الفن الإسلامي/ العرب والفن

تصغير
تكبير

 |القاهرة - من  عبدالغني محمد عبدالله|


 


الفن الإسلامي لم يكن اول عهد العرب بالفنون. كان لهم قبل الاسلام مجد فني عظيم يتجلى فيما عرف عنهم من الشعر والخطابة والادب، كما قامت بينهم فنون تشكيلية راقية. كان منهم القحطانيون وهم سكان اليمن وما جاورها او العدنانيون وهم سكان الحجاز ونجد وما بينهما (القحطانيون ابناء قحطان والعدنانيون من نسل عدنان) عاصروا حضارات قديمة راقية، فالقحطانيون عاصروا بابل واشور، ونشأت بينهم دويلات يمنية ومدن متحضرة اشهرها مدن مأرب وسبأ. كما اقام العدنانيون دولا قبل الاسلام مثل الانباط في ضواحي فلسطين.


والعرب لهم اكثر من تفسير لهذا اللفظ فقد قال نولدكه Noeldekeفي «تاريخ العالم» History of the World ان المعنى الحقيقي للفظ «عرب» هو صحراء، كما يظهر ان لفظ Arabia يشمل صحراء الجزيرة العربية وسورية وشبه جزيرة سيناء. ويصادف لفظي Arab, Arabia في الكتب اليونانية وهيرودوت له معرفة تامة بالعرب وبالجزء الذي يقع بين فلسطين وشبه الجزيرة. وقد درس معاصرو هيردوت من المؤرخين منامثال اكزينوفون تلميذ سقراط لفظ Arab واتفق على انه يطلق على صحراء شبه الجزيرة بوجه خاص، كما يطلق على البدو من زمن بعيد اسم العرب (وهم البدو الذين اطلق عليهم عبدالرحمن بن خلدون في مقدمته اسم العرب وقال انهم كانوا بعيدين عن الصنائع وبعيدين عن عمل البناء).


واضاف نولدكه ان اهالي الولايات البيزنطية المجاورة لبلاد العرب اطلقوا لفظ Saracens اي «عبيد سارة او أقنان سارة» ثم اطلق هذا اللفظ على جميع العرب من غير تمييز ثم تعداه إلى المسلمين ثم إلى الشرقيين بوجه عام وكان ذلك الوصف بسبب تعدي هذه القبائل الساكنة في الصحراء على القوافل أو لفرضهم مكوسا ثقيلة عليها. ولكن المسعودي في كتابه «التنبيه والاشراف» قد ادلى برأيه عن التفسير الصحيح لاصل هذه الكلمة فقال «وأنكر الامبراطور نقفور (امبراطور روماني شرقي) على الروم هذه التسمية للعرب «سارة قينوس» اي عبيد سارة وقال ان هذه التسمية كاذبة. ولكن يبدو ان لفظة «سارة قينوس» التي جاء بها المسعودي كانت مختلفة في حروفها فقد جاءت Sara Kinos اليوناني وقد اعترف الدكتور حسين ابراهيم لزميله الاستاذ «د. ل درو» رئيس فرع الدراسات القديمة بكلية الاداب جامعة فؤاد الاول (القاهرة الان) D.L.Drew بتعليق طريف على هذه التسمية، كما وردت في المراجع اللاتينية واليونانية فكتب إلى يقول «ان المؤرخ امياتس مرسيلينس يقول ان لفظة Scenitae يعني العرب سكان الخيام او اهل الوبر وان هذا الاسم تحول حتى صار Sarraceni وهكذا فان التعريف لا يتعرض إلى «عبيد او سارة».


كما قال المسعودي ايضا ان المؤرخين اليونان ذكروا لفظة Sara Kinow الذي استعمل في اداب القرن الاول الميلادي ويظهر انه يدل على شعب كان يسكن سورية او شرق الاردن او شبه جزيرة سيناء ثم توسعوا في استعمال اللفظ «عبيد سارة» حتى شمل كل الشرقيين واصبح اسم Sara Cens يطلق على العالم الاسلامي في العصور الوسطى وهو تحريف للفظ اليوناني SaraKinos وهو لفظ مقصود به اهانة العرب الذين ظهروا  او سيظهر الاسلام بينهم لاثبات انهم ليسوا اهل خبرة او اهل صنائع.


اما ارتباطهم بالسيدة سارة لانها كانت زوج سيدنا ابراهيم وبعد تزوجه من السيدة هاجر التي كانت اسيرة حرب فان اولاده منها هم عبيد لزوجة ابراهيم عليه السلام. وكان اليهود - غالبا - وراء تلك التسمية لانهم كانوا يعرفون ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيظهر من بين هؤلاء العرب سكان شبه الجزيرة العربية وللعلم فلم تكن السيدة هاجر اسيرة الحرب الا اميرة ابنة ملك ولكنها أسرت في الحرب بين الشمال والجنوب في مصر قبل الوحدة وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على الكراهية للعرب والحقد عليهم.


اما السريان فقد اطلقوا لفظ Taits على جميع العرب، وبخاصة السريان من اهل مدينة الرها Edessa واهل بابل، وربما كان المراد بهذا اللفظ قبيلة طيء التي كانت تقيم في الجبلين «أجأ وسلمى» في الشمال الغربي من نجد على مقربة من مدينة يثرب (المدينة المنورة فيما بعد) ثم انتشروا في جهات مختلفة خارج بلادهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي