باسم الدين يمكنك التمتع بحياتك


بلا شك ان بعض من يتعامل مع الدين الاسلامي كوسيلة لكسب الاموال سواء بإنضمامه كعضو في الجمعيات الدينية لكل الطوائف او في الاعلام كالظهور التلفزيوني في البرامج التي درجنا على رؤية الصالح والطالح وهم جلوس في الاستديو ليتحدثوا بأمور الدين والدنيا وليفقهوا الناس بما يخفى عليهم، ولا شك ان اكثرهم مفيدون للبشرية المسلمة والتي تقف حائرة امام سؤال لا تجد له جوابا، فيتكفل رجل الدين بالاجابة بحسب رؤيته واحيانا تكون الاجوبة صحيحة معتمدة على صحيح الدين واحيانا تعج بفوضى الفتاوى.
ومن متابعتي الحثيثة عبر سنوات طويلة للبرامج الدينية امام شاشات الفضائيات، اصبحت بحكم الخبرة اعرف شيخ الدين الجيد من الشيخ الاخر «الجمبازي» الذي يتمصلح باسم الدين، والاخير تحدوه الرغبة في الشهرة ولو على حساب الصدقية الدينية، اوتشعر ان هذا الرجل الذي اصبح فجأة مفتيا دينيا يقول اي شيء، لان الساحة فارغة ولان لا وجود لمعايير واشتراطات شرعية لتكون بشهادة صادرة من جهات دينية عليا، تسمح لك بالحديث باسم الدين، وبلا شك ان هذا هو السبب الاصلي لفوضى الاراء والفتاوى الدينية من رجال لا نملك اي معلومة عن خلفياتهم الدراسية والشرعية في التبحر باسم الدين. هذا الامر جعل الكثيرين ممن يعتمدون على برامج التلفزيون يصدقون ما يقوله شيخ الدين التلفزيوني، مع انه بالرجوع الى المصادر الشرعية الموثقة والعودة لرجال دين افاضل لهم تاريخهم في هذا المجال سيكتشفون ان مايقوله شيخ التلفزيون ما هي الا من بنات افكاره واجتهاداته الشخصية بحسب رؤيته هو، وليس حسب رؤية مراجع أصيلة في الدين الصحيح.
من هؤلاء الذين ظهروا في هذا الشهر المبارك، رجل شكله وقور يتزين بكل ملامح شيخ الدين الاصيل من سماحة وجه ولحية مهذبة وصوت هادئ «وهي للعلم اصبحت من عدة النصب لدى البعض ممن يتمسحون باسم الدين» قرر شيخ الدين التلفزيوني الذي يظهر على احدى الفضائيات المحلية ، تصوير ثلاثين حلقة عن «قصص الانبياء» في الاماكن التي صارت احداثها في عهودهم، فقصص الانبياء اراد متابعتها في مواقعها الحقيقية، وهذا فعل حميد شدني وزوجتي وابنائي وبناتي لمتابعه على احدى القنوات الفضائية المحلية.
وتمنيت للقناة الفضائية المحلية ان يجزيهم الله عنا كل خير، لانهم قرروا ان يصرفوا كثيرا من الناحية المادية من حيث كلفة التنقلات سواء بالسيارة او بالطائرة الى جانب نقل فريق عمل كامل «بستافة» من مصورين ومهندسي الاضاءة والصوت ومساعدي المخرج والمخرج نفسه للصرف على هذا العمل الذي يحتاج الى تنقلات الفنادق غير مصروف الجيب اليومي ليتنقلوا - كما توقعنا - بين مدن المملكة العربية السسعودية مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والحجاز و بعض المدن السعودية الاخرى اضافة الى اليمن، وهذه المواقع في هذه البلدان الانفة الذكر تتكون جغرافيتها البيئية من صحراء لا نهائية واجواء شديدة الحرارة والجفاف او حرارة شديدة مع رطوبة شديدة صيفا، اي انها بيئات صحراوية جافة ، تحملها الانبياء العظماء الذين ارسلهم الله جلت قدرته لهدي البشرية جمعاء . اما في الشتاء فاجواؤنا برد جاف وقارص وشح في المطر . جعل الله للفضائية المحلية وللشيخ الديني في ميزان حسناتهم على هذه التكلفة المالية الباهضة ...، لكن هيهات ان تصدق هذهالامور الموعودين بها، وشوف اللي ما ينشاف من هذا شيخ الدين الذي تحملت القناة الفضائية بالصرف على برنامجه عن قصص الاولين، ظهر لنا واقفا قرب البحر ويبدو انه تم تصويره في لبنان، فمن اين له هذا المصدر التاريخي الذي يقول ان احد الانبياء ولد على بحر جونية مثلا ... او اي نبي ولد قرب البحر. وانبياء الله ولدوا وعاشوا في شظف من العيش في اجواء قاسية ...
هل هذا التكسب باسم الدين واستغلال كرم الفضائية المحلية هو ضرب من سلوكيات المؤمن او من ... «نصب» بعض الرجال الذين حشروا اسمهم باسم الدين .واستغلوا الفضائيات بأوهام باسم الدين ليتصوروا قرب اجمل بحار العالم . رغم ان الرسالة كان يمكن ايصالها، وبشكل أبلغ واقل كلفة كثيرا، من خلال التصوير داخل الاستديو .