السبيل


خلال العصر المملوكي دخل الى حياة الناس في مصر نوع من المباني هو (السبيل) فقد كان الحكام عندما يقيمون مسجداً للصلاة يضيفون اليه عمارة صغيرة ليشرب عنه. وقد تطورت عمارة (السبيل) وبدأت تستقل عن المساجد واصبحت تخصص الدور العلوي فيها لتدريس الاطفال واطلق على هذه المدارس اسم (الكتاتيب) وخلال الحكم العثماني في مصر استقلت عمارة السبيل تماماً واصبحت قائمة بذاتها يقيمها الأغنياء كجزء من عمل الصالحات التي تقربهم لله. وجميع الاسبلة لها نوافذ يستطيع السابلة أن يمدوا أيديهم من خلال المعدن المشغول الذي يغطيها ليشربوا من مياه البئر.
وقد تميزت عمارة السبيل في العصر المملوكي بواجهاتها المستقيمة بينما اتخذت شكلاً منحنياً خلال العصر العثماني ثم التركي ثم محمد علي... أما الاحواض فهي عادة من الرخام المنحوت بزخارف بارزة والاسقف زخرفت بماء الذهب ومازالت بقايا هذه الزخارف موجودة للآن ولكن مع تزايد سكان القاهرة وارتفاع مياه المجاري في باطن أرضها ومع انتشار مياه الشرب من خلال الأنابيب انتهى دور السبيل واصبحت عمارته مجرد قطعة من الآثار، يأتي السياح من الخارج لمشاهدتها.
أشهر أسبلة القاهرة
يتجاوز عدد الأسبلة في العاصمة المصرية نحو 200 سبيل ومن الملفت للنظر ان عدداً كبيراً منها أنشئ من قبل نساء بل تسابقت المرأة المسلمة في انشاء الأسبلة باعتبارها خيرية الفعل.
ومن أشهر الاسبلة التي أنشأتها النساء سبيل «أوده باشي» ويرجع تاريخه الى 1084هـ، ويقع في شارع باب النصر وسبيل أم عباس وسبيل الست صالحة بدرب الجماميز وكذلك سبيل رقية دودو بشارع سوق السلاح الذي بني عام 1174هـ وسبيل الست نفيسة البيضا زوجة مواد بك وأنشئ عام 1211هـ.
ومن اسبلة القاهرة المهمة سبيل الأمير عبدالرحمن كتخذا هذا الرجل الذي تكاد تصل رسالته في رعاية الفن المعماري الى أهمية رسالة آل المديتش في فلورنسا فهو صاحب الروائع المعمارية في مسجد السيدة زينب وقبة الامام الحسين ويقع سبيل الأمير كتخدا في شارع المعز بقلب القاهرة القديمة.
ومن الاسبلة الشهيرة ايضاً سبيل ابراهيم بك الكبير والسلطان مصطفى بالسيدة زينب ورقية دودو في سوق السلاح حسين الشعيبي ونفيسة البيضاء وجنبلاط وأم أحمد باشا والشيخ صالح أبوحديد في منطقة الناصرية وسبيل الأحمدي الذي يقع مقابل الجهة الشمالية الغربية من مسجد سيدي أحمد البدوي.