عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / السيسي والدم المصري

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

في 25 فبراير 1994 فوجئ المصلون في الحرم الابراهيمي في الخليل وهم في صلاة الفجر بمن يهاجمهم برشاش آلي، فيقتل منهم 25 شهيدا ويجرح 150 آخرين.

للأسف أن هذا المشهد تكرر مرة أخرى في مصر المحروسة ولكن على أيدِ إسلامية، وذلك في المجزرة التي قام بها الحرس الجمهوري للمعتصمين في محيط نادي الحرس وهم في صلاة الفجر، وبأوامر من قيادة الانقلاب.

اليهودي جولدشتاين قتل في جريمته 25 شهيدا وأما الجيش المصري للأسف فإن قتلى مجزرته قد تجاوز الخمسين ونحسبهم شهداء عند الله، وأما الجرحى فبالمئات.

لم يكن يتوقع المعتصمون المدنيون في محيط الحرس الجمهوري وهم في صلاة الفجر أن يتم رميهم بالرصاص الحي من قبل الجيش الذي كانوا يعتقدون بأنه لن يسدد طلقاته إلا إلى أعداء الوطن.

ولم يتوقع أولئك السلميون أن يُضاف إلى آلامهم ألم وحزنهم حزن، عندما يتم تزييف الحقيقة في ما جرى لهم، فيجعلهم الجناة وهم الضحية، مما يذكرهم بما تفعله الأنظمة القمعية والتي تقتل القتيل وتمشي في جنازته.

فها هو السيسي وحكومته تبرر المجزرة بصورة لا يمكن أن يقبلها أي عاقل، فقد زعم المؤتمر الصحافي الذي عقده الجيش والشرطة بأنه كانت هناك محاولة مسلحة لاقتحام مبنى الحرس الجمهوري فتم التصدي لها! ونقول لهم أين تصويركم لتلك القوة المقتحِمة وكاميراتكم منتشرة في كل مكان؟ وهل يعقل لمن يريد أن يقتحم أن يُحضر النساء والأطفال؟ ولو كان هناك اقتحام أليس من الأولى أن يكون في وقت ذورة تجمع المعتصمين، لا في أقل أعداده؟

يبرر الجيش جريمته بعرض صور لأسلحة يزعم أنها كانت متواجدة مع المعتصمين، وفي الحقيقة هي تذكرنا بالمسرحيات التي كان يقوم بها النظام السوري!

لقد أظهرت الصور التي نشرها الناشطون، لقطات تُظهر قيام رجال الحرس الجمهوري بإطلاق النار مباشرة على المتظاهرين من سطح مبنى الحرس الجمهوري، وذكر شهود عيان من المتظاهرين كيف أن الرصاص أُطلق عليهم مباشرة من قبل رجال القوات المسلحة.

كم هو محزن أن يتحول الجيش المصري من حامٍ لكل المصريين إلى أن يصطف مع جهة دون أخرى! وكم هو محزن أن يسدد سلاحه لأبناء شعبه!

يقول أحد مديري المستشفيات الميدانية أنه شارك في الاشراف على المستشفيات الميدانية أيام ثورة 25 يناير في ميدان التحرير، ومواقع أخرى إلا أنه لم يشهد قتلى وإصابات بمثل أعداد الضحايا الذين وقعوا في محيط الحرس الجمهوري.

ويحق لنا أن نتساءل بعد أن رأينا إراقة هذه الدماء الزكية، وإزهاق أرواح بريئة طالبت بعودة رئيسها الشرعي، وبطريقة سلمية، هل هذا هو التغيير المنشود الذي يريده حكم العسكر، هل هذه الدماء هي التي زعم من خلالها شيخ الأزهر بأنه يريد حقنها عندما شارك في نزع الشرعية والانقلاب على الرئيس الشرعي؟ هل هذا هو الاصلاح الذي ينشده حزب النور عندما شارك في مسرحية الانقلاب؟

وأما السيسي فنقول له لقد أخطأت الطريق، فالدماء لا تزيد المتظاهرين إلا عزيمة وإصرارا، بل وتدفع المترددين من قبل إلى أن يشاركوا في الاعتصامات والتجمعات، وهي تكشف حقيقة الحكم الجديد للعسكر والذي يريد أن يفرض سيطرته بالحديد والنار، وهذا ما لا يقبله الشعب المصري، الذي أقام ثورته المجيدة في 25 يناير.

مواجهة المعارضة بالرصاص لم تنفع الرئيس المخلوع حسني ولا بشار ولا القذافي، لذلك لا بد ان يصحح قائد الانقلاب خطأه ويرجع الرئيس الشرعي مرسي بما يتم التوافق عليه بطريقة تحفظ كرامة الجميع، لأنه مطلب الملايين من الشعب المصري والتي ستستمر في اعتصاماتها في الميادين ولن تتزحزح من مواقعها حتى يتم تحقيق مطلبها.

 

twitter : @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي