| خالد طعمة |
تمثل فئة الشباب الجزء الأكبر من تعداد الشعب الكويتي ومع ذلك لا نرى لمطالبهم مجالا من حيز التنفيذ، تفضلت الدولة بإنشاء وزارة خاصة تُعنى بالشباب وقبلها هيئة عامة والمحصلة (لا شيء)، المشاكل هي هي لم تتغير والأوضاع من سيئ إلى أسوأ.
معدلات الانحراف في مراحل بداية الشباب لم تتغير بل تزداد أحياناً الظواهر السلبية أيضاً وتتفاقم فما العمل؟
هذه الفئة تعتبر بمثابة الغرفة الغنية بالنوادر الفريدة والتي لا يستطيع أي شخص التعامل معها لذلك فإن التعاطي معها لابد وأن يكون بتدبر وحرص كافيين، فالمسؤول لا يمكن أن يعهد مهمة اكتشاف الشباب إلى شاب وإن تحقق له ذلك فإنه لن يكون بشكل مستمر فهذه الوزارة لابد وأن ترتدي مثل ما يرتديه الشاب تتعايش معه تتحمل شكواه تستمع لكلامه، إننا إذا ما نظرنا إلى وزارات الدولة فإننا سنلاحظ بأن صفاتها وآلية تعاملها مع الجمهور واحدة وبالتالي فإن وزارة الشباب يجب وأن تكون مختلفة مغايرة في منهجيتها.
يتداول البعض الحديث عن توجه الشباب إلى سلوكيات غريبة وأبرز تلك السلوكيات السياسية في النزول إلى الشارع لأجل الاستماع لمطالبهم ويكثر مع الأسف توجيه اللوم عليهم من دون أن نتساءل بأن الوضع في الكويت قبل عشرين عاماً لم يكن حال الشباب كحاله اليوم فلا ساحات بين المنازل ولا أندية ولا مراكز للشباب وإن توفرت بعض تلك المرافق المشابهة فإنها ستكون طاردة للشباب.
إن المعنيين في وزارة الشباب المستحدثة يجب وأن يجلسوا على طاولة التفكير العميق فالشباب اليوم لم يعد همهم وسائل الترفيه أو التسلية أو المظاهر الشبابية بل بحاجة إلى احتواء رسمي لهم يعترف بإبداعاتهم ويتلمس مطالبهم ولا يعاملهم كبقية الوزارات ولا يضع أمامهم طاولة للتعامل بل إلى يد تصافحهم وأخرى ترافقهم وأذن تسمعهم وعين تحترمهم. والله المستعان.
@khaledtomaa
khaledtoma@hotmail.com