| خالد طعمة |
عندما نرى ونتابع ما يجري في أجزاء وطننا الإسلامي الكبير فإننا نستهجن الأحداث المأسوية الجارية داخله ولكننا في الوقت نفسه لا بد وأن نحاول بقدر الإمكان ألا نكون سبباً في زيادة السوء إلى هذه الأحداث ومجرياتها و نلعب دوراً مكملاً لإقامة إسرائيل الكبرى المزعومة وفق مخطط برنارد. ما يحدث في سورية مثلاً لابد وأن يتم بشكل سلمي لا أن يساهم في زيادة عدد القتلى من جرائم النظام هناك والأمر ينطبق أيضاً على مصر ولبنان وليبيا واليمن والعراق وغيرها من الدول النازفة، مخطئ من يتجاهل مخطط إسرائيل على دول المنطقة ففي العراق مثلاً كشف صحافي أميركي يدعى «وين ماديسون» عام 2010م عن مخطط إسرائيلي للعراق ممهد ومكمل لإسرائيل الكبرى ويتمثل بشراء أراض عراقية مثلما قامت في الماضي بفلسطين وتحديداً تلك الأضرحة الخاصة بالأنبياء (ناحوم،يونس،دانيال، حزقيل،عزرا)، ويتلخص ذلك بعمليات قتل تستهدف المسيحيين العراقيين وتعلن بأنها من مسلمين ينتمون لتنظيم القاعدة وتهجير عدد من اليهود من إسرائيل وأوروبا وأفريقيا إلى العراق، وفي كتاب «أفرايم سنيه» وزير الصحة الإسرائيلي والذي حمل عنوان «إسرائيل بعد عام 2000» والذي دعا إلى شل العراق وسورية وإسقاط النظام المصري بإلهائه داخلياً، وفي عام 2003م صدر كتاب لموشي فرجي بعنوان «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان» لم يكتف بالدعوة إلى تفكيك السودان بل نادى بزعزعة أمن دول الخليج وتسهيل خلق كيانات طائفية وقبلية تقوم على التعصب وإهدار روح استمرار الدول وفق أنظمتها الحالية والمناداة أيضاً بتأسيس جماعات مسلحة في مصر وتونس والمغرب وسورية ولبنان، وعلى الصعيد الأردني نقرأ ما قاله «أرييه إلداد» العضو في الكنيست عام 2011م شارحاً رغبته في إحداث ما وصفه بالتغيير لصحيفة هآرتس عندما قال عن أهل الأردن هم أهل فلسطين وذلك باستطلاع رأي موضحاً بأنه «مخطط عملي لأنه حتى لو لم تفعل إسرائيل شيئا من أجل دفعه قدما فإنه ستجري في الأردن تطورات مشابهة لمصر وليبيا وبإمكانه أن يتحول إلى فلسطين من خلال سلسلة تظاهرات وإسقاط النظام».
إن اختيارنا لمثل هذه الأفكار يجب أن يجعلنا نتأمل في الوضع الحالي وما قد يسفر عنه من همينة إسرائيلية مرتقبة إذا ما استمررنا بممارسة حالة السكوت المطبق والتفكك المحفز لأي طامع في أن يساهم بزيادته ونقول هنا ألم يحن الوقت لكي نفيق ونتمسك بوحدتنا؟
khaledtoma@hotmail.com
@khaledtomaa