| خالد طعمة |
إن مما لا شك فيه أن حملة استنزاف المشاعر قد كثفت جهودها وحشدت حشودها وتنوعت أساليبها وتعددت صورها، في يوم ينادون بتصفية العقيدة وهي بالأساس صافية فمن غير الصفاء لن تكون عقيدة وفي آخر ينادون بالجهاد وهم يعملون البلاء، ترى هل استوعبنا الهدف والرسالة أم المسألة تحتاج إلى مزيدٍ من العناية وهي لا تتطلب ذلك القدر من الدراية.
الكل بلا استثناء أصبح وأمسى مشحونا وعن أموره مرهونا فالغاية أصبحت مطعونة والحاجة مركونة، انقلبت المسميات وضاعت العادات وتحول وضعها إلى رفات وربما كانت قبلها فتات.
نحن اليوم لا نريد سوى الشتات عسى أن يجمع ويشكل لنا صرحاً تدنوه الرايات، والسؤال دوماً يكون عن ماهية الرايات التي تعبر فعلاً عن الذات، وماذا عن الأمهات هل منهن المنسيات أم ترامينا إلى أحضان الغريبات وعلمنا ما بهن من زلات نعلم ونوقن منذ البدايات بأنهن أهل المنكرات بعد أن حجرنا على المنسيات بداعٍ من تلك التلويحات وغيرها من التلميحات، ومع ذلك نبرر ونزمجر ونقول وننكر وندعي السيادة التي لا تتجاوز تلك السجادة، فأصبح الشتات لا يقرأ ولا ينصت إلى الملامات، فقط ينهمك إلى ساعة تُكشَفُ فيها الذات وينظر إلى المنسيات على أنهن أفضل الخيرات ويعيش الجميع برقي وقناعة وثبات وتتحقق الأمنيات وتعلو الصيحات ونسمع الأناشيد والأهازيج.
ترى ماذا حصل؟ ماذا جرى؟ نعم أهلك مستنزفو المشاعر ونزلوا من على المنابر ولم يحل بيننا وبينهم سوى أذل المسافات انهزموا وكشفت أوراقهم وولوا مع الغريبات إلى المنفى، فهم من سعى لا هذا أو ذاك، بل الإرادة كانت عنواناً يتوسط اليافطات وبعدها نام الشعب بكل راحة بعد أن حارب المنكرات وهجر الملذات وأنصت إلى صوت الذات.
khaledtoma@hotmail.com
@khaledtomaa