عودة الحركة في أروقة البورصة تعكر هدوء الأجواء الرمضانية
كونا - اختلف سيناريو التداولات داخل قاعات التداول في سوق الكويت للاوراق المالية كثيرا في اليوم الـ12 من شهر رمضان، عما كان عليه الحال منذ اليوم الاول، حيث انتقل المشهد من هدوء الاجواء الروحانية والضغوط النفسية الى ارتفاع همهات المتداولين ايذانا بعودة الحركة الى فورتها الطبيعية، وهو الامر الذي اتضح في القرارات الاستثمارية للمتداولين بل ولمديري المحافظ والصناديق. وجالت «كونا» بين أروقة السوق لتطالع عن كثب أحوال المتداولين في هذا الشهر الفضيل فما بين متداول منشغل بالسبحة التي بين يديه واخر يطالع الجريدة ومجموعة اتخذت من ركن بعيد عن القاعة الرئيسية مكانا للحديث عن بعض الامور وعيونهم تطالع شاشة عملاقة على بعد 15 مترا وشفاهم تكاد تخرج كلاما محدودا حول آلية التداول والاسهم ذات الاهتمام. الامر نفسه انعكس على القاعة النسائية والتي بدت للوهلة الاولى أكثر حيوية عن القاعة الكبرى التي كانت قبل شهر رمضان تعج بأصوات المتداولين وصياحهم وتفاعلهم مع صعود السوق حيث انعكس الحال بين المتداولات اللواتي انشغلن في البحث عن فرص استثمارية بين أسهمهن المفضلة ما يعني انهن تغلبن وبسرعة على الضغوط النفسية جراء اداء فريضة الصوم. واللافت في يوم البورصة القصير جدا ان هناك تفاوتا بين تأثير الصيام بين شرائح المستثمرين حيث كان الشباب من اكثر الفئات التي كانت شبه غائبة عن تواجدها البشري بين المتداولين في القاعات ما يعني ان شريحة كبار السن هم من يفضلون التواجد في القاعة لمتابعة حلالهم عن قرب. وبفضل ادارة البورصة التي خصصت بعض الممرات في الطابقين الارضي والاول ووضعت أجهزة كمبيوتر للمتداولين الذين عادة ما يميلون الى الهدوء كان المشهد مختلفا تماما حيث كان واضحا غياب بعض المتداولين المعروفين بالاسم فيما بينهم بل من يغيب عن مكانه لا يستطيع احد الجلوس على مقعده احتراما لصاحبه وفق عرف الصداقة وتفاؤلا او تشاؤما لما سيكون عليه تداول اليوم. ومن داخل قاعات التداول وخلف الحوائط الزجاجية التي تلف أركان السوق تطل المشكلة الازلية التي تؤرق معظم المتداولين والتي تتمثل في مواقف السيارات حيث لم تخل احاديث المتداولين يوميا عن نوادر ركن السيارات نظرا لتقليص ساعات التداول عما كانت عليه قبل حلول شهر رمضان ما فاقم المشكلة.
وقال رئيس مجلس الادارة في شركة اثمان الاستثمارية بدر بوراشد ان تداولات السوق في شهر رمضان كما هي منذ فترات وهي عادة مايشهد فيها الاسبوع الاول فترات من الهدوء والترقب ثم تنشط مرة ثانية بعد اعتياد المستثمرين على نمط التعاطي مع الشهر الفضيل. واضاف بو راشد «لكن هذا الهدوء يعود مرة جديدة بسبب الاجواء الروحانية في نهاية هذا الشهر والتي تؤدي الى اعتكاف شريحة كبيرة من المستثمرين ما يمنعهم من الذهاب الى السوق أو متابعة مجريات التداولات».
ووسط المتداولين دارت نقاشات عديدة بين صغار المستثمرين حول يوم التداول في البورصة، وقال المستثمر مشعل محمد السبيعي ان طبيعة التداولات هادئة على الرغم من ان الضغط النفسي يلعب دورا محوريا في قرارات المتداولين بسبب المدة القصيرة للتداولات ما يعني ان هناك شيئا سيئا في انتظار المستثمرين الذين يهرولون الى السوق بغية التركيز في حركة السوق ولكن فترة الساعتين لا تمهل الكثير من اخذ قرار الشراء أو البيع. ودعا المستثمر بدر الخالدي ادارة السوق الى اعادة النظر مرة ثانية في المقترح الذي قدمته مجموعات من صغار المستثمرين لاعتماد جلسة مسائية في رمضان عوضا عن الجلسة الصباحية التي تكون فيها بعض مزاجيات المتداولين على غير ماهي معتادة في أيام التداولات العادية. ومن قاعات التداول الى شركات الوساطة المالية التي تتحمل عبئا اكثر من الايام العادية نظرا لتقليص الفترة ما يزيد الضغط على الاوامر التي يتم تنفيذها للمتداولين ومنها يقول الوسيط المالي ميثم الشخص «بالفعل هناك جهود مضاعفة على الوسطاء ولكن الزملاء اعتادوا على ذلك منذ فترة كبيرة». واضاف «من ينادي بتغير نمط الجلسة من صباحية الى مسائية ماهي الا فتاوى بين صغار المستمرين دون دراية من ان اعتماد سعرين لسهم ما في يوم واحد لا يفيد المستثمر أو من يقوم بتقييم حركات التداول بدليل ان السوق السعودية رأت في الجلسة المسائية ما يضر حركة ومصالح المتداولين ما دعاها الى الغائها فكيف الحال في الكويت».