«شارع المطاعم»... فسحة وأكلة سحور لطيفة وشهية

u0634u0627u0631u0639 u0627u0644u0645u0637u0627u0639u0645 u0641u064a u0631u0645u0636u0627u0646   (u062au0635u0648u064au0631 u062fu0627u0646u064au0627u0644 u0647u0644u0627u0644)
شارع المطاعم في رمضان (تصوير دانيال هلال)
تصغير
تكبير
| تحقيق ناصر الفرحان


 


قبيل انطلاقة «مدفع الافطار» تستعد المطاعم لاستقبال الصائمين بما لذ وطاب من أكلات شهية... وتظل حالة الاستعداد قائمة حتى اوقات السحور والامساك عن الطعام، والمطاعم في الكويت تكاد تكون في كل شارع، وربما لا يفصل ما بين واحد واخر سوى امتار قليلة جدا تعد على اصابع اليد الواحدة، وبخلاف ما تقدمه من مأكولات الا انها فرصة للالتقاء ما بين الاسر والاصدقاء شباب ونساء وفتيات وكبار في السن، حيث يبحث الجميع عن «الونس» وتفريغ هموم ومشاكل «الدوام».


وعلى الرغم من هذا الانتشار الواسع للمطاعم والمقاهي الراقية في عموم شوارع ومناطق الكويت، يظل «لشارع المطاعم على الخليج مذاقه المميز لدى المواطنين والوافدين معا، ربما «مذاق» يفوق سحره ومتعته على مذاق المأكولات والمشروبات الشهية.


ويظل «شارع المطاعم» في منطقة السالمية هو العنوان المفضل لقضاء الاسرة والشباب والاولاد الصغار «فسحة» و«أكلة» سحور لطيفة وشهية.


«الراي» زارت «شارع المطاعم» وتجولت بين رواده واستمعت إلى ارائهم وانجذابهم إلى هذا الشارع.


يقول فهد فرحان: «اذهب إلى شارع المطاعم في رمضان لتناول طعام الافطار مع بعض الاصدقاء، والاستمرار به حتى السحور». واضاف: «شارع المطاعم غير اي شارع اخر في الكويت، ليس في اكلاته فقط، وانما ايضا في التمشية على شاطئ البحر، حيث ان الخدمة فيه اكثر من ممتازة».


ويتميز شارع المطاعم بتعدد المطاعم فيه، هكذا يقول خالد العازمي ويضيف: «اذا كانت شهيتك تحتاج إلى نوع معين من الاكلات ولا تجدها في احد المطاعم فمن المؤكد انك سوف تجدها في مطعم اخر في نفس الشارع».


وزاد « ازور شارع المطاعم ثلاث مرات في الاسبوع في الشهر الكريم لانه يختلف كليا عن باقي شهور العام، كما يشرف على المطاعم فيه عمالة متخصصة وواعية لتقديم افضل الخدمات».


ويرى طلال يوسف الفيلكاوي ان اغلب الشباب يفضل تناول «السحور» في شارع المطاعم، مشيرا إلى ان «الازدحام في هذا التوقيت هو الدليل على ذلك». واضاف الفيلكاوي: «لا يقتصر الامر على تناول الاطعمة والمشروبات فقط، وانما هناك اشياء اخرى تجذب الشباب للذهاب إلى شارع المطاعم واهمها الاجواء المساعدة على المرح والسعادة في التمشية على شاطئ الخليج والحدائق والزهور والجلسات المريحة في المكان».


من جانبه، اعتبر خالد عبدالعزيز ان «فسحة» الناس في شارع المطاعم هي فرصة «لتغيير الروتين اليومي»، ويقول: «بدلا من تناول طعام الافطار في المنزل او الديوانية، يذهب الشباب في مجموعات إلى شارع المطاعم لتناول الافطار، ثم «الفسحة» في المنطقة، والجلوس على المقاهي حتى السحور، ويساعدهم في ذلك الجو الرائع الذي تتمتع به المنطقة الواقعة على شاطئ البحر».


واضاف: «كما ان التردد على شارع المطاعم من شأنه اكسابك صداقات جديدة وتوسيع دائرة علاقاتك الاجتماعية».


اما مبارك حمد المطوع فقال: «يقضي معظم الشباب اوقاتهم في نهار رمضان في المنزل ما بين قراءة القرآن او مشاهدة التلفزيون، وبعد الافطار يخرجون من المنازل لتغيير هذا الروتين ولا يجدون افضل من منطقة المطاعم حيث يجتمع الاهل والاصدقاء والاحباب».


واضاف: «انا من مرتادي شارع المطاعم، لكن اكبر مشكلة تواجهني هناك هو عدم توافر مواقف سيارات كافية لجميع مرتادي الشارع».


واشار احمد الخلف إلى عدم تردده على شارع المطاعم في الايام العادية الا مرتين في الشهر، ويقول: «في شهر رمضان المبارك يختلف الامر تماما، حيث تتضاعف مرات حضوري إلى شارع المطاعم».


واضاف: «هناك عوامل عديدة تجذب الشباب إلى هذا الشارع ومنها موقعه الاستراتيجي على الخليج العربي واجوائه المنعشة ليلا».


ومن جانبه، اشاد حمد الكندري بنظافة الشارع والمطاعم الموجودة فيه، وقال: «الناس لا تجتمع في هذا المكان من اجل الاكل فقط، وانما هناك مآرب أخرى وخصوصا من الشباب الذين قد يلجؤون إلى معاكسة الفتيات»، ويشير حسين عبدالرازق المتروك إلى تزايد الازدحام في شارع المطاعم بداية من منتصف الليل وحتى السحور، اما مشعل الكندري يقول: «اتردد يوميا على شارع المطاعم، حتى لقبني الاصدقاء بـ «ملك المطاعم»»، واضاف: «اعتبر هذا الشارع بجميع ما فيه هو بيتي الثاني».


محمود عبدالسلام مدير احد المطاعم في الشارع يقول: «يختلف الاقبال في رمضان عنه في اي شهر اخر، حيث يقل الاقبال على تناول وجبة الافطار، وانما ما بعدها يكون الازدحام كبيرا».


ولكن احمد حماد مدير مطعم اخر يقول: «الايرادات في هذا الشهر الكريم اعلى من السنوات الماضية، والازدحام في المكان كان على مدار ايام رمضان». ويرجع ذلك إلى عدم وجود امتحانات ورجوع الناس من السفر.


ويرى خالد نصار ان اقبال الشباب على الذهاب إلى شارع المطاعم غالب ما يكون من اجل معاكسة الفتيات وقال: «اتمنى ان يقوي الله قلوبهم بالايمان وان يبعدهم عن المحرمات».


ويرى محمد التميمي وهو احد الرواد الدائمين على شارع المطاعم ان ما يميز هذا المكان هو المقاهي والمجمعات والحدائق والجو الجميل ويقول: «لا اشعر بطعم السحور الا في شارع المطاعم».


ويتفق معه ناصر بدر ناصر في حلاوة تناول السحور في شارع المطاعم ويقول: «في رمضان احضر إلى هنا يوميا كما ازوره في العطلات والاعياد».


ويأتي محمد الحسن إلى شارع المطاعم لسببين، اولهما: تناول وجبة السحور، والثاني اللقاء مع الشباب، ويقول: «افضل ان يكون هذا الازدحام موجودا كل يوم، ولا يزعجني اطلاقا لانه يتيح التلاحم ما بين الشباب ويخلق اجواء من السعادة والمرح».


وقال محمد يوسف بان «الاكل مع الاصدقاء خارج حدود المنازل له نكهة خاصة والمطاعم عندها كل الاكلات التي ترغب فيها وكأنك قاعد في بيتك حيث تجد مختلف انواع الحلويات والاكلات الشعبية ومعظم المطاعم تدرس بعناية، ماذا يحتاج له الزبون سواء الكويتي او الاجنبي».


اما فريد ابو شقرا وهو صاحب مطعم فقد ذكر بان قائمة طعامنا تأخذ دائما صفة الطبخ البيتي وان قائمة الطعام لا تخرج عن الاطباق المعهودة في الايام العادية كونه يقدم المأكولات الشعبية مثل المطبق والهريسة والمجبوس.


اما مصطفى محمد وهو صاحب مطعم ايضا فقد ذكر بان تقديم القهوة العربية عند استقبال الداخلين للمطعم يعطي جوا جميلا اضافة إلى الديكورات الخاصة بهذه المناسبة مثل الفوانيس الرمضانية او الخيم وغيرها من الامور التي تجعل الزبون يعيش في جو عائلي جميل قد يفتقده في البيت.


وان اعتمادنا على الطلبات الخارجية والبوفيات بشكل كبير والطلب في ازدياد في رمضان والعيد. واما ام احمد فقد ذكرت بان انشغال النساء في العمل والدوام ولضيق الوقت يجعل الاقبال على هذه المطاعم كبيرا خاصة إذا كان الازواج يسهرون في الديوانية لقرابة الفجر وعادة ما يتسحرون في الديوانية فتأخذ المرأة راحتها بان تطلب من المطعم وجبة خفيفة.


اما طارق فاروق وهو مصري الجنسية فقد ذكر بان مشاعر الغربة دائمة طيلة ايام السنة ولعل ساعة الافطار هي التي تشعرني بمرارة الغربة كل يوم حيث اتذكر كيف كنت امضي هذه الساعة وسط الاهل والاسرة وكيف كانت فرحة الافطار معهم ومشكلته انه ليس لديه ادنى فكرة عن طهي الطعام ولذلك فهو يحرص على تناول طعام الافطار والسحور في المطاعم.


اما خالد السكري فقد ذكر بان طعام البيت افضل بكثير من اكل المطاعم ولكن بعض المرات يكون في صحبته الاصدقاء ولذا نذهب للمطعم للاكل معا.


اما ابو احمد فقال: ان زوجته زعلانة وقاعدة عند اهلها وعايش على الله وعلى هالمطاعم» كما يقول ولو الامر رجع اليه فاكل البيت افضل والذ ولكن ما باليد حيلة.


اخيرا يجب ان نعلم بان من مميزات شهر رمضان هي «الجمعة» بين الاهل والاصدقاء وان افطار الصائم له عظيم الثواب ولكن ما وجدناه عند المطاعم من زحمة غير طبيعية وكأنك في يوم عادي يجعلنا نترحم على تلك الايام الجميلة عندما كانت مائدة البيت الكبير التي تجمع شمل العائلة وتأكل من طبخ ام العيال «ورمضان كريم».


 


 


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي