6.29 في المئة من أطفال المرحلة الابتدائية في الكويت مصابون بـ «الدسلكسيا»
ماذا تعرف عن مرض «الدسلكسيا» وأعراضه وتأثيراته النفسية والاجتماعية على المصابين به؟
لعل الكويت هي أولى الدول العربية التي برز لديها الاهتمام بهذا المرض او حالات الدسلكسيا ومدت يد العون والمساعدة لانشاء جمعيات أهلية تعنى بالاهتمام بهذه الحالات في العديد من الدول.
وعرف هذا العلم في بريطانيا وأميركا وبعض الدول الأوروبية منذ ما يقرب من 155 عاما، ودخل منذ سنوات إلى الكويت من خلال انشاء غرفة خاصة فيها موظف واحد تابعة لصندوق اعانة المرضى.
وكانت هذه الغرفة هي الخطوة او الانطلاقة الأولى للتأسيس ومن ثم اشهار الجمعية الكويتية للدسلكسيا، بعد ان كان مسماها الرابطة الكويتية للدسلكسيا، وكان اشهار الجمعية في 4 ديسمبر 2005.
ومرض الدسلكسيا يصيب الأطفال منذ الولادة، وهو عبارة عن اختلاف بيولوجي في التركيبة العصبية في المخ يؤثر على قدرات الفرد اللازمة لاكتساب مهارات القراءة والكتابة والترتيب والتنظيم، وتصل نسبة الاصابة به في الكويت إلى حوالي 6.29 في المئة من طلبة المرحلة الابتدائية.
ولكن... لا تنزعج عزيزي القارئ، لأن هذا المرض يمكن التغلب عليه اذا ما تم اكتشافه مبكراً، كما ان أغلب المصابين به، اذا ما تم منحهم العلاج التأهيلي المناسب، يصبحون من المتفوقين، بل والعباقرة، والدليل هو قائمة مرضاه مثل عالم الرياضيات والفيزياء الفذ الألماني المولد والأميركي الجنسية البرت اينشتاين والمخترع توماس اديسون، وليوناردو دافينشي، بل ولاعب الكرة الانكليزي الشهير ديفيد بيكهام.
بالطبع... الأمر يحتاج إلى المزيد من القاء الضوء على «الدسلكسيا» وعلى أعمال ومهام ونشاط الجمعية التي تخصصت في ذلك وكان ومازال لها الريادة على مستوى الوطن العربي.
«الراي» التقت المدير العام للجمعية الكويتية للدسلكسيا أحمد حذيفة، ثم رئيس مجلس إدارة الجمعية محمد القطامي، حيث بدأنا حوارنا مع المدير العام أحمد حذيفة، وسألناه عن كلمة دسلكسيا «Dyslexia» التي قد تبدو غريبة على المجتمع الكويتي أو العربي بشكل عام... ما هو المقصود من هذه الكلمة؟
- قال في البداية أحب ان اوضح ان كلمة دسلكسيا هي كلمة يونانية وان ابسط تعريف لها في اللغة العربية هو الصعوبة في تعلم القراءة والكتابة لاسيما تعلم الاملاء في شكل صحيح، ومن المعروف علمياً ان عسر القراءة غالباً ما يكون نتيجة اختلاف بيولوجي في التركيبة العصبية في المخ ويظهر بين حوالى أكثر من 6 في المئة من الأفراد وينجم عنه مظاهر سلوكية متعددة، وهو يؤثر بصورة رئيسية على قدرات الفرد اللازمة لاكتساب مهارات اللغة المكتوبة والذاكرة ومهارات الترتيب والتنظيم.
• وهل يمكن اعتبار ان مصطلح الدسلكسيا هو مرادف لنقص الذكاء؟
- هذا الكلام غير صحيح تماماً فالدسلكسيا حالة عصبية المنشأ يولد بها بعض الأفراد مثلها في ذلك مثل «عمى الألوان» وهي تعنى ببساطة ان بعض الدوائر الكهربية في الدماغ لا تعمل بصورة طبيعية وتتسبب في صعوبات تعلم بدرجات متفاوتة لكن ليس معنى ذلك ان الفرد المصاب بالدسلكسيا عنده نقص في الذكاء فالفرد الذي يكون دسلكسيك اذا ما استفاد من امكاناته الذهنية استفادة ملائمة فإن يصل إلى اعلى درجات النجاح في المجتمع والدليل على ذلك ان هناك اشخاصاً مشهورين في العالم كانوا مصابين بالدسلكسيا ومع ذلك تفوقوا وقدموا الكثير من النظريات والاختراعات للعالم مثل ألبرت اينشتاين عالم الرياضيات المشهور وليوناردو دافينشي الرسام والمهندس والعالم وكذلك توماس اديسون المخترع الأميركي وحالياً هناك بعض المشاهير في رياضة كرة القدم مثل بيكهام لكن على من يعاني الدسلكسيا تعلم طرق بديلة لاكتساب المهارات التي يسهل على الآخرين تعلمها ويشار عادة إلى هذه الطرق بالطرق متعددة الحواس والشخص المصاب بالدسلكسيا لديه مقدرة عالية في جوانب اخرى فإذا مارس انشطة ملائمة لتركيبة الدماغ فإنه يبدع وخير مثال على ذلك هؤلاء العلماء المشاهير الذين تحدثنا عنهم سابقاً.
• جمعية الدسلكسيا الكويتية بدأت عملها الفعلي منذ زمن طويل الا ان عملية اشهار الجمعية جاء في وقت متأخر نسبياً فما الأسباب التي تقف وراء ذلك؟
- مع بداية التعرف على مشكلة الدسلكسيا رأيت أهمية انشاء جهة أو مركز متخصص يهتم بصعوبات التعلم بشكل عام حيث لم نجد أي هيئة او مركز يهتم بالدسلكسيا سواء في الكويت او في الوطن العربي ولكي نخدم هذه الفئة تم انشاء غرفة ضمن لجنة من لجان صندوق اعانة المرضى ثم الانتقال بعد ذلك إلى مستشفى الطب الطبيعي وكان مسمى الجمعية آنذاك الرابطة الكويتية للدسلكسيا إلى ان تأسست الجمعية الكويتية للدسلكسيا في تاريخ 4 ديسمبر 2005 في مقرها التابع لوزارة التربية في منطقة العمرية.
• ما الجهات الداهمة لجمعية الدسلكسيا الكويتية وهل يمكن ان نتعرف إلى طبيعة هذا الدعم؟
- الجهات الداهمة لنا تتمثل في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ووزارات التربية والأوقاف والتخطيط ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وبعض الافراد مثل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وبعض الشركات مثل شركة المشاريع الكويتية. وهذا الدعم في أكثر الأحوال هو دعم اعلامي نتقدم بخالص الشكر لكل المؤسسات والهيئات والأفراد الذين آمنوا بصدق رسالتنا وأهدافنا وأننا سنستمر بإذن الله في عملنا حتى نحول عالم اطفال الدسلكسيا إلى عالم لا يعرف الفشل والاحباط ولا يأتي هذا بالطبع الا من خلال التكاتف والدعم من الجميع.
• هل يمكن ان نتعرف على أبرز انجازات الجمعية التي قامت بها خلال السنوات الماضية؟
- أهم هذه الانجازات هي الحملة التعريفية على المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة والدراسة الميدانية وحصر المصابين بالدسلكسيا في مدارس الكويت وتفعيل الانشطة والقاء المحاضرات والندوات في المدارس واقامة الدورات التدريبية التوعوية بالتعاون مع معاهد عالية متخصصة في هذا المجال كما تم تجهيز الجمعية بمكتبة تضم كتباً خاصة بالدسلكسيا في اللغة العربية والأجنبية.
وأيضاً من ابرز انجازات الجمعية انشاء لجنة عليا للمعسرين قرائياً بمدارس التعليم العام في الكويت حيث تم انشاء اللجنة بتاريخ 3 اغسطس 2005 برئاسة وكيل وزارة التربية عبدالعزيز الجارالله وهي أول لجنة عليا تقيمها وزارة تربية على المستوى العربي من أجل العناية بهذه الفئة من الطلبة بداخل مدارس التعليم العام. وان من ضمن مهام هذه اللجنة العمل على نشر الوعي بهذه الحالات ضمن مدارس التعليم العام وتوعية الدارسين والاخصائيين النفسيين والاجتماعيين والهيئة الإدارية بالمدارس وكذلك توفير الدورات التأهيلية والتدريبية للمدرسين وتطوير برامج الفرز والتشخيص لحالات العسر القرائي وكذلك البرامج العلاجية التخصصية باللغة العربية مع عقد الندوات وورش العمل واللقاءات المفتوحة لتوعية أولياء الأمور والمدرسين والمعسرين قرائياً بكيفية مواجهة هذه الحالة وكيفية الأرتقاء بالمعسرين قرائياً ومحاولة دمجهم بمدارس التعليم العام.
وبدأت اللجنة العليا للمعسرين قرائياً اعمالها بمشروع المدارس الصديقة للدسلكسيا الذي طبق في بداية الأمر على مدرستين ثم ازداد العدد بعد ذلك ليصل إلى 12 مدرسة ومن المحتمل ان يصل عدد المدارس الصديقة للدسلكسيا في المستقبل إلى 24 مدرسة.
ولا بد هنا ان نشيد بجهود وزارة التربية التي وفرت الاحتياجات الاساسية لتطبيق مثل هذا المشروع والذي يعتبر مشروعاً رائداً على مستوى الوطن العربي.
• كما ذكرتم فإن الجمعية الكويتية للدسلكسيا هي أول جمعية تأسست على مستوى الوطن العربي فما هي المساعدات التي قدمتها الجمعية الكويتية لخدمة بقية أبناء الوطن العربي؟
- من منطلق قول رسولنا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) «حب لأخيك ما تحبه لنفسك» كان تحرك الجمعية الكويتية للدسلكسيا التي لم تألو جهداً في مساعدة الدول العربية حيث شاركت الجمعية الكويتية للدسلكسيا في عدة مؤتمرات في الدول العربية لتقديم الخبرة الكويتية في هذا الجانب كما كانت هناك بعض المساعدات المادية للمساهمة في اشهار بعض الجمعيات في بلدانها، فعلى سبيل المثال تم اشهار الجمعية المصرية للدسلكسيا وكذلك تم تقديم الدعم العلمي للجمعية اللبنانية الا ان الجمعية المصرية هي الوحيدة الفعالة كما ان بعض الدول في طريقها لتأسيس جمعيات مثل الأردن والإمارات وعمان والبحرين وقطر والسعودية حيث شاركت الجمعية الكويتية للدسلكسيا في عدة مؤتمرات في هذه الدول كما شاركنا في مؤتمر إعادة التأهيل العربي الدولي في البحرين حيث عرضت الجمعية الكويتية للدسلكسيا برنامج كوبس العربي لفرز وتشخيص الدسلكسيا المبكر والذي حظي باهتمام واستحسان الكثير من الحضور في المؤتمر كما شاركت الجمعية في المؤتـــــمر الدولي لصعوبات التعلم في الرياض وايضاً شاركنا في مؤتمر الجمعية المصرية لصعوبات التعليم وفي محاضرات توعوية في الإمارات وفي معظم الدول العربية.
• هل هناك تعاون بين جمعية الدسلكسيا الكويتية والمؤسسات والهيئات الحكومية الكويتية؟
- نعم هناك تعاون وللعلم جمعية الدسلكسيا الكويتية هي اول جمعية نفع عام توقع مذكرة تفاهم مع جامعة الكويت حيث تم توقيع تلك المذكرة التي تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق العلمي المشترك والتطوير في المجالات الأكاديمية والمهنية والتدريبية المتعلقة بظاهرة عسر القراءة «الدسلكسيا» وان ابرام مذكرة التفاهم يمهد للتعاون بين الطرفين ويهدف إلى تشجيع الدعم المستمر في المجالات المشتركة بين جامعة الكويت والجمعية وذلك وفقاً للقواعد والنظم المكتسبة لدى الطرفين ومنها التدريب من خلال الاستعانة بالخبرات المحلية والاقليمية والعالمية وفي مجال برامج الدراسات العليا والدراسات البحثية والميدانية وتنظيم الندوات وورش العمل والحلقات النقاشية وتبادل الاستشارات من خلال الاستعانة بالخبراء والمختصين لدى الطرفين وايجاد برامج التوعية الارشادية ودعم اي انشطة اخرى تعود على الطرفين بالفائدة المشتركة وهناك ايضاً مذكرة تفاهم بين الجمعية الكويتية للدسلكسيا والمركز الاقليمي للأمومة والطفولة وان هناك تعاونا كبيرا بين معهد الكويت للابحاِ العلمية وبين الجمعية الكويتية للدسلكسيا ومؤسسة التقدم العلمي.
• هل تتقاضى راتباً نظير قيامك بالعمل في جمعية الدسلكسيا؟
- الحمدلله نحن بخير ولا نطمع في تسلم اي مبالغ لشخصنا وان ما نقوم به هو عمل تطوعي لا نبغي من ورائه الا وجه الله سبحانه وتعالى ولست انا فقط ولكن هناك كثيرا من الأخوة معنا في الجمعية متطوعون ولا يتقاضون اي رواتب وإنما دافعهم إلى ذلك هو حبهم للعمل التطوعي وحرصهم على خدمة أبناء هذا البلد.
• وكيف توفرون رواتب الموظفين والعاملين بالجمعية؟
- بالنسبة لرواتب الموظفين والعاملين فإن الجمعية هي التي تدفع لهم رواتبهم وذلك من خلال ما تقوم به الجمعية من بعض الانشطة والفعاليات التي يمكن ان تحقق من خلالها ما يكفي لرواتب هؤلاء العمال والموظفين.
وانتقلنا في الحوار بعد ذلك إلى رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للدسلكسيا محمد القطامي وسألناه عن «المدارس الصديقة» وكيف يمكن اعدادها لذلك؟
وقال «المدرسة الصديقة للدسلكسيا هي مدرسة عادية وتقوم بتعديل ممارساتها وسياساتها لتوائم احتياجات المعسرين قرائياً. وجاء إنشاء هذه المدارس تلبية لعاملين اساسيين هما: ان نسبة افراد الدسلكسيا موازنة بإعداد الطلبة في المدارس تعد كبيرة نسبياً حيث تبلغ 6.29 في المئة من تعداد الطلبة في المرحلة الابتدائية في مدارس التعليم الحكومي والخاص في الكويت وذلك وفقاً للدراسة المسحية التي قامت بها الجمعية الكويتية للدسلكسيا بالتعاون مع وزارة التربية ووزارة التخطيط ومكتب الأمم المتحدة الانمائي. وهذه النسبة تعنى ان بناء مدارس متخصصة تفي بالاحتياجات الخاصة لهذه الفئة من الطلبة امر مكلف وليس عملياً. والعامل الثاني الذي دعا إلى إنشاء مثل هذه المدارس هو ان المدارس الصديقة للدسلكسيا تسعى وتطبق مبدأ الدمج اي دمج هذه الفئات من الطلبة ضمن مراحل التعليم العام في داخل الفصل العادي حيث ان توجه عمل الجمعية الكويتية للدسلكسيا ووزارة التربية هو مراعاة الاحتياجات الخاصة لاكبر فئة من الطلبة وذلك من منطلق تعميم الفائدة ووصول النفع المستحق والخبير البريطاني نيل مكاي هو اول من استخدم مصطلح «مدارس صديقة للدسلكسيا» وهناك خمس نقاط اساسية يمكن من خلالها للمدرسة ان تشارك بدور فعال وان تصبح بحق مدرسة صديقة للدسلكسيا وهي السياسات والتدريب والتشخيص. بما فيها الفرزوالتقييم والمتابعة ومراعاة احتياجات المعسرين قرائياً واخيراً التواصل مع أولياء الأمور ومعاملتهم كشركاء في العملية التعليمية.
وفي ظل الدعم النشط والتحمس للمسؤولية في وزارة التربية والادارات المدرسية اصبح هناك المزيد من المدارس التي اظهرت رغبتها في الانضمام الى هذا المشروع إلى جانب مدرستي «أروى» الابتدائية بنات من منطقة حولي التعليمية ومدرسة «عبدالمحسن البحر» بنين من منطقة العاصمة التعليمية ولم يكن اعداد هذه المدارس الاوفق خطة زمنية محكمة واستطاعت المدرستان من خلالها تحقيق عدد من المعايير لتستحق التضييف على انها مدارس صديقة للدسلكسيا وتحقيق نتائج ايجابية كبيرة لاسيما من نواحي القراءة والكتابة وتحسين مستوى تدريس الاطفال وزيادة استخدام الاستراتيجيات التدريسية البديلة والمعتمدة في العملية التعليمية.
• كيف يتم اكتشاف حالات الدسلكسيا بين طلبة المدارس؟
- في بداية اهتمام الجمعية الكويتية للدسلكسيا كان لا بد من الاتصال مع وزارة التربية لمعرفة نسبة الاصابة بين الطلبة ومدى حجم هذه الاصابة والتعرف على ابعادها ثم مواجهتها وايجاد وسائل العلاج المناسبة لها وتم ذلك من خلال توفير فريق عمل لاجراء مسح ميداني على طلبة المرحلة الابتدائية في مدارس المحافظات الست ونجحنا في اجراء الدراسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي والذي وفر الدعم اللازم لهذه الدراسة وكانت نتائج الدراسة تشير إلى ان نسبة الاصابة في مدارس المرحلة الابتدائية بنين وبنات تصل إلى 6.29 في المئة.
وكانت هذه الدراسة الميدانية بداية الاهتمام بالاطفال المصابين بالدسلكسيا وباكورة اهتمام بعض الجهات والمؤسسات بهذه الفئة كما انها ابرزت جهود الكويت العلمية والتربوية والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي اهتمام بعض الدول العربية مثل مصر والأردن ولبنان ودول الخليج حيث طلبوا الاستفادة من هذا المسح والتعاون في هذا المجال كماان الجمعية قامت بعرض هذه الدراسة في مؤتمرات عربية ودولية نالت اهتمام واستحسان الخبراء المتخصصين في هذا المجال وخاصة في أميركا وبريطانيا حيث توجد الروابط العالمية للدسلكسيا في هذه الدول.
• ماهي اسعار الدورات التي توفرها الجمعية للأشخاص الذين يعانون من الدسلكسيا وما هي الفئات العمرية القابلة للشفاء بشكل أكبر؟
- اسعار الدورات تتفاوت وذلك حسب نوعية الدورة فهناك دورات مبدئية وهناك دورات تكاملية كما ان هناك دورات مجانية مدعومة من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وان نسبة الاقبال على تلك الدورات المجانية تزداد بشكل كبير عن الدورات غير المدعومة الا ان الدعم في الوقت الحالي توقف وتقدمنا بطلب استئنافه ونأمل بالموافقة عليه وجدير بالذكر ان مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تدعم الكثير من مشروعات الجمعية سواء في مجال استضافة الخبراء الاجانب لنقل الخبرة للكويت وتدريب الكوادر الوطنية او في المشروعات البحثية الأكاديمية التي تؤدي إلى زيادة الوعي بظاهرة الدسلكسيا.
لا شك ان التعرف المبكر على عسر القراءة يجعل عملية تصحيح وعلاج صعوبات القراءة أسهل بكثير ويساعد على تجنب فقدان الثقة في النفس ويحقق الدافع الدراسي والذي يمكن ان يتفاقم لو لم يتم التعرف المبكر على المشكلة وان نسبة النجاح اذا تم التعرف على تلك الظاهرة في المرحلة الأولى الابتدائية تصل الى 80 في المئة أما اذا تأخر الكشف عن تلك الظاهرة إلى مدى متوسط فإن نسبة النجاح تقل لتصل إلى 40 في المئة وان ذلك يحتاج إلى جهد أكثر ومصاريف أكثر.
• ما احدث ما تم التوصل اليه لمواجهة هذه الظاهرة وما هي برامج العلاج المستخدمة؟
- هناك برامج عدة لمواجهة هذه الظاهرة حيث يوجد برنامج فرز من لديهم الاصابة مع بداية دخول الطلاب والطالبات المرحلة الابتدائية ثم تأتي الخطوة الثانية وهي التشخيص للتأكد من التحصيل العلمي للمصابين ومعرفة درجة الإصابة سواء كانت شديدة او متوسطة او خفيفة وذلك بتطبيق اختبار ذكاء مع الاختبار التشخيصي ثم تأتي ا لخطوة الثالثة وهي ايجاد برامج للعلاج والذي يعتمد على مدى الاصابة وما يقترن بها من اعراض أما بالنسبة إلى أهم طرق العلاج فهي التركيز على استخدام الحواس في تلقي المعرفة وادخال المعلومة في ذهن الشخص خاصة ان هؤلاء الاشخاص المصابين بالدسلكسيا لديهم امكانية كبيرة في تلقي المعلومات حيث ان مستوى ذكائهم اعلى من المتوسط احياناً، فإذا ادخلت لهم المعلومة بالاسلوب العلمي الناجح الملائم فإنها تزيد من تحصيلهم العلمي وقد يفوقون اقرانهم في الفصل ودعني اضرب لك مثالاً على ذلك ان الشخص الذي يعاني الدسلكسيا اذا ما تم علاجه بطرق ملائمة وباسلوب علمي فإنه يمكن ان يصل إلى مركز علمي متقدم وهو يتعلق بأحد أولادي الذي يعاني تلك الظاهرة ولكن بعد تقديم وسائل العلاج المناسبة اصبح من المتفوقين واغلب تقديراته جيد جداً وامتياز في الجامعة الاسترالية بعد تلقي العلاج الملائم والمناسب.
• مشاركتكم في العديد من المؤتمرات والقاء العديد من المحاضرات التوعوية بتلك الظاهرة هل يتم ذلك مقابل مادي؟
- الحمد لله نحن منذ اهتمامنا بتلك الظاهرة لم نتقاض أي أجر مادي ولا نطمع في ذلك رغم ان الكثير من الجهات والهيئات الخارجية عرضت تقديم التقدير المادي الا اننا رفضنا بل وطلبنا من القائمين على تنظيم تلك المحاضرات في احدى الدول العربية الا يتم تحصيل اي رسوم من الحاضرين لتلك المحاضرات.
• هل يمكن ان نأخذ فكرة عن برنامج «كوبس العربي»؟
- بشكل مبسط هو برنامج رائد لكشف حالات الدسلكسيا على اسس علمية كما انه رائد في انظمة التقييم باستخدام الكمبيوتر للأطفال بين أعمار تتراوح من 4 سنوات الى أقل من 9 سنوات حيث طبقت النسخة الانكليزية من هذا البرنامج في ما يزيد على 4000 مدرسة في المملكة المتحدة وفي بلدان اخرى من العالم واثبت كوبس العربي صدقه العلمي وقدرته على الكشف المبكر للدسلكسيا ومساعدته للمعلمين في تحديد صعوبات الإدراك الاخرى التي من الممكن ان تواجه الأطفال أثناء التعلم حيث يمكن من خلال فهم نقاط الضعف والقوة ويمكن اكتشاف وتحديد صعوبات التعلم في مرحلة مبكرة ووضع الاستراتيجيات المناسبة للتعلم والتعليم للتغلب على هذه الصعوبات وتجنب الرسوب والفشل وان هذا البرنامج يشتمل على تسعة اختبارات للمهارات المعرفية الاساسية التي تدعم عملية التعلم وتقدم هذه الاختبارات في قالب ممتع وجذاب تستمر كل منها خمس دقائق يظهر للفاحص بالانتهاء منها صورة بيانية لاستجابات الطفل لهذه الاختبارات.
• أخيراً ما مطالبكم من المسؤولين التنفيذيين والتشريعيين؟
- نأمل ان تساند القوانين الكويتية فئة الدسلكسيا فهم فئة ذات احتياجات خاصة حتى يحتويهم المجتمع الاحتواء الملائم كما نأمل ان تؤسس هيئة عليا في الكويت لكي تتكاتف الهيئات في الجهود الموجهة لمساعدة هذه الفئة لكبر حجم المعاناة التي تعانيها الأسر من جراء تلك الظاهرة وان جزءاً كبيراً من علاج تلك الظاهرة يقع على عاتق وزارة التربية التي لا تألو جهداً من تقديم العون والمساعدة وجزءاً يقع على عاتق وزارة الصحة من خلال الكشف والعلاج وجزءاً آخر يقع على عاتق وزارة الشؤون من خلال دعم الهيئات الأهلية وهيئات المجتمع المدني العاملة في هذا المجال.
