| خالد طعمة |
لم أتصور بأن الإدلاء بالرأي حول ما جرى لسورية من عدوان إسرائيلي سافر سيقابل بهكذا (ردود)، فقد كنت أعتقد بأن من ملأ القنوات الفضائية الممنهجة سوف يقابل الحادثة بصمت مطبق ولكن الأدهى وغير المتصور حصل وهو تشجيع الإسرائيليين على الاعتداء بل والاستمرار فيه وألا يكون بعده توقف، نعم وصل الأمر إلى هذا الحد وإلى هذا المستوى (الدون) الذي لم يسبقه موقف مماثل على مر التاريخ الإسلامي العريق، كنت كثيراً ما أستهجن تلك القنوات وما تبثه وفق تصوري من سموم على الكبير والصغير هل تناسى الناس بأن الخلاف بين حزب البعث العراقي والآخر السوري كان قائماً قبل أعوام مضت وهل رموا من ذاكرتهم أن عدداً من البعث العراقي ساهم في الفترات الأخيرة بتأجيج الوضع السوري، ألم يستوعب البعض من أن الأحقاد اجتمعت لكي تتذوق سورية ما تذوقه العراق ولبنان، قبل أكثر من عام وأنا أحذر من مخطط (برنارد) والذي لم يلتفت إليه وعمم على الناس فكرة شجب واستنكار نظرية المؤامرة لكي ترتقي عقولنا حتى ارتقى اليهود علينا بعدوانهم الأثيم، مواقف كثيرة منذ أن بدأ الوضع يغرق بالظلامية والغالب ينظر لي بأنني مخدوع وبأن تصحيح العقيدة أمر لابد منه وتناسوا الدم الفلسطيني واللبناني والعراقي والمالي والأفغاني والشيشاني ولم يجتهدوا مثل اجتهادهم لتأسيس الجيش (الحر).
كنت أخالف وأعترض على التسمية لأنها باختصار (تهمة) لجيوشنا الإسلامية المتعددة وكأنها أفضل وأصدق على الرغم من أن جيوشنا سطرت أروع البطولات في حروب الستينات والسبعينات وفي تحرير الكويت وكأنها محاولة لثني جيوشنا عن طاعة السلطة وهي التي قامت بحقن الدم المسلم المحرم شرعاً سفكه وبلغت حرمته بالمقارنة مع بيت الله الحرام بمكة المكرمة، اليوم يقولون ويبررون ما أمطروا حماستنا به في الدعوة إلى الوحدة بين المسلمين ففي بداية الإسلام لم يرد موضوع المذهبية بتاتاً وعند السؤال في القبر وفي يوم القيامة لن يساءل أحدنا عن مذهبه بل بالأمور الأساسية في الإسلام فأين الصواب في التوسع بفكرة المذهبية؟، لقد بدأ أتباع الدجال الأعور بجني ثمار مخططاتهم السقيمة وأخذوا يتصورون بأننا كالحجارة يرمون بنا إلى الاتجاه الذي يريدون، نعم قد يكون البعض ولكننا لسنا حجارة بل يد واحدة تكسر الأوثان التي بناها دعاة الخذلان ولغة الأحرار هي الخاصة بعبيد الله لا المشركين من عباد الدنيا أتباع الشيطان، وللعلم فإن أي مخطط فرقة لن نسمح له.
والله المستعان.
@khaledtomaa
khaledtoma@hotmail.com