عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / معالي الوزير ... لن نسمح لك

تصغير
تكبير
| عبدالعزيز صباح الفضلي |

عندما تخرجت في كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية، كانت لدي فرصتان للوظيفة إحداهما في وزارة التربية كمعلم، والأخرى اقترحها عليّ بعض الأصدقاء وهي العمل بوزارة الأوقاف، على اعتبار أن فرصة الترقي في وزارة الأوقاف أسرع من وزارة التربية التي يكدح فيها المعلم سنوات طويلة حتى يأتيه الدور للترقي للوظيفة التي هي أعلى.

لكنني اخترت التعليم لسببين، أولهما حبي لهذه المهنة وشعوري بأن هناك رسالة عظيمة من الممكن إيصالها للتلاميذ في غرس القيم والأخلاق، والثاني عدم الأمان من أن لا تُمنح حقك في وزارة الأوقاف بسبب المحسوبية والواسطة، وبالتالي ستُصاب بالإحباط ولن تتمكن من العطاء.

وكم حمدت الله عز وجل أنني لم اتجه إلى وزارة الأوقاف، بعدما رأيت محاربة الطاقات، وعدم تقدير الكفاءات إلا في بعض مراحل الوزارة من بعض القيادات.

وزارة الأوقاف من الوزارات التي ينبغي أن يتحلى العاملون فيها بأعلى درجات الرقي الأخلاقي، لأنهم باختصار من يقومون على خدمة بيوت الله، ويسعون لنشر الخير والفضيلة في المجتمع، لذا لا يمكن للطبيب أن يعالج الناس وهو عليل، ولكن من خلال الاحتكاك والتعرف على بعض ما يجري في دهاليز الوزارة وأروقتها اكتشفت أن هناك من الموظفين بالوزارة من يحتاجون إلى دورة في مكارم الأخلاق.

نادى بعض الكتاب وزير الأوقاف لاستئصال بعض القيادات في الوزارة ممن يخالفون الكاتب والوزير في توجهاتهم، وهذا دليل على أن أولئك البعض يقولون ما لا يفعلون، وبأن أخلاقهم عكس شعاراتهم.

نقول لمعالي وزير الأوقاف وبناء على ثناء من تعاملوا معه ممن يختلفون معه في التوجه، إن أخلاقك وحسن عشرتك لن تسمح لك بأن تعاقب المحسن وتكرم المقصر، ولذلك نتمنى أن تكون القرارات المتعلقة في التدوير أو الترقية مبنية على العدالة والإنصاف، وأن يكون الإقصاء لمن ثبت عليه تجاوز اللوائح والقوانين على أن تُحفظ للناس كرامتهم، وإن كان لهم فضل في تطوير الوزارة ألا ينسى ذلك لهم، ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام في تعامله مع خطأ حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة خير مثال : إذ قال، فلعل الله اطلع على أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم.

نقول لمعالي الوزير وبكل إنصاف إن الوزارة تحتاج إلى دماء جديدة في قياداتها، ولكن ليكن الاختيار وفق القدرات والإنجازات، لا وفق الولاءات والانتماءات، وليُسجل في تاريخ توليك الوزارة أنه في عهدك تم إنصاف المتميزين من القيادات والموظفين وأنك تعاملت معهم بما يرضي الله عز وجل.

روي في الحديث ( من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين)

وفقك الله لكل خير ورزقك بطانة صالحة تدلك على الخير وتعينك عليه.

 

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي