بشير السباعي يترجم بودليير... وآفاق تصدر «سئم باريس» بالعربية

تصغير
تكبير

|   القاهرة - من ايهاب كامل   |


 


احتفلت مكتبة آفاق المصرية.. بصدور ترجمة ديوان الشاعر الفرنسي شارل بودليير... «سئم باريس» الذي ترجمة للعربية بشير السباعي... وشارك في الاحتفالية الشاعران أحمد عبد المعطي حجازي وعبد المنعم رمضان.


حجازي عبر عن سعادته بهذه الترجمة وقال: «إن قصائد الديوان تتميز بأنها ليست طويلة ولا قصيرة، وهي تعبر عن نوع الافتتان العميق المعقد والعصري جدا بمدينة باريس لا باعتبارها مدينة جمالية ولكن باعتبارها مدينة حية حقيقية وحافلة بكل ما في الحياة الانسانية من جمال وقبح وخير وشر.


وقال: باعتبار أن كل طرف من هذه النقائض لايوجد من دون الطرف الآخر وخصوصا في الوعي الحديث... الذي يتميز عن الوعي القديم الذي يعتبر كل ما هو مثالي وحدة قائمة بذاتها، وبالتالي فهناك فاصل قاطع وحاسم بين ماهو مثالي وما هو وقتي وعابر ودنيوي.


وأضاف: إن الوعي الحديث أصبح كل شيء فيه دنيويا، ومزيجا بين ما هو دنيوي وما هو مثالي، وقد أراد بودليير أن يعبر في ديوانه «سئم باريس» عن وعي جديد في لغة جديدة ولذلك اختار قصيدة النثر، وإن كان قد اختتم الديوان بقصيدة موزونة ومقفاة على غرار ما جاء في ديوانه «أزهار الشر» الذي يتميز بأن جميع قصائدة مقفاة، وقارئ «أزهار الشر» يستطيع بسهولة أن يعرف أن صاحب «سئم باريس» هو بودليير ويرجع ذلك إلى ما يسمى بالنفس الشعري الذي يتميز به كل شاعر ».


أما الشاعر عبد المنعم رمضان... فقد أشار إلى أنه عرف بودليير عن طريق الترجمات العربية القديمة المختلفة، مثل التي قام بها «إبراهيم ناجي وعبد الرحمن صدقي».


وطرح رمضان عددا من التساؤلات منها ما هو سر ترجمة بودليير الآن، وهل كان حال اللغة العربية في الخمسينات مثلا يسمح بترجمة «أزهار الشر» ولم يكن يسمح بترجمة دواوين أخرى.


ولماذا يركز المترجمون دائما على كتاب بعينه للمبدع ويهملون كتبه الأخرى؟


وقال: «أعتقد أن اللحظة التي ترجم فيها بشير السباعي ديوان، «سئم باريس»، كانت هي اللحظة الملائمة لصدور هذه الترجمة، فالثورة التي تعيشها قصيدة النثر الآن وحدها هي القادرة على احتمال «سئم باريس» ولذلك تأخرت الترجمة كل هذه المدة».


وانتقد رمضان بشدة المقولات من نوع «أن الترجمة هي خيانة للنص الأصلي» وقال «إذا اعتمدنا هذه المقولة فإن ذلك يعني موت النص، وكل ترجمة تعتبر تأويلا وقراءة جديدة للنص وحتى النص الديني نجد أن هناك نصا أول ونصوصا أخرى إلى جانبه، وإذا اعتبرنا أن الترجمة هي خيانة للنص فيجب أن نعتبر الكتابة أيضا نوعا من أنواع الخيانة».


وعن بودليير قال رمضان: «إنه يمثل لحظة من لحظات التحول المليئة بالتناقضات، فهو مثلا يحب الموت بشدة لأنه يجسد فكرة العدم المطلق، وفي الوقت نفسه يكره فكرة الموت لما يعقبه من كوارث، كما أنه يعتبر تابعا لـ «المدرسة الرومانتيكية» فهو يعلي من شأن العقل على حساب القلب ويلعب في منطقة التحولات».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي