تصريح الوزير اللبناني السابق وئام وهاب الموالي لحزب الله من أن ما قام به حزب الشيطان من تدخل في القصير لدعم نظام طاغية الشام ممكن أن يمتد ليشمل السعودية ودول الخليج إن هي تدخلت في الصراع في سورية. هذا التصريح ينبغي ألا يمر مرور الكرام، بل هو إشارة واضحة لما يمكن أن يقوم به من يحملون فكر هذا الحزب من جعل الصراع يمتد ليشمل دول المنطقة.
هذا التصريح أعتقد بأنه ينبغي أن يكون دافعا أكبر لدول الخليج لتدعم بكل ما تستطيع من إمكانات في تعجيل سقوط نظام بشار.
لقد اخطأت كثير من دول الخليج في تباطئها في دعم الثورة السورية التي مضى عليها الآن أكثر من عامين، سقط خلالها أكثر من 100 الف شهيد، ولو أن هذه الدول دعمت الجيش الحر وبقية الفصائل بالسلاح النوعي، لكان نظام الأسد الآن في خبر كان.
ولكن كما قيل أن تصل متأخرا خيرا من ألا تصل، ولعل تصريحات بعض دول الخليج من أهمية انهاء الصراع ورحيل النظام، وما يكتبه بعض الموالين والمقربين من بعض حكومات دول الخليج من أهمية نصرة الشعب السوري، وعدم التخاذل عن نصرته، وبأهمية دعمه بالسلاح الذي يعينه على إسقاط النظام لعلها مؤشرات من أن هناك دعماً رسمياً خليجياً آتيا لنصرة الثورة السورية، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا الدعم عاجلا غير آجل.
صمود القصير
تعرض أهل القصير إلى حرب جنونية شنها أتباع النظام السوري وبتدخل سافر من حزب الشيطان الذي زج بأكثر من 5 آلاف مقاتل إلى ساحة المعركة. تعرضت فيها المدينة إلى قصف ثقيل من الطائرات والمدافع والراجمات، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، ومع ضعف تسليح الثوار وقلة الذخيرة ونقص الأسلحة النوعية، وتخلي الدول عن دعمهم أو المساعدة في نقل جرحاهم، اضطر الثوار إلى الانسحاب من بعض المواقع حفاظا على أرواح البقية في قتال غير متكافئ، ما مكّن حزب الشيطان من دخول القطاع الجنوبي من القصير والسيطرة على الطريق الرئيسي.
أقام حزب الشيطان أفراحه، وكأنه حرر القدس، وهزم اليهود، وهو في الحقيقة إنما قتل نفوسا تشهد لله تعالى بالوحدانية، ودمر منطقة كان لها في يوم من الأيام يد بيضاء عليه وعلى أتباعه أثناء قتال الحزب مع إسرائيل عام 2006.
نقول إن سقوط مدينة القصير بيد حزب الشيطان ليس نهاية المطاف، فالحرب سجال وإن خسر المقاتلون جولة في منطقة فإنهم يكسبون ويغنمون في مناطق أخرى.
إن صمود مقاتلي الثورة في مدينة القصير لأكثر من 20 يوما مع الفارق الكبير في العدة والعدد والعتاد لهو بطولة في حد ذاته يستحقون عليها المدح والثناء، فإن الصحابة بعد عودتهم من غزوة مؤتة بعد مقتل قادتها الثلاثة الذين عينهم الرسول عليه الصلاة والسلام ثم تولي خالد بن الوليد القيادة، وآثر الرجوع بجيش المسلمين لعدم تكافؤ القوة بين الفريقين، أخذ بعض أهل المدينة بتسميتهم الفرّار، فسماهم النبي صلى الله عليه وسلم ( الكُرّار )، وبإذن الله سيعيد أبطال الجيش الحر الكرّة على حزب الشيطان وسيطردونه من سورية، بعد إسقاط نظام الأسد، وستحل اللعنة على حزب الشيطان قاتل النساء والأطفال، ولعل تدخله في سورية سيكون بداية النهاية لقوة هذا الحزب وفرعنته في المنطقة.
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter : @abdulaziz200