فنون إسلامية المشربيات

تصغير
تكبير
مهندس جادالله فرحات

> هل لاحظت وأنت تسير في شارع المعز بالقاهرة، أو أحد أزقة بغداد، أو داخل المدينة القديمة بمراكش تلك المشربيات الخشبية التي تطل على الشارع في هندسة رائعة. انها زخرف خالص من العرائس التي تشد بعضها، في الليل ينعكس من بين فتحات العرائس مساحات النور الصغيرة فاتنة وجميلة. عليك أن تعرف وأن تسير عبر هذه الشوارع أن للعمارة الاسلامية طابعاً خاصاً وفريداً، من مميزات هذا الطابع وجود المشربية في البيت الاسلامي.


لقد كان على المعماري المسلم أن يضع في اعتباره عند انشاء البيت أن يجد حلاً لمشكلات عديدة منها ما هو ديني، مثل ضرورة عدم انكشاف المرأة للغرباء، وبقاء خصوصية البيت بعيدة عن الفضول. ومنها ما هو ناتج عن طبيعة البلاد الحارة، كمشاكل التهوية والاضاءة واستقبال الشمس واطلال النساء على الشوارع دون انكشافهن، وهي مشاكل لم تستطع النافذة الوفاء بحلها.


لذا كان اختراع المشربية حلا بديعا وجميلاً لكل هذه المشاكل. لقد غطى المصمم المسلم فتحة النافذة بمخمل من الخشب الدقيق يعمل على توزيع الضوء والظل، وكانت المساحة التي تغطيها هذه المشربيات تفوق عادة مساحة النافذة العادية. وكما كانت المشربيات تطل على الشوارع كانت تطل ايضاً على صحن الدار الداخلي، وهو المصدر الرئيسي للتهوية والاضاءة، وبذلك كانت تتيح التهوية والاضاءة الحانية الرقيقة، كما كانت تحجب السيدات دون ان تحرمهن من مشاهدة ما يجري في الشارع أو ما يقام في صحن البيت من حفلات وغناء.


 إمام وخطيب

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي