| عبدالعزيز صباح الفضلي |
بعد الانقلاب العسكري الذي قام به السيسي ضد الرئيس مرسي - أول رئيس مصري منتخب في تاريخ مصر - يمكننا أن نضع مجموعة من الأفراد والمؤسسات والأحزاب في الميزان ومنها:
حزب النور: هذا الحزب يصلح أن يعمل في المساجد والأعمال الخيرية لا أن يدخل في السياسة، وهو حزب أثبت أنه يبحث عن المصلحة الشخصية لا المصلحة العامة، وأنه متناقض في مواقفه، ففي الوقت الذي يُحرّم فيه الخروج على الحاكم تجده يشارك في الانقلاب على الرئيس الشرعي مرسي، وهو حزب قد احترقت أوراقه وقد شكا رئيس الحزب على الجزيرة من غدر حلفاء الانقلاب وتنصلهم من تعهداتهم.
المفتي المستخبّي: ونقصد به شيخ الأزهر وهو مثال على استغلال الدول للرموز الدينية في صراعها مع الشعوب، فتستخدمها وقت الحاجة ثم ترمي بها بعد الانتهاء منها، فقادة الانقلاب والمشاركون به لا يؤمنون بالحريات الدينية او تدخل الدين في الدولة، لكنه لإضفاء الشرعية على انقلابهم جاؤوا بشيخ الأزهر لإكمال المسرحية، وبعد مجزرة الحرس الجمهوري، يصرح شيخ الأزهر بأنه سيعتزل في بيته، ونقول هذا لا يبرئ ساحتك.
الإعلام المصري: أثبت معظمه أنه إعلام غير منصف، ولا يحترم الآخرين في إبداء رأيهم، وبأنه يتكلم بلسان من يدفع أكثر، بدليل عدم نقله للمليونيات التي تؤيد الرئيس مرسي، واعتراضه على تواجد مراسل قناة الجزيرة في المؤتمر الذي عقده الجيش والشرطة للحديث عن مجزرة الحرس الجمهوري، كما قاموا بقطع الاتصال عن المتحدث باسم وزارة الصحة عندما بين حقيقة المجزرة وبأنها جريمة متكاملة الأركان، فعن أي حرية رأي يتحدثون؟
الجيش المصري: له الاحترام والتقدير عند جميع أطياف الشعب المصري، لكنهم يرفضون تدخله في الشأن السياسي، ويطالبون بأن يكون سلاحه موجه إلى أعداء الوطن لا إلى صدور المصريين، وأن يقف مع جميع الشعب، لا أن يناصر فئة دون أخرى، فهل يعود الجيش مرة أخرى إلى ثكناته؟
السيسي: قائد الانقلاب الذي عض اليد التي امتدت له، وخان عهده ولم يوف قسمه، وأدخل مصر في حقبة لا تحمد عقباها، ودمر حلم المصريين في التخلص من الحكم العسكري الذي جثم على صدورهم لأكثر من 60 عاما، وللأسف فقد اختار السيسي أن يسجل اسمه في أسوأ قوائم التاريخ، وأبشره بأن حكم العسكر لن يستمر بإذن الله، وسيجازيه الله بمثل فعله.
الإخوان المسلمين: أثبتت هذه الجماعة قوة ترابطها وتماسكها حتى في أحلك الظروف، وبقدرتها على تلقي الصدمات، ثم الانطلاق إلى الأمام من جديد، ويدل على ذلك قدرتها على حشد الملايين المؤيدة للرئيس في مختلف الميادين ما ساهم في إفشال مخطط الانقلاب، وأما سجن رموزها فهذا لن يؤثر فيهم فلقد اعتادوا حياة السجون، وما زادتهم إلا قوة وصلابة، وسيظلون على العهد باقون.
الشعب المصري: أثبت هذا الشعب معدنه الأصيل وطيبة قلبه ومحبته للدين وأهله والتي ظهرت من خلال دعم أول رئيس إسلامي في تاريخ مصر، إلا أنه يتأثر بالدعايات الإعلامية الكاذبة والتي تقلب الحقائق وتفبرك الأحداث، إلا أنه سرعان ما يعود إلى فطرته، وهذا ما دل عليه مناصرته لرئيسه الشرعي المظلوم.
الرئيس مرسي: لقد أثبتّ يا سيادة الرئيس رباطة جأشك، وقوة عزيمتك، وصدق وعدك، وحفظ عهودك، وعدم تخييب ظن شعبك فيك، لقد عاملت الآخرين بصدق وأمانة وصفاء قلب، لكنك كنت تتعامل مع ذئاب، وها قد عرف الشعب قدرك بعد أن جربوا غيرك، وسينصرك الله على خصومك (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)
أيها السادة هناك شرائح أخرى من الشعب المصري لم أشر لها لضيق المساحة، ولكن في النهاية سيكتب التاريخ من وقف مع الحق وناصره، ومن تعاون مع الباطل وأيده، وفي كل الأحوال ستكون الغلبة للمصلحين (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون).
twitter : @abdulaziz220