الخوف والطمع

تصغير
تكبير

يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه (صيد الخاطر): رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعاً عجيباً.


ان طال الليل فبحديث لا ينفع، او بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر. وان طال النهار فبالنوم.


فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة وهي تجري بهم، وما عندهم خبر.


ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاد والتأهب للرحيل.


إلا انــــهم يتـــفاوتون وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته بما ينفق في بلد الاقامة.


فالمتيقظون منهم يتطلعون الى الاخبار بالنافق هناك، فيستكثرون منه فيزيد ربحهم.


والغافلون منهم يحملون ما اتفق، وربما خرجوا لا مع خفير فكم ممن قد قطعت علـــيــه الطــــريق فبقــي مفلساً.


فالله الله في مواسم العمر.


والبدار البدار قبل الفوات.


واستشهدوا العلم، واستدلوا الحكمة، ونافسوا الزمان، وناقشوا النفوس، واستظهروا بالزاد.


فكأن قد حدا الحادي فلم يفهم صوته من وقع مع الندم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي