وصايا الخليفة

تصغير
تكبير
عبدالله نشمي

الوصية هي التي نهديها لمن نحب من الناس لأن بها صلاح أمر المسلم فبها ينصلح حال المسلم وبها يتذكر وبها ينتبه لكل ما أوجب الله عليه من حقوق فالوصية هي دلالة على المحبة الصادقة بين الناس وبها يتواصون في حياتهم وإننا لنرى اليوم في واقع حياتنا من قلة النصح وقد ترى الرجل يقبل ما أملاه عليه هواه صاداً عن الحق متبعاً الباطل وخاصة إذا كان في الأمر رجوع إلى الحق وترك الباطل الذي كان يسير عليه أو كان ذلك تهاونا في حدود الله التي حدها وحذر العباد من الوقوع بها والتعدي عليها وهذه وصية من سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب الى خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز لما تولى الخلافة لننظر ما هي وصايا أهل الايمان التي فيها المواعظ والعبر عن الفرات بن سليمان أن عمر بن عبدالعزيز كتب الى سالم بن عبدالله بن عمر سلام عليك فإني أحمد اليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله عز وجل ابتلاني بما ابتلاني به من أمر هذه الأمة من غير مشورة مني ولا طلب لها الأقدر من الرحمن فإذا جاءك كتابي فابعث إلي بكتاب عمر وسيرته وقضائه في أهل القبة وأهل الذمة فإني سائر في سيرته ومتبع أثره والسلام وكتب اليه سالم بن عبدالله بن عمر سلام عليك فإني أحمد اليك الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله تعالى خلق الدنيا لما أراد فجعلها مدة قصيرة ثم قضى عليها وعلى أهلها الفناء ثم انك ياعمر قد وليت أمراً عظيماً فإن استطعت ألا تخسر نفسك وأهلك يوم القيامة فافعل فلا يمنعك من نزع عامل أن تقول لا أجد ما يكفيني من عمله فإنك ان كنت تعمل لله أتاح لك أعواناً وان استطعت أن تجيء يوم القيامة لا يتبعنك أحد مظلمه وما أعظم ما بليت به ياعمر فمن بعثت من عمالك فازجره زجراً شديداً يشبه العقوبة عن أخذ أموال الناس المال المال ياعمر وإنك كتبت اليّ أن أبعث اليك بكتب عمر وسيرته وأن عمر عمل في غير زمانك وبغير رجالك وأنك في زمن تعلم بعد عمل وأني أرجو أن علمت على النحو الذي عمله عمر بعدما بلوت بالظلم أن تكون عند الله أفضل من عمر كما قال العبد الصالح ما أريد ان أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه أن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب هود (88).


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي