لن أتحدث هنا عن آراء العلماء في مسألة تكفير العلماني الذي يرى عزل الدين عن الدولة، وبأن الشريعة الاسلامية لا تصلح كمصدر للتشريع، وإنما أريد الإشارة إلى كفر هؤلاء العلمانيين وإخوانهم الليبراليين في الديموقراطية التي يتشدقون بكفاحهم من أجلها، وأنهم من أكثر الداعين لنشرها.
لا يحتاج الأمر إلى عميق تفكير أو طول بحث، حتى تكتشف زيف الشعارات التي يرفعها العلمانيون والليبراليون حول الديموقراطية.
فقط انظر وتأمل إلى موقف هؤلاء من نتائج الانتخابات في مصر في تركيا في غزة، في دول الربيع العربي، بل حتى في الكويت، حتى توقن بأن هؤلاء يتشدقون بالديموقراطية إذا كانت نتائجها لصالحهم أو وفق أهوائهم، أما إذا كانت عكس ذلك، فإنهم من أكثر المهاجمين لها.
ففي مصر مثلا بعد أن أخرجت النتائج رئيسا ذا انتماءات إسلامية، قالوا ان الشعب غلبان، وأكثره أميّون جهلة لا يحسنون الاختيار. بل وزادوا على ذلك بدعم التخريب والتدمير الذي يجري حاليا، والعجيب الغريب أنهم يطالبون بإسقاط الرئيس مرسي، وإجراء انتخابات جديدة للرئاسة، وهم يخططون الآن إلى مظاهرات في جميع أنحاء مصر وبتعاون ودعم من جهات خارجية من أجل تخريب مصر وإزاحة الرئيس ولو بالقوة، فهل هذه هي الديموقراطية؟
عندما نجحت حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية تم التآمر عليها، وقتل بعض رموزها، والسعي للإطاحة بحكومتها، وأيضا بدعم عربي غربي أميركي صهيوني مما دفع حماس إلى خيار الحسم العسكري في غزة.
في تركيا يحاول العلمانيون الإطاحة برئيس الوزراء التركي أردوغان إما بدعم انقلاب عسكري، او عمليات التخريب التي تشهدها تركيا خلال هذه الفترة، ولعل ما جرى في ميدان تقسيم خير شاهد على ذلك، بعدما تحول الأمر من حماية الشجر إلى تخريب وتهديد أرواح البشر.
في الكويت عندما أتت نتائج انتخابات مجلس 2012 الأول بغالبية من أصحاب التوجه الإسلامي والمحافظ، تمت مهاجمته بمجرد ظهور النتائج، والقول بأنه لن يستمر، وتم التآمر عليه، حتى تم إبطاله.
لذلك والأمثلة كثيرة، أصبحنا لا نثق بشعارات العلمانيين ودعاواهم، فهم سيكونون ألعن من أي ديكتاتور لو تسلموا الحكم، وأعتقد أن ما قام به أتاتورك العلماني عندما تولى الحكم في تركيا، وتسلطه على كل ما هو إسلامي خير شاهد على ما نقول.
لذلك أدعو الجماهير في الدول العربية والإسلامية وخاصة في مصر إلى الوقوف بقوة مع اختياراتها التي أتت عبر انتخابات حرة ونزيهة، ودعم استكمال فترة رئاستها، والوقوف ضد أي محاولات للانقلاب على الحكم، لأن من يقوم بذلك الآن لن يكون أرحم من النظام السابق، وسيأتي بنظام دكتاتوري آخر.
ومع كل هذا التآمر على حرية الاختيار في الوطن العربي، إلا أنني متفائل وخاصة في مصر، أن الشعب لن يسمح بدكتاتورية جديدة وإن ارتدت ثياب الديموقراطية.
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter : @abdulaziz2002