خالد طعمة / الكلام المقتضب / بريطاني أم فرنسي؟

تصغير
تكبير
| خالد طعمة |

قبل فترة ليست بالبعيدة هجر الناس متابعة أخبار مجلسهم بل انهمك الغالب بأشغاله الخاصة، بل ان التجارب السياسية عززت فكرة الهجرة وصرف النظر عن متابعة الأخبار السياسية وأصبحت سمةً من سمات الشعب خلال الأشهر الستة الماضية.

إذا قمنا بعمل مقارنة بين الشعب البريطاني والآخر الفرنسي، فإننا سوف نلاحظ أن الأول انصرف إلى شؤون حياته الخاصة والثاني راح يتابع أصحاب السياسة، هذا ما تقوله لنا صفحات التاريخ لا استطلاع رأي أو استبيان، في الكويت امتزجت التجربتان ففي أوقات معينة تابع الشعب وأصبح شغفه وموضوع حديثه مجلس الأمة في حين أن أوقاتاً أخرى نجد أنه اتجه إلى الانكباب شبه الكامل على أعماله وأموره الخاصة.

ماهو المقياس؟ أين تلك المجسات التي تحكمت بالرأي العام؟ وما السبب الرئيس حول ما يدور على الساحة الآن؟ هل هي وسائل الإعلام أم وسائل التواصل الاجتماعي؟ هل كان لها الحظوة والدور الأكبر أم انها ساهمت في إرساء القناعات والتصورات بشكل أو بآخر؟ كل ذلك وارد ولكننا اليوم وصلنا كشعب إلى مرحلة اليأس وليس أي يأس بل إلى اليأس المسبب والمعلن، بعد أن عادت الحياة البرلمانية في الكويت إلى أرض الواقع دب التفاؤل في نفوس الكويتيين، ولكن بعد سلسلة الانهزامات المبرمجة من قضية الايداعات المليونية وصولا إلى حملة المقاطعة اقتنع الغالب من الشعب بأن لا جدوى إلا بتلك الأمور المتناولة بين أيديهم، وحتى الأحداث الخارجية لما يعرف بمسمى الربيع العربي، أكد أن الجدوى معدومة فمن يلوم الشعب اليوم على ما وصلنا إليه، هل يعرف أحد منا ماهية الحل وتوقيته وسبل تنفيذه لجذب انتباه الشعب حول ما يحصل؟ نعم إنه الحكم المنتظر والذي سوف يكون سبباً لكي يتقرب لأحد الشعبين إما البريطاني أو الفرنسي.

 

@khaledtomaa

 khaledtoma@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي