من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، انقلب السحر على الساحر، هي أمثلة تستحق أن تُطلق على الذين روجوا قائمة أسماء زعموا بأن أصحابها ضمن شبكة تسعى لزعزعة الأمن في دولة الامارات.
لقد أُسقط في أيدي أولئك المفلسين المروجين لتلك القائمة عندما رأوا ردة الفعل المضادة من مختلف شرائح المجتمع والتي استنكرت إيراد أسماء لها مكانتها المحترمة والمقدرة في المجتمع الكويتي بل وحتى على المستويين الخليجي والعربي، تلك الأسماء التي لا يخفى على الناس دورها الكبير في المجالات التربوية والخيرية، ولعل إيراد اسم الدكتور عبدالرحمن السميط شفاه الله وعافاه ضمن القائمة كان هو قاصمة الظهر، فالكل يعلم أن الدكتور السميط لا ينتمي للإخوان، كما أن مكانته المقدرة على المستوى العالمي تجعله بعيدا عن أي شبهة لزعزعة الأمن في أي بلد كان.
ومن دلالة فبركة الاتهامات أنها تتحدث عن قلب النظام في الكويت والأردن، فما دخل الإمارات إذاً؟ كما وردت بعض الأخبار عن قيام دولة الإمارات بمخاطبة دولة الكويت للتعرف على صاحب الحساب الذي نشر تلك الأكاذيب لمقاضاته، خصوصا أنه أرفق ورقة مزورة زعم أنها من مصادر رسمية إماراتية، وهكذا نجد أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
القرضاوي وحزب الشيطان
الاعتراف الأخير من العلامة القرضاوي بأنه كان مخطئا في محاولة التقريب بين المذاهب، وبدفاعه السابق عن نصرالله ومنظمة حزب الله واعتذاره لمن خالفوه من قبل، هي دلالة على نية الشيخ الصافية في اتباع الحق أينما كان، كما أنها إشارة واضحة على أن مشاركة حزب الله لدعم النظام السوري قد انقلبت آثارها عليه رأسا على عقب، ففي الوقت الذي أراد فيه تعزيز وتقوية النظام السوري، كشف للأمة الإسلامية حقيقة العقيدة التي يدافع عنها، والتي لم تكن يوما من الأيام نصرة لهذا الدين بقدر ما انها كانت لنصرة المذهب والمصالح الطائفية.
ولعل الدكتور عبدالله النفيسي قد سبق الشيخ القرضاوي في بيان عدم جدوى ما يسمى بفكرة التقريب بين المذاهب والتي يتضح يوما بعد آخر أن البعض لا يريدها إلا لمزيد من المكاسب لمذهبه وطائفته.
وأقول لقد سبقهم في بيان زيف دعاوى التقارب، الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في سورية في الستينات، عندما حاول عبر مؤتمرات ولقاءات عديدة في زمنه للتقريب بين المذاهب إلا أنه اعترف بأنه لا فائدة من ذلك، عندما اكتشف أن أكثر من كان يعتقد بعقلانيته وحرصه على التقارب، كان من أكثرهم تطرفا.
أردوغان عدو الأشجار
يعجبني في أردوغان حزمه وقوته في الدفاع عن قراراته التي يتخذها، خصوصا إذا كانت مدروسة ومرت عبر إجراءاتها القانونية، ولعل من آخرها تطوير ساحة وميدان (تقسيم)، هذا القرار الذي يزعم مثيرو الشغب في اسطنبول على أنه سيتسبب في اقتلاع أشجار عدة ما يعتبر تعديا على البيئة، ولقد أحسن أردوغان الرد على هؤلاء المتباكين عندما ذكرهم بوضع مدينة اسطنبول قبل وبعد توليه لرئاسة بلديتها، وإلى ما بعد توليه لرئاسة الوزراء، حيث أصبحت تنافس العواصم الأوروبية في نظافتها ونقاء أجوائها، لذلك لم يعد خافيا على أحد أن المشاركين في التخريب ليس هدفهم الدفاع عن البيئة، بقدر ما انهم جعلوا القرار فرصة لزعزعة الأمن في تركيا من قبل العلمانيين والعلويين والمؤيدين للنظام السوري انتقاما لهزائمهم المتكررة وعقوبة لدعمه الثورة السورية، ولكن بحسب كثير من التحليلات بأن هذه المظاهرات ستفشل وتنتهي، والسبب في ذلك قوة أردوغان الذي يدافع عن فكرته وقراراته التي يعتقد بصوابها، وثانيا إنجازاته السابقة التي تعطيه رصيدا قويا لدى الشعب التركي، والأمر الثالث استنكار شرائح كبيرة من المجتمع التركي للتخريب الذي صاحب تلك المظاهرات ما جعل من ناصر الاحتجاجات في بدايتها هم الذين يقفون الآن ضدها.
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter : @abdulaziz2002