يوسف الصميعي: صرح قرآني يخدم كتاب الله على ارض الكويت وبرامجها علمية شرعية ترفيهية تقوم بدعم المحسنين


تعتبر مبرة المتميزين لخدمة القرآن الكريم والعلوم الشرعية احدى المؤسسات الخيرية العاملة والتي برزت في الساحة الإسلامية الكويتية أخيراً ولأنها تحمل رسالة واضحة ورؤية محددة لخدمة القرآن الكريم فقد رفعت شعاراً لها يتردد في كل وقت (فلنملأ الكويت... بحافظ في كل بيت).
ومنذ تأسيس المبرة وهي تبذل جهوداً دعوية وعلمية بهدف زيادة عدد الحافظين لكتاب الله سبحانه وباتقان على ارض الكويت من مواطنين ومقيمين، وتشجيع الأبناء على الاقبال على القرآن كمنهج حياة بالاضافة إلى دعوتهم للحفاظ على اصالة مجتمعهم وهويته الإسلامية ونشر الوعي الشرعي بين افراد المجتمع.
وهذا ما أكده المدير العام للمبرة يوسف سالم الصميعي والذي أشار إلى جملة من الأهداف والوسائل وطبيعة العمل في المبرة، مبيناً ان المبرة تتميز بخبرتها الميدانية في مجال القرآن وتمكنها خلال فترة زمنية قصيرة من تحقيق انجازات طيبة واستطاعت ان توسع دائرة الاستقطاب للكثير من شرائح المجتمع لتحقيق رسالتها، كما اشاد الصميعي بالتعاون المثمر مع مؤسسات الدولة الرسمية وعلى رأسها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي مدت يد العون للمبرة منذ انشائها ولا تزال، وكذلك وزارة التربية التي تنسق معها في خدمة كتاب الله عز وجل، وكذلك المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص والذي كانت له مبادرات في دعم هذا العمل القرآني وآخرها الرعاية السامية لمشروع رحلة العمر لحفظ القرآن الكريم للفتيات لشركة ماس العالمية وشركة منشآت العقارية وشركة صكوك، وكذلك العناية التي وجدتها المبرة من شركة أعيان العقارية بإشرافها على المبنى الرئيسي للمبرة والذي نأمل من الله سبحانه ان يرى النور في القريب العاجل.
وعن الهيكلة الإدارية للمبرة قال الصميعي: ان المبرة تتكون من ادارتين رئيسيتين هما إدارة شؤون القرآن والتي تقوم بدور الاهتمام والعناية بمراكز القرآن التابعة للمبرة من بنين وبنات واليوم ادارة شؤون القرآن تشرف على عدد 6 مراكز للبنين وثلاثة مراكز للبنات موزعة على مناطق مختلفة وتم تجهيز تلك المراكز بأفضل الامكانات والوسائل لتهيئة الأجواء التي تساعد على حفظ القرآن الكريم. كما وان الإدارة تشرف على المشاريع القرآنية السنوية والاهتمام بالطلبة الذين ختموا القرآن وتعمل لهم دورات في الاجازة والسند وعلم القراءات، ولعل من أبرز المشاريع التي تقوم بها المبرة رحلة المدينة المنورة السنوية والتي يشارك بها المتميزون من طلبة المراكز ومن خارجها لحفظ مقدار من اجزاء القرآن الكريم تصل إلى 10 اجزاء تقريباً خلال شهر وكذلك الاعتكاف القرآني السنوي برعاية الحاج عيسى العثمان حفظه الله وبإشراف مشاهير القراء مثل القارئ أحمد العجمي والقارئ أبو بكر الشاطري وكذلك لدينا في هذه السنة مشروع لآلئ لحفظ القرآن باتقان للفتيات ومشروع رحلة العمر في مكة المكرمة لحفظ القرآن كاملاً للفتيات اضافة إلى تنظيم المسابقات القرآنية كمسابقة مبارك الحساوي ومسابقة منصور البعيجان ومسابقة محمد الفليج والتي تساهم في تحقيق رسالة المبرة وكل ما ذكر قد تم تحقيقه ونسعى إلى تحقيق انجازات أكثر تميزاً وخدمة لكتاب الله سبحانه.
اما الإدارة الأخرى فهي ادارة العلوم الشرعية والتي تهتم بالعلم الشرعي ويكون رديفاً لحفظ القرآن الكريم وتسعى الإدارة إلى تقديم برامج ومشاريع شرعية فتم انشاء مركز النهضة وهو يقدم للمجتمع دورات شرعية يحتاجها جمهور الناس وتغطي احتياجاتهم في فهم دينهم وكذلك المركز الشرعي والذي يقوم بتدريس المذاهب الأربعة ويلتحق بهذا المركز الطلبة الذين لديهم رغبة في دراسة مثل تلك المذاهب بصورة علمية شرعية وعلى مدى أربع سنوات.
كما وان ادارة العلوم الشرعية أوجدت ما يسمى بمركز المهارات وهذا المركز يدرس اللغة العربية القرآنية (القاعدة النورانية) وهي تركز على شريحة الأطفال من سن 4 سنوات إلى 9 سنوات اضافة إلى تدريس اللغة الانكليزية وهي بصدد توزيع دائرة المهارات الثقافية والشرعية والتدريبية والحياتية للأطفال ليكونوا بعد ذلك نواة خير لمجتمعهم ولعل من أهم أهداف هذا المركز تأسيس الطفل ليحفظ القرآن الكريم بطريقة صحيحة بعد ان يتقن القراءة بترتيل وتجويد وقد تم انشاء مركزين للمهارات تابعين للمبرة.
ولأهمية التكامل في تنشئة الأبناء والبنات وايجاد عنصر التحفيز والتشجيع في الدورات على حفظ القرآن تم انشاء مركز نادي التميز والذي يحتضن معظم الطلبة التابعين للمبرة في مراكزها من سن 11 سنة وحتى 20 سنة والنادي يقدم رسالة عظيمة وهي ايجاد الشخصية الإسلامية المتوازنة والفاعلة في المجتمع وتكون مؤثرة ولعل حفظ القرآن الكريم هو أساس هذه الشخصية ويكون القرآن لديه منهج حياة وقد تم افتتاح النادي في مطلع هذا العام برعاية نائب رئيس مجلس الأمة محمد البصيري وبحضور كثيف من الجمهور والان النادي يحتضن ما لا يقل عن 220 شاباً والطموح ان يتم افتتاح نادي التميز للفتيات في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.
وقد أكد الصميعي ان المبرة حريصة على ان يتم البناء المؤسسي ليتواكب من المرحلة الحالية والمقبلة وتسعى لاستكمال كل جوانب النقص لديها في الأمور المالية والإدارية والإعلامية، موضحاً ان الجهود التي يبذلها الأخوة في ادارة المبرة جهوداً، جبارة يشكرون عليها، وأضاف قائلاً: ولعل من المناسب في هذا المقام ان نشيد بالدعم المعنوي للدكتور خالد المذكور وهو من الاعضاء المؤسسين في المبرة ونحن بصدد انشاء مجلس الأمناء للمبرة والدكتور خالد المذكور هو رئيس مجلس الأمناء مع مجموعة من الأخوة الفضلاء والذين لديهم حب ورغبة في خدمة القرآن وأهله.
وأشار الصميعي ان المبرة تواجه تحديات كبيرة تحتاج إلى تعاون من الجهات الرسمية والشعبية كافة لتخطي تلك التحديات والتي من أبرزها الدعم المالي لتحقيق اهداف المبرة السامية والدعم اللامحدود لأنشطة المبرة من الأيادي الببيضاء ومن أبناء المجتمع الخيرين، وقال: واليوم تسعى المبرة لسد حاجتها من النواقص المالية بتعاون بناء مع مؤسسي المبرة والداعمين لها في مشاريعها وأولياء أمور الطلاب والطالبات في مراكز المبرة والمؤسسات الشعبية والأهلية وعلى الاخص المقر الرئيسي والذي نحن بصدد تكثيف جهودنا لبنائه ليؤدي دوره في المجتمع.
وختاماً تسعى المبرة لايجاد منظومة التنسيق مع الجهات التي تحمل الرسالة نفسها وتكون هناك شبه روابط لخدمة القرآن والمبرة وحدها لا تستطيع ان تحقق طموحاتها الضخمة لأن الأمر يحتاج إلى تضافر الجهود والطاقات لتحقيق تلك الطموحات والوصول إلى أبعد من ذلك إلى المؤسسات القرآنية على مستوى الخليج والعالم العربي وهذا أمل ليس من الصعب تحقيقه ان وجدت نية صادقة وإرادة ثابتة قوية وتفاؤل في الخير والوصول إن شاء الله إلى مستوى أفضل نقدم من خلاله لمجتمعنا نماذج مشرقة من أبنائنا الأوفيا لدينهم ولوطنهم.