من الشخصيات التي يشهد لها خصومها قبل أصدقاؤها بالأمانة والصدق والنزاهة والجدية والعطاء والوزير السابق المهندس محمد العليم.
وقد لمس ذلك كل من تابع أداءه سواء عندما تولى وزارة الكهرباء أو وزارة النفط، لكن الوزير السابق العليم تعرض لهجمة شرسة أيام توليه الوزارة وبعدها ليس بسبب تجاوزاته أو اختلاساته أو سوء إدارته، وإنما لسببين أولهما وقوفه في وجه رموز الفساد، وقيامه بإلغاء الوكيل في عقود شركة البترول. والسبب الثاني هو انتماء الوزير السابق العليم إلى الحركة الدستورية، ويكفي ذلك الانتماء لجعله في مرمى أهداف من لا يعرفون شرف الخصومة، ممن يعادون الحركة بفكرها وطرحها ومواقفها، ولذلك لم تشفع نزاهة العليم في كف أذى أولئك الخصوم.
ثم جاءت قضية الداو على طبق من ذهب لخصوم العليم والحركة الدستورية لتكون كحلبة مصارعة الثيران، تقتل فيها الضحية بينما يصفق فيها الجمهور للقاتل الذي يواجه الثور ويوجه له الطعنات في معركة غير متكافئة، وخالية من كل ذرة رحمة أو إنسانية.
للأسف أنه بعد الغرامة التي خسرت من خلالها الكويت أكثر من ملياري دولار بسبب إلغائها عقد الشراكة مع شركة الداو أن يتم تشويه الصورة وقلب الحقائق ضد الوزير العليم والحركة الدستورية.
فللذكرى والتاريخ نقول ان الوزير العليم لم يتخذ قرار الموافقة وإنما قدم للمجلس الأعلى للبترول ثلاث خيارات وهي إما الموافقة وإما الإلغاء وإما التأجيل، واختار المجلس قرار الموافقة، فلماذا يقال بأن العليم هو المتسبب في الخسارة؟
الأمر الآخر عندما ركبت جهات عدة باص الطعن في الذمة المالية، وان هناك عمولات وراء هذه الصفقة، تقدمت الحركة بنوابها بمقترح لجنة تحقيق لبيان حقيقة تلك العمولة، لماذا لم تتم الموافقة على تلك اللجنة؟ وتم إلغاء العقد مع شركة الداو، كان على الحركة أن تتحمل مسؤوليتها السياسية، وذلك من خلال مساءلة رئيس الوزراء عن هذا التخبط في القرارات، ما دفعها لتقديم استجواب كانت أهم محاوره تدور حول تضييع هيبة الدولة من خلال تناقض قراراتها والتراجع عن المراسيم والتهاون في القيام بالمسؤوليات التنموية، فتم حل مجلس الأمة، لتطوى صفحة إلغاء الصفقة مع الداو ويتم نسيانها والغفلة عنها، ولم ينتبه الناس إليها مرة أخرى إلا بعد جرس إنذار وجوب دفع غرامتها.
وأما الوزير السابق العليم فنقول له رايتك بيضاء يا أبو عبدالله، وسيظل رأسك مرفوعا بإذن الله، والحمد لله أن الناس لها عقول وأصبحت تميز الطيب من الخبيث، ولا يصح إلا الصحيح، فالحق أبلج والباطل لجلج، وأما خصومك ومن تآمروا ضدك ومن زوّروا الحقائق وقلبوا الوقائع فإن الدائرة ستكون عليهم ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
عبدالعزيز صباح الفضلي
twitter: @abdulaziz2002