ورد وهيل .. على شاشة «الراي» المرح والمعرفة والاسترخاء الرمضاني
قليلة هي البرامج التلفزيونية التي تعلق في ذاكرة المشاهد الى الدرجة التي تجعله في انتظار موعد بثها، خصوصاً في ظل التزاحم الذي تشهده ساحة البرامج الرمضانية التي تبثها القنوات الفضائية .
ومن بين تلك البرامج التي بدأت بصمتها تترسخ شيئاً فشيئاً منذ أيامه الاولى هو برنامج المسابقات اليومي «ورد وهيل» الذي يقدمه نواف القطان على قناة الراي الفضائية، حيث أثبت قدرة متميزة في التعامل مع كاميرا «متأرجحة» وقدرة هائلة على استنباط التعليق المناسب بشكل سريع ولبق أثناء حديثه مع المتصلين على البرنامج وهذا، بلا أدنى شك، ينم عن امكانية لا يستهان بها في سرعة البديهة وقوة الملاحظة التي يمتلكهما مقدم البرنامج .
يبدو أن البرنامج قد تبنّى استراتيجية ذكية لتوفير جرعة معرفية معقولة للمشاهد دون أن يفسد عليه لحظات الاسترخاء التي يعيشها أثناء الأماسي الرمضانية، حيث كانت الحلقات الاولى من البرنامج تطرح اسئلة في غاية البساطة ولا تحتاج الى الكثير من التفكير، إلا أن تقادم الحلقات كان كفيلاً باستدراج المشاهد الى الجديّة في طرح الأسئلة التي تحمل معها قيمة معلوماتية أكثر خصوبة مع الاحتفاظ بأجواء المرح التي يتمتع بها البرنامج . كذلك مع استمرار مقدم البرنامج نواف القطان في «تغشيش» المتصلين وتسريب الاجابة لهم بطريقة حاذقة جداً، مما يمنح البرنامج افقاً واسعاً من الالفة والحميمية .
حلوه نواااااف .. حلوه
على نحو سريع أصبح للبرنامج اصدقاء دائمون يتواصلون مع البرنامج بشكل شبه يومي ومن دول خليجية وعربية مختلفة تجمعهم رائحة الهيل وألوان الورد بعد أن فرقتهم الصراعات السياسية والمذهبية .
وأكثر ما لفت انتباهي هو تواصل المشاهد ( رعد ) وأصدقاؤه من البصرة وهم يهزجون اثناء تجاذب الحديث مع مقدم البرنامج (حلوه نواااف، حلوه ) وهي اهزوجة اعتاد العراقيون على التغني بها أثناء تشجيعهم لفرق كرة القدم .
رعد وأصدقاؤه وجدوا في برنامج «ورد وهيل» فرصة لتنفس هواء لا يحمل رائحة الموت ولا دخان المخخات .. وجدوا فسحة آمنة توفر لهم شيئاً من المرح والشعور بالحياة بعيداً عن هاجس الرعب الذي يعيشونه كل يوم .. وجدوا ملاذاً لا يعرف طريقه الملثمون .
ومن خلال هذه النافذة، نقول لاسرة برنامج « ورد وهيل « ومقدمه نواف القطان .... حلوه نواف، حلوه .
