما في وصف صلاة معينة رآها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن ظواهر الأحاديث تدل على أن الرفع - وكذا التحريك - يكون من بداية التشهد الى آخره، والله تعالى أعلم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي