الحكومة تفننت في المجلس والجمهور يغني: «بص... شوف... الحكومة بتعمل إيه»

تصغير
تكبير
| كتب داهم القحطاني |

رغم ارتداء النواب في ختام دورة النائب السابق جاسم الكندري الرمضانية اول من امس للون البرتقالي تيمنا بهذا اللون الذي اجتاحوا به انتخابات 2006، الا ان ذلك لم يشفع لهم فنالوا هزيمة موجعة من فريق الوزراء وشقت الحكومة فريقهم شقا بستة اهداف مقابل هدفين، وتحت عين الصحافة التي قامت بتحكيم المبارة لتتمنى الحكومة حينها ان يتشابه أداؤها الرياضي مع أدائها السياسي.


وهكذا استطاع 3 وزراء اشتهروا بهدوئهم ودماثة خلقهم وهم الشيخ صباح الخالد وعبدالله المحيلبي وعبدالواحد العوضي ان يسقوا نوابا استجوابيين كوليد الطبطبائي وجمعان الحربش واحمد الشحومي كأس الهزيمة ربما انتقاما من الوزراء للوزراء السابقين محمد السنعوسي , الشيخ احمد العبدالله , معصومة المبارك الذي اطاح بهم نواب لعبوا مبارة الامس وربما كي لا يكون هم أنفسهم في يوم ما سابقين.


نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء فيصل الحجي الذي يتولى مهمة تنسيق الفريق الحكومي في البرلمان والذي طالما شاهد هزائم حكومية متكرره في ملعب البرلمان لم يصدق نفسه حينما سأل عن نتيجة المباراة بعد ان أتى متأخرا وقيل له ان الحكومة متقدة بثلاثة اهداف مقابل واحد فكانت ابتسامة سريعة ملؤها الدهشة.


النواب وخصوصا من كان يطرب لسماع الجمهور في القاعة البرلمانية يصفق ويهتف للنواب في استجواب او جلسة ساخنة لم يكن مرتاحا وهو يشاهد الجمهور الرياضي وهو يشجع الوزراء وهم «يتفنون» و«يرقصون» نواب الشعب الى درجة ان شبانا صغارا لا يكادون يفقهون شيئا في السياسة اخذوا يرددون... بص شوف الحكومة بتعمل ايه.


فريق النواب الذي تكون من 7 نواب بلحمهم وكثير من شحمهم وقف مشدوها طوال المباراة امام لعب حكومي نظيف تميز ببرنامج تم تنفيذه موزعا على وقت المباراة لم يترك شاردة او وارده قد ينفذ منها النواب الا وعالجها عبر استعداد مبكر لاي هجمة نيابية او عبر تكتيكات اذهلت الجميع وجعلت مرمى النواب «خري... مري».


ورغم ان النواب وبترتيب من مرزوق الغانم وناصر الصانع تماسكوا بالايدي واطلقوا صيحات مشتركة لبث الرعب ربما في قلوب الوزراء الا ان هذه الصيحات لم تفلح في هز الفريق الحكومي، فالعبرة في الأداء وليس في التهويش وهو ما كان حيث استطاع نجم المباراة رونالدو الحكومة الجديد الشيخ صباح الخالد ان يعزف سيمونفية من الاداء الراقي خلخل فيها وسط ودفاع فريق النواب وجعل حارسي المرمى وليد الطبطبائي وجمعان الحربش يطبقون المثل الشعبي الشهير مع التعديل «مرمى بلا بواب».


وبدأت المباراة ببادرة حسن نية من فريق الوزراء حيث اعطى عبداللطيف الروضان الكرة لفريق النواب الا ان ذلك لم يجد نفعا مع الحماس النيابي، حيث كان الجميع يعتقد ان المباراة ستكون مجرد تمرين سريع يحفل بأهداف نيابية وهو الاعتقاد الذي ترسخ بعد ان قام مرزوق الغانم في الدقيقة الاولى بمراوغة و«تقفيط» كل من واجهه من الوزراء بطريقة برازيلية تعلمها ربما من منتخب البرازيل خلال زيارته الشهيرة للكويت رمضان الماضي , قبل ان يعطي الكرة مقشرة لعلي العمير والذي سجلها على الفور.


«فزة خيول البصرة» النيابية لم تدم طويلا حيث كان ذلك آخر عهدهم بالفوز اذ استطاعت الحكومة عبر عبد اللطيف الروضان ان ترد بهدف سريع وجميل لم يستطع معه حارس المرمى وليد الطبطبائي ان يقوم بحركاته الاستعراضية الشهيرة التي طالما امتع فيها الجمهور في دورات سابقة.


ولم يكد يلتقط النواب انفاسهم عبر محاولات مرزوق الغانم لملمة الصفوف و«هندسة» الهجمات حتى تفاجأ الجميع بلعبة خذ وهات بين السفير الشيخ فيصل المالك واللاعب ونائب رئيس المجلس البلدي السابق عبدالله فليطح تنتهي بهدف للمالك لم يستوعب هو نفسه انه سجله الا حين وجد الكرة تعانق الشباك فرفع يديه لتحية الجمهور الذي حياه بحرارة فاللعبة بالفعل كانت جميلة.


الكرامة النيابية التي اشتعلت بين صفوف النواب لم تجد نفعا فالحكومة بوزرائها ومحافظيها وطاقمها الاداري كانت في برج سعدها،فكان الهدف الثالث والذي دق نواقيس الخطر في فريق النواب فاختفت الابتسامة من على محياهم وبات الحمل ثقيلا على مرزوق الغانم فلا يعقل ان «يتمسخر» فريقه وهو رئيس ناد على يد فريق يضم وزير الشؤون وهو تلقائيا الند الوزاري.


حكم المباراة عبداللطيف النصف قطع وصلة الابداع الحكومية باعلانه انتهاء الشوط الاول فكان الاجتماع النيابي السريع لمناقشة الاخفاق ووضع خطة سريعة توقف الزحف الحكومي وتعيد المباراة الى النواب خصوصا ان الجمهور الذي اصبح يتحول تدريجيا لتشجيع الحكومة من غير ان يبالي بنوابه.


بدأ الشوط الثاني وبدأت معاناة جمعان الحربش مع عبدالله المحيلبي اذ اصبح خطرا يهدد مرمى النواب في حين واصل الشيخ صباح الخالد تألقه في ظل تردي اوضاع النواب فيما عدا محاولات يائسة من مرزوق الغانم لحث زملائه على الصمود والثأر للكرامة النيابية وهي المحاولات التي أضعفها اضاعة احمد الشحومي لهدف محقق , وتمكن المتألق الشيخ صباح الخالد من تسجيل هدف وزاري رابع بحرفنة.


مرزوق الغانم والذي كان قلبه محروقا على ما آل اليه وضع الفريق النيابي استطاع ان يضخ الحماس في شرايين فريقه بعد هدف رائع سجله من منتصف الملعب بتسديدة قوية كان واضحا فيها «اشكثر كان محتر من برود ربعه».


وبينما الغانم يواصل مجهوده الفردي في اصلاح الخلل في الاداء النيابي تفاجأ قبل الجميع بهدف وزاري خامس بتوقيع السفير الشيخ فيصل المالك مرة اخرى جعل الاحباط عنوانا لفريق النواب، خصوصا ان الجمهور في هذه اللحظة تحول جميعه لتشجيع الوزراء فهو في النهاية يريد اللعبة الحلوة ويهمه من يحقق الاهداف لا من يستعرض مهاراته من دون نتيجة.


المأساة النيابية لم تقف عند هذا الحد اذ واصل فريق الوزراء أداء مهمته بنجاح من دون الاهتمام بمقدار الخسارة النيابية ففي اللعب كما في السياسة هناك فصل في السلطات فتواضع أداء النواب مرده النواب أنفسهم، فلاعبو الحكومة في مباراة اول من امس , وربما في العمل السياسي , لا يتفوقون الا حين تكون هناك ثغرات في المراكز النيابية.


الهدف السادس الذي اوصل النتيجة لنصف درزن وزاري في مرمى النواب كان بتوقيع عبدالله فليطح ووسط ذهول من الجميع حتى الوزراء انفسهم الذين لم يتصورا ان الصيحات النيابية التي سبقت بداية المباراة لم تكن سوى جعجعة لم ير بعدها طحينا كما يقول المثل الفصيح.


انتهت المباراة الرياضية بفوز مستحق للحكومة على المجلس وبفارق يعتبر فضيحة بكل المقاييس خصوصا في ظل النتائج المتقاربة بين الطرفين في السنوات السابقة.


وهكذا قدمت الحكومة درسا لا ينسى للنواب الذي اعتقدوا ان الكرة في ملعبهم ليتفاجأوا هذه المرة ان الكرة بالفعل كانت في شباكهم...... لا ملعبهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي