من عباقرة الاسلام / ابن وافد

تصغير
تكبير
هو ابو المطرف عبدالرحمن بن محمد بن عبدالكبير بن يحيى بن وافد اللخمي، من اهل طليطلة، رحل إلى قرطبة، فلقي هناك الزهراوي واخذ عنه علم الطب، كما كان فقيها عالما بالعقاقير، والادوية المفردة، وعالما بالفلاحة، عارفا بوجوهها. درس ابن وافد كتب ديسقوريدس وجالينوس، وذكر ابن جلجل ان ابن وافد اجاد في كتابه عن الادوية المفردة، ما يعد اسهاما مفيدا للعلماء ولطلاب الطب والعقاقير، ورتبه احسن ترتيب. ويذكر ابن ابي اصيبعة فيقول، ان ابن وافد، كان من اشراف الاندلس، ومن ذوي السلف الصالح، عمل وزيرا، واستوطن طليطلة ايام ذي النون، وكان واسع الثراء، توفي عن ثمانين عاما قضاها في الدراسة والبحث في علوم الطب والنباتات والصيدلة. يشير ابن صاعد الاندلس في كتابه «طبقات الأمم» ان ابن وافد عني «عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهمها، ومطالعة كتب ارسطو طاليس وغيره من الفلاسفة وتمهر في علوم الادوية المفردة حتى ضبط منها ما لم يضبطه احد في عصره، والف فيها كتابا جللا لا نظير له، جمع فيه ما تضمنه كتاب ديسقوريدس وكتاب جالينوس المؤلفين في الادوية المفردة ورتبه احسن ترتيب وهو مشتمل على خمسمئة ورقة. وقال: واخبرني انه عانى في جمعه وحاول ترتيبه، وتصحيح ما ضمنه من اسماء الادوية وصفاتها واودعه اياه من تفصيل فحواها وتحديد درجاته من عشرين سنة حتى كمل موافقا لغرضه مطابقا لبغيته». تولى ابن وافد غرس جنة المأمون بن ذي النون الشهيرة في طليطلة، امام «حديقة الملك» حيث يوجد اليوم قصر «غاليانا» المحتوي على ابنية عربية قديمة، فهو الحديقة القديمة التي غرسها ابن وافد، وغرس فيها ايضا نباتات غريبة على سبيل التجربة، وفي هذه الحديقة نصب «الزرقيال» ناعورة مياه وساعات مائية. وفي الجانب الشرقي من هذه الحديقة، غرست نباتات الشرق الأدنى، كما شاء ابن وافد. ولابن وافد كتاب مهم في الفلاحة، لم يعثر عليه بعد، مجموعا، وان افاد بعض المستشرقين انه هو نفسه المترجم إلى اللغة القشتالية، او ان بعضه هو الموجود باسم ابن توفيت، في مكتبة كاتدرائية طليطلة. ومن هذه المتقطفات، وما افيد عن كتاب ابن وافد في الفلاحة، قسم كتاب «علم الفلاحة عن المؤلفين العرب بالاندلس» مضمونه إلى الابواب التالية. ومن كتب ابن وافد ايضا: «كتاب الأدوية المفردة، كتاب مجريات في الطب، كتاب تدقيق النظر في علل حاسة البصر، كتاب الغيث، كتاب الوساد في الطب».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي